| عيد الجزيرة
* استطلاع : رياض العسافي
في الاعياد والمناسبات والعطلات الرسمية يجد الجميع متسعا من الاماكن الترفيهية عدا الشباب الذين يصطدمون بلافتة (للعائلات فقط) وتتكرر الشكوى كل عام,, فالعائلات تراها فرصة للاستمتاع وقضاء وقت طيب بعيداً عن مضايقات الشباب والشباب يقولون اين نذهب إن كانت كل أبواب أماكن الترفيه موصدة في وجوهنا, (الجزيرة) تطرح هذه المشكلة بحثا عن جواب,.
خصصوا لنا أمكنة
* سعد الحسين يقول: أحرص على السفر خارج الرياض اثناء اجازة العيد أو أذهب مع اصدقائي الى الثمامة او أبقى في البيت لانه لا يوجد مكان معين مخصص للشباب فالجميع يعلم ان الاماكن الترفيهية في الاعياد والاجازات الرسمية تكون للعائلات فقط فما زال هناك من يعتقد ان الشباب يؤذي من حوله من العائلات وهذا اعتقاد خاطىء ولا أنكر ان هناك فئة تفعل ذلك لكن ليس كلهم.
أما نواف الجمل فقال: نشعر نحن الشباب بعدم الانصاف في الاجازات بعدم السماح لنا بالدخول الى مثل هذه الاماكن التي يقضي فيها الجميع أوقاتا ممتعة والجميع يعلم ان الاجازات ليست مقسمة وإنما الاجازة للجميع فهل يكون هناك عيد للعائلات وعيد للشباب لذا تجد 70 في المائة من الشباب يغادرون الرياض في الاجازات ومن يبقى لا يجد امامه سوى الطعوس والارصفة والا فما هو الحل؟
التحرش بالمارة
وقال يوسف الغامدي ان منع تواجد الشباب في الاماكن الترفيهية جعل لدى هؤلاء الشباب خصوصية في تصرفاتهم وادى الى كثير من المشكلات فلا يجد الشباب اي مكان يذهبون اليه الا التسكع في الشوارع أو الذهاب الى الاسواق وفي هذه الحالات يتحرشون بالمارة والا فكيف يعبر ذلك عن نفسه لذلك من المهم ان نوازن الامور وفق عاداتنا وتقاليدنا وان نجعل مساحة لهؤلاء الشباب مع بقية المجتمع حتى لا يتم عزلهم.
منتزهات خارج النطاق العمراني
وأوضح خالد الشارخ بأن الرياض ليس فيها اماكن ترفيهية بمعنى الكلمة لذا نلاحظ ان أغلب سكانها يهجرونها في الاعياد الى المنطقة الشرقية او جدة لتوفر اماكن ترفيهية هناك ويعاني الشباب من مشكلة منعهم من دخول الاسواق والمنتزهات للتمشية لكنني لا ألوم المسؤولين عن تلك الاماكن لما يصدر من الشباب من مضايقات للعوائل للاسف مما اضر بسمعة بقية الشباب وأنا اقترح على امانة مدينة الرياض ان تخصص اماكن ترفيهية للشباب خارج النطاق العمراني غير المقاهي التي تضر الشباب أو عمل مخيمات جاهزة.
العيد بين أمريكا والسعودية
اما بندر المقرن فتحدث عن العيد في أمريكا حيث قضى هناك فترة زمنية طويلة وذكر ان الامريكان أيضا يحتفلون بعيد رأس السنة وذكر ملاحظة جديرة بالاهتمام وهي ان الاسعار في الاعياد هناك تنخفض مما يشجع الآباء على شراء الهدايا والحلويات لهذه المناسبة بعكس الوضع لدينا اذ تزيد الاسعار ازديادا رهيبا وفاحشا ويستغل اصحاب المحلات التجارية المناسبة في ظل غياب الرقابة.
مضار العزل
ويرى سعود محمد ان منع فئة الشباب فقط من الدخول الى الاماكن الترفيهية جعل بعض أصحاب الأسواق يمنعون الشباب من التسوق وكأننا أصبحنا شيئاً معدياً فعلينا ان نعلم ان معظم الشباب الآن أصبحوا على قدر من المسؤولية وليس كما يعتقد البعض، فعزلهم ليس فيه مصلحة وانما قد يكون فيه مضرة.
الشباب مظلوم
وبعد ان استطلعنا آراء الشباب كان لابد ان نتعرف على وجهة نظر الكبار فكان لقاؤنا مع عصام الحشاني الذي قال ان الشباب يكون مظلوما احيانا فمن حقهم أن يتمتعوا بهذه المناسبة ويقضوا أوقاتا من شأنها ان تسعدهم كما تسعد الآخرين لذلك مهم جدا الا نعزلهم ونجعلهم يفكرون ويأخذون قرارات من انفسهم، فعلينا ان نوازن الامور ونحافظ في الوقت نفسه على عاداتنا وتقاليدنا.
