| الثقافية
* حوار:هيا السويد
منذ ان غمست حبرها بالورق سيطرت على الكلمة الصادقة ونسجت من خلالها تجربتها الاولى وهي لاتزال طفلة ترسم وتلون وتكتب قصصا لاطفال العائلة حتى أصبحت تشعر بأدبيتها وهي تحكي حكايتها للكبار استمرت التجربة أعواما بعد اعوام حتى باتت صاحبة القلم تنضج وتختلف دقة عباراتها بين صديقاتها في مقاعد الدراسة الثانوية، فأدهشت معلماتها بسلاسة أسلوبها لم تقف عند حد معين بل لازالت تواصل الركض خلف الكلمة الصادقة وكانت مشاركتها الاولى عبر مجلة سيدتي,, القاصة قماشة العليان اسم شهد الزمن له انتصاراته في السنوات العشر الماضية واصبحت حقيقة بعد حلم طفولي فكان اسمها حليف النجاح الاخير في النادي الادبي بالشارقة حينما حصلت على الجائزة الثانية عن روايتها (انثى العنكبوت) التي عبرت عن نجاحها هدية للوطن فإلى تفاصيل هذا الحوار,.
* ما الشيء الذي تودين ان تبوحي به لاول مرة لقراء الجزيرة؟
هو انني قرأت قبل مدة رواية رائعة للاديب (اريك سيغال) بعنوان (رجل وامرأة وولد) ومن شدة تعلقي بهذه الرواية تمنيت ان اكون مؤلفتها.
* قماشة العليان لمن تكتبين,,؟
اكتب لنفسي قبل كل شيء فالعمل الفني ليس عملا مرتبا ومقصودا ومصنوعا بالوعي لكنه يأتي وحيا ويخرج من اللاوعي فهناك بلاشك نسبة من اللاوعي تصاحب الابداع وتحرك اليد لتكتب وكثيرا ما اقرأ ما كتبت واندهش كيف تتابعت الأفكار على هذا النسق وكيف جاء التعبير بهذه الكلمات ويقول علماء النفس في تفسيرهم لهذه الظاهرة ان خزائن النفس الانسانية وعطاءاتها واحاسيسها المتدفقة شيء لا حدود له قال الله سبحانه وتعالى (ونفس وما سواها) فان وراء ذلك اسرار هائلة ربما لم نعرفها بعد.
* ما هي طقوسك الكتابية,,؟
لا طقوس لدي في الكتابة عدا انني افضل الكتابة ونور شاشة التلفزيون مضاء حتى وان كان لا يعمل,,!
* ما السر وراء اختيار اسم روايتك (أنثى العنكبوت) التي حازت على المركز الثاني في مسابقة اندية الفتيات بالشارقة، ومن الذي أطلقه,,؟
لقد اخترت هذا العنوان للرواية لاعتبارات عديدة وفنيات تتعلق بالنص ومطلب الرواية احلام والقارىء حتما سيدرك هذه التسمية بمجرد قراءة الرواية ونجاحي بالجائزة هدية لوطني الغالي.
* اشار بعض النقاد عن روايتك (انثى العنكبوت) انها جريئة فما رايك بذلك,,؟
نعم انها جريئة لكنها جرأة الحق وجرأة الامل والتطلع فهي قصة منتزعة من اعماقي ومن شخصيات عرفت بعض ابطالها ومن آراء كنت ومازلت أؤمن بها، انها تتحدث عن حرية المرأة وليس ذلك الجانب الهامشي الذي يلهث وراءه البعض بل الحرية من بابها الاوسع حرية التفكير والثقافة واختيار الحياة التي ستعيشها بملء ارادتها.
* بدايتك الكتابية معروفة لدى البعض لكن حديثنا عن بداية حوارك مع القلم,,؟
بدايتي مع القلم كانت منذ الطفولة قد كنت احرص على امتلاك اقلام كتابية وكنت اكتب ما يفهم وما لا يفهم واملأ الاوراق بالكتابات حتى كبرت قليلا وبدأت اكتب وارسم قصصا مصورة لاطفال العائلة واحكي لهم كاي أديبة كبيرة وفي المدرسة كانت المعلمات يندهشن من تفوقي في مادة التعبير ومن اسلوب كتاباتي ودقة عباراتي ولا اخفي عليك كنت اكتب لبعض زميلاتي خطاباتهن الخاصة وفي نهاية المرحلة الثانوية ارسلت احدى قصصي لمجلة سيدتي فأجدها منشورة مما اكد لي بما لايدع مجالا للشك بأن قصصي مطلوبة.
