| عيد الجزيرة
كل الأطفال أو غالبيتهم لا يطيقون صبرا على الاحتفاظ بنصيبهم من صواريخ وشروخ ومفرقعات العيد دون ان يتلذذوا يوما او ليلة باستراق شيء منها وإشعالها واطلاقها وسط بهجة ومرح الصبية امام منازل الحي وعلى مشهد من اقرانهم الاطفال وهذا المكان مهم موقعا وشهودا لغرض المباهاة وتأكيد المشاركة اللاحقة حين يعلن دخول فجر اول ايام العيد السعيد الذي يشكل للفتية والصغار موسما حافلا بالسرور والحبور بغض النظر عن معاناة الآباء والامهات وتحملهم مصاريف وكلفة هذه الوناسة والبسطة لفلذات الاكباد فالصغير يهمه توفيرها فقط لا غير,.
الا ان هناك طفلا حاذقا رسمونه في الحارة (دحيِّم الحصالة) وذلك لانه لا يهتم بكل اصول ومراسم وقوالب لهو الاطفال وألعابهم وان شاركهم بها احيانا الا انه في ذلك لا يؤثر على مخزون حصالته نقصا وتجده ان شارك الاطفال في اللعب فإنما لهدف ادخال بعض القروش لحصالته التي ملت الفتح والاغلاق لكثرة ما يعد ما بداخلها من قروش وريالات تزيد ولا تنقص,, وتجده ملهما في ابتداع الحيل والاساليب المبتكرة لابتزاز الاطفال قريشاتهم وشروخهم ومفرقعاتهم لدرجة انه بعد ابتزازها يبيعها عليهم انفسهم بعد سويعات عندما ينفد مخزونهم من الذخيرة,,وليس هذا فقط بل إنه يحتفظ بحصته من المفرقعات في مكان آمن ثم يشارك الاطفال الصغار جدا بإشعال ما معهم من صواريخ وشروخ بحجة انه يمسكها لهم ليعدل انطلاقها او انه يساعدهم في عملية الاشعال وهكذا فإنه قد كسب الحسنيين اولاهما انه تمتع بالمفرقعات على حسابهم وعلى حساب رصيدهم منها ثم انه بذلك يدفعهم الى استنفاد ما معهم تمهيدا لمكيدة قد خطط لها وهي انهم سيتجهون اليه في النهاية للشراء مماعنده من الشروخ ونجوم الليل والفراشات وعابر الحارات وغيرها كثير يعرفها الصبية بمسميات مختلفة ومتعددة لكنها متقاربة,.
(دحيم الحصالة) يطبق منهجا اقتصاديا صارماً لا يتورع معه في سبيل جمع النقود وان صغرت وقلت من الحيل السافرة على أقرانه الصغار بل والخداع المبرر بحيث تكون خدعة مقبولة سلسة وكأنه عالم بنفسيات وطباع وميول الصبية رغم انه منهم وفي سنهم ويفترض ان حاجاتهم ورغباتهم هي نفس ما يبحث عنه ولكن هذا الطفل نموذج نادر,.
غير اني لا استطيع تحديد ما اذا كان على صواب ام لا.
علي الخزيم
|
|
|
|
|