| عزيزتـي الجزيرة
ودقت الساعة معلنة عن انتهاء يوم آخر من عمرها وهي جالسة في حالة من الضيق والملل، القت بالمجلة التي في يدها دون ان تكملها فقد ملت من قراءة المجلات، ومن سماع الراديو، ومن مشاهدة التلفاز ومن,,، ومن,,، انها تشعر انها تضيع وقتها.
هذا هو حالها منذ ان انهت دراستها، وجلست في البيت بعد ان تعبت من البحث عن وظيفة في كل مكان فلم تترك مدرسة او معهداً الا وطرقت بابه بعد ان يئست من الجهات الحكومية طبعا رغم ان لديها مؤهلاً عالياً حيث لم يبق سواء الدكتوراه ولكن ذنبها الوحيد ان تخصصها لم يعط حقه من التوعية والاعلان الكافي فبقي مجهولاً لاكثر الجهات.
من ينظر اليها الآن لا يصدق انها نفس الفتاة قبل سبع سنوات مضت، تلك الفتاة التي كانت مثالاً للحيوية والطموح والاندفاع على طريق العلم، كان حلمها الكبير الحصول على اعلى درجات العلم ثم ارقى الوظائف، ولكن هيهات ان يتحقق الحلم فالرياح تجري بما لا تشتهي السفن,اطلقت زفرة حارة من الأسى الذي تشعر به وهي ترى حلمها قد خنقته يد قاسية، تلك اليد التي منحت مكانها لمن هي اقل منها مستوى وشهادة, ثم تذكرت تلك الايام التي ذهبت فيها الى الجهات الخاصة فيكون الرد بعدم الحاجة اليها للاكتفاء او لعدم وجود الخبرة والذي زاد الحسرة في قلبها ان الرد يأتي من متعاقدات أي غير سعوديات، أليست هي اولى بهذه الوظيفة، أليست هي بنت البلد، ومن احرص على البلد من بناته؟نظرت الى وجهها في المرآة، فرأت دمعة تكاد تسقط فمسحتها بسرعة هي لن تبكي لقد كانت قوية دائما، وسوف تبقى قوية مهما كان، لان لديها الايمان الكامل بأن الله لا يضيع عمل عباده,هذا ليس حالها وحدها بل هو حال الكثير من بناتنا اليوم فمن هو المسؤول؟ ومتى يأتي الفرج؟
ابتسام الغويري روان السعودية
|
|
|
|
|