أزِفَ الزمانُ وجادَ بالأجوادِ
من بعدِ كبوةِ صارمٍ وجوادِ
عبدالعزيزِ أتى بفجرِ عزيمةٍ
ومضى يؤسِّسُ معقلَ الروادِ
يحبوكَ من كلِّ المناقبِ خصلةً
ينبيكَ عن أصلٍ وحكمِ قيادي
ناهيكَ عن قهرِ الصعابِ بحنكةٍ
وشكيمةٍ عزَّت على الأطوادِ
وبنى طرائقَ تستقي من وحيهِ
صَقَلَ الرمالَ بأبيضٍ ومداد
رَكِبَ العرينَ مجاهداً ومناضلاً
ومحا بذورَ الشرِّ والإفسادِ
صرحُ ودربُ الخيرِ يشهدُ مجدُهُ
فَلَكٌ يدورُ على رؤى الأشهادِ
يا صانعَ التاريخِ أنتَ مليكُهُ
واليومُ بالأبناءِ والأحفادِ
في قصةِ التوحيدِ تسمو غايةُ
بينَ الجموعُ بحكمةِ الأفرادِ
يا أمةَ الإسلامِ يكمنُ عزُّها
بصلاحِ قادتِها وحبِّ سوادِ
عادت لها الآمالُ تشرقُ فوقها
وترصَّعَت بعتادِها ونجادِ
السيفُ يعرفُ أنَّ رفعةَ أمتي
ترقى السنا في قبضةِ الآسادِ
آل السعودِ وكلُّ يومٍ لمعةٌ
فوقَ المدى كالصقرِ في الإعدادِ
سلطانُ عزُّكَ يستقيه فؤداي
سلطانُ نهجُكَ سيرةُ الأمجادِ
عَلَمُ وصولةُ قائدٍ متيمِّنٍ
نبراسُ منهاجٍ ومنحُ جوادِ
مَن للدفاع عن الديارِ وشرعها
مَن للحمى إلا صدى الأجنادِ
إني إليكَ اليومَ أقبلُ شادياً
ومهنئاً فتحَ العرينِ الشادي
لو أنَّني في العمرِ أصدقُ مرةً
ناديتُ أنكَ قد جذبتَ ودادي
أفديكَ، إنَّ الدهرَ ليسَ يزورهُ
إلَّاكَ حينَ تشابكِ الأضدادِ
في الصبحِ هِمَّةُ ناهضٍ ومفكِّرٍ
يأتي مساءُ الخيرِ بالإنشادِ
وبطلعةِ الوجهِ البهيَّ بشاشةٌ
حلَّت تباركُ لحظةَ الميلادِ
وَضَعَ الأساسَ ففاضَ نبعُ رحيقِهِ
عطرَ الحروفِ ورونقَ الأعدادِ
وأتى يتمِّمُ شرعةً وضاءةً
سلطانُ حيَّاهُ الإلهُ الهادي
فتراقصَ الموجُ اللطيفُ تناغماً
هذا الخليجُ مرابعُ الأجدادِ
المرصدُ الفلكيُّ يرنو بارقاً
نحو السماءِ لكي تجيءَ غوادي
فتصيرُ قبَّتُنا محافلَ منهلٍ
فيها النوادرُ فوق كلِّ مرادِ
والناسُ في أَلَقٍ تراقبُ شعلةً
وعقولهم نحوَ العلومِ خوادي
يا مركزاً في العلمِ أصلُ لوائهٍ
نورُ بكلِّ مسارحٍ ونوادي
هذا شعاعُ العلمِ يرسلُ ضوءَهُ
كالمنبعِ الورديِّ فوق بلادي
إنِّي، سُقيتَ الغيثَ، لستُ أقولهُ
إلَّا لأنَّ هوامعي لي حادي
بوركتَ في شفقٍ عليه غلالةٌ
عربيةُ الأعلامِ والأوتادِ
بوركتَ في غسقٍ تطلُّ نجومُهُ
تحكي دواماً قصَّةَ الأمجادِ