| مقـالات
تحرص كل هيئة ذات نشاط معين على تكثيف ماهيتها في شعار يصمم كرمز يجسد تلك الهيئة بأبسط الأشكال.
وعندما نرى الصليب ذا اللون الأحمر لا نحتاج إلى توضيح بوجود هيئة مسيحية، وبالمقابل ندرك وجود هيئة إسلامية عندما نرى هلالا أحمر اللون.
من غير شك يخفي كل رمز وراءه عقيدة امة ذات شأن متباين يمت إلى تباينهما تأريخا وفق الشمس والقمر ميلادا وهجرة.
ذلك من الناحية النظرية، أما الواقع فيسجل نجاحا مؤسفا للصليب من حيث استطاعته ارتداء قناع الإنسانية، والفوز بنصيب الأسد من المواقف اللافتة للنظر.
فأينما تحل الكوارث الطبيعية والبشرية ترى الصليب يهرع ليأسو الجراح ويمسح دموع المنكوبين، بينما هلالنا الأحمر يغيب خلف سحب الاقليمية والحدود السياسية للدول، كما تشاركه كثرة الأهلة بإثارة جعجعة لا تثمر طحينا جراء فوضى الكثرة وغياب الانسجام ذي الصفة الدولية، كما هو حال الصليب.
وضمن دائرة الدولية استطاع الصليب استغلال مبدأ حقوق الإنسان ليلمع صورته، فأنشأوا مركزا لإعادة تأهيل ضحايا التعذيب جراء الاعتقالات.
ومازالوا يبثون رسائل التبشير في كل الاتجاهات، فمتى يستدير هلالنا قمرا ويبادر الصليب بدرا؟!.
|
|
|
|
|