الدوران في السيارات
ونعود للشباب مرة اخرى فيقول فهد المسعري:بصراحة لا نعرف اين نقضي ايام العيد فكل الاماكن مغلقة في وجه الشباب وفي أي مكان توجد لافتة (للعائلات فقط) ولكن ما باليد حيلة لذا يتجه الكثيرون الى التسكع في الشوارع أو قضاء بعض الوقت في الأسواق,ويقول مشاري فهد عبدالله: لا نجد الاماكن التي تستقبلنا خلال العيد، لأن كل شيء مقصور على العائلات فقط ولكن نعرف كيف نقضي وقتنا ولا نجد امامنا سوى التجول بسياراتنا في الشوارع والأسواق كما نذهب الى المقاهي ونلاحظ ان أغلب الناس أصبحوا يفضلون المطاعم على الأماكن الترفيهية خلال العيد.
المعايدات هنا وفي جدة لقاء
أما ابراهيم الخضير فأكد ان التمتع في اجازة العيد يتطلب تخطيطا مسبقا حتى تكون الاجازة جميلة ويجد المرء المتعة والسعادة خلالها واعتقد ان المهم في العيد ليس الخروج للأماكن الترفيهية بل الشعور بالسعادة والفرحة بهذه الايام المباركة والتواصل مع الاصدقاء والاقارب.
أما وليد السلوم فقال: قضيت الاعوام الثمانية الماضية في أمريكا وهذا العام سأقضيه في المملكة وبالتحديد في جدة، فقد اتفقت مع مجموعة من الشباب على استئجار شقة هناك وانا في شوق للتمتع بطعم العيد في المملكة.
عيد الغربة
حمد العماني أحد الإخوة اليمنيين يرى العيد من جانب آخر اذ يقول: ان الغربة صعبة جداً,, خصوصا ايام العيد لانها اكثر وقت للتفكير وتذكر الاهل والاحباب وانا في اجازة العيد اشعر بالفراغ ولذلك أتجه مع احد الاصدقاء الى المقهى وهو الملاذ المفضل لدينا لقضاء وقت جميل وممتع,, وبعدها نذهب الى تناول وجبة الطعام في احد المطاعم ومن ثم نعود الى البيت للاستعداد من جديد للعمل لأن فترة الراحة يوم واحد فقط,ويقول سعود السهلي: أجمل ما في العيد الجلسات والزيارات العائلية والتواصل الاجتماعي بين الناس وبالنسبة لكيفية قضاء العيد فهو ليس مشكلة لديَّ فأنا احرص على حضور مهرجانات العيد التي تقيمها امانة مدينة الرياض اما الذهاب للاماكن السياحية فهو محدود جداً .
ثقافة المجتمع وقيمه
الدكتور محمد سليمان الحداد الاخصائي الاجتماعي يقول: ان المجتمع هو الذي يحدد العلاقات بين الافراد والمجتمعات فلكل مجتمع قيمه وثقافته ومن خلالها يتحدد السلوك في الحياة وفي كل فترة تاريخية يزج المجتمع ببعض الثقافات والقيم المختلفة عن التي سبقتها لذلك يتعامل المجتمع مع الشباب من خلال مجموعة من القيم كل بمقدار، حتى يكون هناك محافظة على ثقافته وحتى يشعر هؤلاء الشباب بعدم الانسجام أو أي نوع من أنواع الاغتراب,واضاف: لم تعدالثقافة الاجتماعية هي الوحيدة التي يفرز منها القيم والسلوك ولكن المشكلة الحاصلة الآن ان الشباب قد تأثر بثقافات اخرى مثل القنوات الفضائية والانترنت او من خلال السفر او ما شابه ذلك فهو يقارن بين هذه الثقافات وبين مالديه من قيم وتقاليد فيجد أن هناك فرقاً كبيراً بين ثقافته وهذه الثقافات فيبدأ يتساءل: لماذا نحن هكذا؟ .
وهذه ظاهرة متوقعة من الشباب ان يتذمروا من هذه العادات وهم يتوقعون من كبار السن ان يكونوا هكذا حيث ان كبار السن هم الذين يحملون الثقافة التقليدية لأنهم اصحاب القول وليس لديهم استعداد لأن يتخلوا عن هذه القيم لأنهم يرون فيها حماية للمجتمع وهنا تكون الفجوة كبيرة بين الشباب وبين كبار السن.
موضة عدم الإنصاف
ويكمل د, الحداد بقوله ان الشباب يعيشون مرحلة عمرية معينة والانسان يجب ان يشعر بالمتعة في كل مرحلة من مراحل حياته فعندما يجد الشباب ان كل الاماكن أغلقت امامهم يشعرون بعدم الانصاف ويلجأون الى سلوكيات غير مقبولة يعبرون من خلالها عما بداخلهم سواء التحرش في الأسواق او عمل تسريحة غريبة وعمل حركات استعراضية بالسيارة لأن هذه الفئة تشعر ان لها عالمها الخاص,, اما عالم الكبار فو يؤهل القيم ولكن هؤلاء سيكبرون ويتأثرون بمجموعة من القيم التي يرون أنها حميدة وهم شباب ومن هنا يحدث تغيير في الثقافات والعادات والتقاليد الاجتماعية ويكون هناك رضاء عن تواجدها في وقت معين من حياتهم.
وفي النهاية يبقى علينا ان نوازن بين ما هو مسموح وما هو ممنوع وفق معايير معينة يقبلها مجتمعنا وتقبلها ثقافتنا وتتماشى مع عالم متغير وسريع حتى لا نعزل هؤلاء الشباب فهم الركيزة الاساسية للمستقبل.
|
|
|
|
|