| مقـالات
حتى لو افترضنا جدلاً صحة ما لدينا من إحصاءات للحوادث المرورية، فلا أعتقد ان هذه الأرقام قادرة على تمكيننا من سبر غور واستكناه أسرار هذه الكوارث المؤسفة, إن الأرقام حتى ولو كانت صحيحة ليست سوى كتل صماء ومجردة لا تتحقق الفائدة منها إلا بعد استيفاء شروط علمية مقننة ودقيقة، فضلا عن ما هنالك من نقائص تتعلق بمنهجية الثبات والصدق احصائيا، وحساسية منهج إخضاع هذه الأرقام العشوائية للدراسة (الكمية/الاستقرائية) جنبا الى جنب مع عامل نقص المعلومات الضرورية الأخرى عن هذه الحوادث: كأوقات حدوثها، وأماكن حدوثها، وأعمار مسببيها وضحاياها، ودور المؤثرات العقلية من مخدرات ومسكرات، وظروف مرتكبيها عضويا ونفسيا,, إلخ, بل يكفينا قناعة بعدم جدوى هذه الارقام، كوننا لا نستطيع حتى الآن ان نحدد (الشرائح) الاجتماعية ذات النصيب الأكبر من هذه الحوادث، مما يجعلني أتمنى لو أنه توافر لدينا إحصاءات مرورية لها من التفاصيل والدقة والتوثيق احصائيا ما تحظى به مناسبات كرة القدم لدينا! لذا دعوني أتعلل (بالسخرية هنا!) لأقول ان علينا إقامة دوري (وتصفيات!) مرورية على غرار التصفيات الرياضية المعروفة وذلك حتى يتسنى لنا معرفة (الفائز!) بالعدد الأكبر من هذه الحوادث، (فمكافحته!) على فوزه المميت هذا, إن علينا تقسيم أطراف الدوري هذا الى أربع شرائح اجتماعية من السائقين ممثلة بشرائح كبار السن، والشباب، وقائدي الليموزين، وأخيراً الشريحة المتبقية من المواطنين، على أن تكون هذه التصفيات على طريقة خروج المغلوب، أقصد (المصدوم) وحينها يكون الفائز (أي الصادم) هو (الفائز) بكأس العقوبة المرورية والتي ببساطة تنص على (المنع البات) من القيادة لبقية أفراد الشريحة في حال فازت شريحة (كبار السن)، والسجن بلا واسطة إن كان من الشباب أو المواطنين، وعقوبة الترحيل فورا (وسجن الكفيل أيضا) وذلك في حال كان (الفائز) سائق ليموزين لم يسبق له شرف رؤية السيارة إلا بعد أن جلبه كفيله من إحدى مزارع أدغال العالم الثالث، فسارع بالتأمين عليه (حماية له من المواطن وتشجيعاً له على التهور!)، ومن ثم اطلق سراحه ليتعلم القيادة في شوارعنا، وعلى حساب أجسادنا، وأعصابنا، وممتلكاتنا, بالمناسبة، أين مسؤولية كفيل قائد الليموزين من حوادث الليموزين؟,, ومن منكم سبق له ان رأى خارج المملكة (عشر ليموزينات!) تتزاحم دفعة واحدة عند إشارة واحدة؟ بل من منكم يستطيع ان يعثر على (ليموزين) لم تزخرف جوانبه (دقشات وعفطات) الدفش او اللا مبالاة والفوضى المعيبة؟,, وما الذي تمخض من أجندة وجهود الحملة التوعوية/ المرورية من نتائج تنظيمية لقطاع الليموزين الفوضوي والمربك لكل ما هو (نظامي) من وجودنا النفسي وتواجدنا الجسدي,,؟!
,, قاتل الله الطمع,, فللطمع تراكمات فتبعات تربك الوعي الاجتماعي، وتهدر الصحة العامة، وتحول السلوك المدني الى مصاف السلوك الحيواني.
,, صبراً أو الموت صبرا,.
للتواصل: ص ب 454 رمز 11351 الرياض
|
|
|
|
|