* * كيف تنظرين الى الواقعية في القصة من خلال تجربتك,,؟
هناك عدة مذاهب في هذا الامر لكن بالنظر الى تجربتي فإنني اعتمد الصدق في التعبير عبر التجربة الفنية بحيث يتكافأ هذا الصدق مع حرارة التجربة وليست هي الواقعية بحذافيرها حتى وكأن الكاتب يحمل كاميرا يصور بها التجربة فلا واقعية في الاعمال الادبية انها مزج من التجارب والخيال الادبي الواسع والقراءات المتعددة والمشاهدات وكل هذه تدخل في مصنع اللاوعي للاديب وعقله الباطن فتتشكل الاشياء وتتدخل ثم يتحرك القلم ليسجل وربما لا يتذكر الاديب المصدر او المصادر التي استقى منها عمله.
* ما هو تقييمك للتجربة القصصية المعاصرة في المملكة,,؟
التجربة القصصية في المملكة لم تتغير كثيرا منذ بدايتها لكن بعض المحدثين ارادوا ان يواكبوا الموجة بطريقة وخطأ فبدلا من تطور الاسلوب الادبي وانتقاء العبارات الفنية وملاءمة ابعاد القصة اتجهوا الى حداثة غريبة غير الحداثة التي هي مدرسة في لغاتها الاصلية فأقاموا جدران ضبابية بينهم وبين القراء فهم لا يعلمون للاسف ان الحداثة ليست هي هاجس القارىء العربي الآن وإنما هي فتات مائدة اوروبية امريكية قد انقضى زمانها في اوروبا نفسها هذا اذا كانوا فعلا يطبقون الحداثة مع انني اعتقد انهم يكتبون مالا يفهمون!
* ما سبب عزوفك عن كتابة النص التلفزيوني وهل قدمت نصوص درامية,,؟
ان ركاكة القصة وضعف الاخراج وفشل الممثلين هما السبب اعترف حقيقة اننا لازلنا في البدايات الاولى مقارنة بدول خليجية وعربية سبقتنا بمراحل لكننا نحاول محاولات جادة وهذا شيء له تقدير طبعا فلازلنا في التلفزيونات لا نستفيد من القصص الادبية الراقية ونتخوف من تقديم التراجيديا حيث لا يوجد ممثلات كما في الكويت مثلا علما انني اديبة كاتبة في المقام الاول ولن احاول كتابة السيناريو والحوار رغم انني كتبتهما كثيرا في مجال المسرح لكنني افضل كتابة الاعمال الادبية واذا حالفني الحظ بوجود من يكتب السيناريو والحوار فهذه نعمة لا ارفضها ولدى التلفزيون نص رواية (عيون على السماء) توجد لدى التلفزيون رغم انني اعتقد انها لن تنفذ لعدم وجود كاتب السيناريو والحوار المتخصص وغيرها من ادوات العمل الفني.
* بعدما تجدين كاتب سيناريو والحوار ماذا ينقص قصصك لتصبح جاهزة للعرض,,؟
قصصي ورواياتي لا ينقصها الا مخرج متمرس فقد عبر احد مسؤولي وزارة الاعلام حينما قرأ روايتي الاخيرة (انثى العنكبوت) بأنها جاهزة للعرض ولا ينقصها الا مخرج متمرس وطبعا ممثلون اكفاء.
* ما رأيك في الدراما الخليجية بشكل عام,,؟
الدراما الخليجية في تطور وقد بدأت الاعمال السعودية تتحسن وتتقدم للامام لكنها للاسف ليست بمستوى دول الخليج مثل دولة الكويت التي تعتبر اعمالنا تحبو امام اعمالها الناضجة عدا قلة من الاعمال الراقية في جدة والرياض اتمنى لها النجاح والاستمرار.
* هل لك كلمة أخيرة تودي البوح بها,,؟
شكرا لجريدة الجزيرة التي اتاحت لي فرصة هذا اللقاء.
|
|
|
|
|