| عزيزتـي الجزيرة
عزيزتي الجزيرة:
بعد التحية والاحترام
لست من هواة الجلوس أمام التليفزيون إلا فيما ندر, ولا أميل مطلقا إلى القيادة في ساعات الذروة أو الشوارع المزدحة إلا ما اضطررت إليه.
شاء الله ان يحبسني حابس فأشاهد حلقتين من حلقات هذا المسلسل الاجتماعي طاش ما طاش فالأولى كانت عن شركات المساهمة الخاسرة، والثانية كانت عن الدروس الخصوصية ولي وقفة مع كل منهما.
أولاً: حلقة شركات المساهمة:
شدت انتباهي نقطتان رئيستان في هذه الحلقة هما:
1 طريقة إدارة الشركة وتصف أعضاء مجلس إدارتها والمسلسل كما سبق ان قلت مسلسل اجتماعي وهو بهذه الصفة يختلف عن غيره من أنواع المسلسلات، حيث يعمد المسلسل الاجتماعي إلى إثارة المشكلات والظواهر الاجتماعية ويتناولها من حيث:
1 أسباب ظهورها.
2 اطوار نموها وتطورها.
3 آثارها الاجتماعية.
4 وسائل علاجها في ضوء الكتاب والسنة.
قد يعمد المسؤولون عن المسلسل كوسيلة للإثارة وجذب انتباه المشاهدين إلى بعض اللقطات الضاحكة, وهذا دون شك أسلوب جيد لكن يجب ألا ينسينا الهدف الأساسي من الحلقة، وهو عرض ما يدور في بعض اجتماعات أعضاء بعض المجالس والجمعيات، ونموذج إدارة بعض الشركات وما يؤول إليه حال صغار المساهمين في هذه الشركات نتيجة التلاعب المحكم، وتوزيع الأدوار والأنصبة، والتغرير بهؤلاء الضعفة والمساكين.
إن هناك 32 مادة في نظام الشركات تحكم وتنظم عمل إدارة مجلس شركات المساهمة وهناك من بين هذه المواد أرقام 69، 70،71 التي تنظم علاقة عضو مجلس الإدارة بالشركة من حيث مباشرة الأعمال والعقود التي تتم لصالح الشركة، فالمادة (69) تقول : لا يجوز أن يكون لعضو مجلس الإدارة أية مصلحة مباشرة أو غير مشارة في الأعمال والعقود التي تتم لحساب الشركة إلا بترخيص من الجمعية العامة العادية يحدد كل سنة ويستثنى من ذلك الأعمال التي تتم بطريق المناقصات العامة إذا كان عضو مجلس الإدارة صاحب العرض الأفضل .
وحيث ان ما شاهدناه كان توزيعا للأنصبة؛ فلا ترخيص جمعية، ولا مناقصة عامة، ولا عرض أفضل، ومع هذا لم يوضح المسلسل كيف تم الالتفاف على منطوق ومفهوم هذه المادة وغيرها.
2 أما شخصية (أبو سليمان) هذه، فرغم ان لكل قاعدة شواذ ولكل مهنة شواذها أيضا، لكني لا أعتقد بوجود من يصدر ثلاث ميزانيات لعميل واحد عن نفس الفترة واحدة للبنوك، وثانية لمصلحة الزكاة والدخل والثالثة الأخرى لوزارة التجارة.
ولعل المسلسل يشير من خلال (أبو سليمان) إلى وجود انحراف لدى البعض من هذه الفئة وكما سبق الإشارة أن لكل مهنة، أو لكل مهنة شواذها، ومثل هذا الانحراف إن وجد فالقضاء عليه ما أسهله من خلال تبادل المعلومات والوثائق بين الجهات الثلاث لتوثيق ما بها من أرقام وبيانات، ولعل مثل هذا الأمر يثير ثائرة الهيئة السعودية للمحاسبين فتهب للدفاع والنفي.
ثانياً: موضوع الدروس الخصوصية: لقد كانت الحلقة ناجحة جداً فيما هدفت إليه من ضرورة متابعة هؤلاء المدرسين الذين يعملون دون ما رقيب أو ضمير فهذا نائم، وهذا مستغرق في قراءة الجرائد، والثالث مشغول بجواله وجميعهم ما شاء الله آخر الشهر أحرص ما يكونون على استلام أجورهم.
وأقول: ليس فيما حدث مبالغة، فقد كان ابني يدرس بالسنة الثالثة ثانوي عام 1416ه واحتاج إلى مدرس فيزياء، وبعد مقابلة المدرس وتمنعاته وتحفظاته وافق بشرط أن تكون الحصة في العاشرة ليلاً؛ وما حيلة المضطر إلى ركوب الصعب، ووافقت ثم انتظم هذا المدرس في الأسبوع الأول، وبعدها تذبذبت مواعيده، ثم لاحظ ابني أنه أي المدرس يتغشاه النعاس فطلب مني أن أحضر معه الحصة، وفعلاً فعلت، وانتهى الدرس، والنهاية الأشد غرابة ان درجات (محمد) تذبذبت ما بين 97% إلى 100% فيما عدا مادة الدرس (الفيزياء) حيث جاءت 91%.
حمدين الشحات محمد الرياض
|
|
|
|
|