| عيد الجزيرة
* بريدة عبدالرحمن الحنايا
عقب انقضاء شهر رمضان المبارك يعود الناس الى الأكل والشرب بشكل عشوائي بعد ان انتظموا في أكلهم وشربهم طوال شهر كامل، وهذا مما يسبب أتعابا كثيرا للجهاز الهضمي لدى الانسان.
من هنا كان الجزيرة هذا اللقاء مع مشرف المحاليل الوريدية والتركيبات الكيماوية في مستشفى الملك فهد التخصصي ببريدة الصيدلي القانوني عبدالرحمن الحميدان والذي تعمق في الحديث عن هذه المعاناة موضحا أسبابها وكيفية تفاديها بطريقة علمية مبسطة حيث قال: ان الجسم البشري من الاسرار التي وهبها الله جل وعلا للانسان.
وهناك دراسة طبية حديثة اثبتت ان الجسم البشري بامكانه التكيف مع ما يمكن تكييفه عليه، فعلى سبيل المثال كانت النساء الحوامل يشتكين من الامساك وربما الشديد من جراء استخدام اقراص الحديد التي تتناولها الحامل من بداية الشهر الرابع وحتى انتهاء مدة النفاس فوجدت الدراسة ان المرأة الحامل لو تناولت اقراص الحديد في وقت محدد ومعين من كل يوم لتمكن الجهاز الهضمي من مقاومة التأثيرات الجانبية لأقراص الحديد وخاصة الامساك.
ولم تثبت الدراسة ماهية الطريقة التي يمكن للجسم بها التكيف مع تلك الأقراص لكنها والله أعلم عملية معقدة غاية التعقيد اذ تتدخل فيها معظم أجهزة الجسم وبعملية التكيف هذه يلاحظ كثير من الناس ان صحتهم تتحسن الى حد كبير أثناء فترة صوم شهر رمضان والأمر راجع والعلم عند الله الى أمور منها تنظيم الوجبات اليومية بين سحور وفطور، ولذلك فان أول نصيحة لهواة البراري توخي الحذر في ألا يسرف الانسان في الاكل خاصة الأيام الأولى بعد شهر الصيام وإلا فالمغص والامساك وربما الاسهال والتخمة واضطراب القولون ستكون لك بالمرصاد فلا يمكن ان يتحمل الجسم البشري بعد شهر من التنظيم فوضى عارمة بالتهام ما قدم دون هوادة، لا أقول لا تأكل بل بشيء معقول ومما نوصي به غزاة البراري الحرص على انتقاء الأطعمة الطازجة غير الملوثة وغسلها قبل تناولها وان كلفك ذلك الكثير، ولأن تتكلف على شيء يمكنك وصوله خير من كلفتك على شيء لا يمكن الوصول اليه إلا بمراجعة الطبيب فكثير من الخضروات والفواكه تحتاج الى غسل جيد وإلا فسيكون جهازك الهضمي صالة لكثير من الجراثيم ونخص بالذكر ما يسمى بالدوسنتاريا وحينها تقلب تلك الجراثيم رحلتكم الى مشفى للمبطونين.
ثوم وبصل : نحن في البر!!
وقال: نعم مقولة صحيحة وجميلة، والاصناف سالفة الذكر محببة الى الكثيرين من هواة البر وخاصة إذا اجمع الحضور على تناولها مع اننا ننصح باستخدام السواك او المعجون والفرشاة,,!!
وإن تناول فص واحد من الثوم أو البصل بمثابة تناول قرص خافض للسكري في الدم وايضاً يغني عن تناول قرص مخفض للكوليسترول اضافة للخواص القاتلة للجراثيم البكتيري منها او الفيروسي ويزيد الثوم عن البصل كونه مسيلاً للدم (فعل الاسبرين) إضافة إلى ان لديه خواصا تدعم استعماله لعلاج بعض انواع الأورام الخبيثة (تحت الدراسة) كل هذه الميزات تجعل كلاً من الثوم والبصل لقمة سائغة مفضلة لرواد البر, إلا انني احذر من الاسراف في تناولها إذ ان عواقبها وخيمة وخاصة على الذين يعانون من مشاكل ارتفاع الحموضة أو القرحة المعدية أو التهابات القولون او يعانون من البواسير او الشروخ الشرجية وارجع واقول النظام النظام لئلا تنقلب الكشته الى مأتم!!!
ونخص بالذكر الحليب, ومما ينبغي التنبيه إليه عدم تركيز الزنجيل والكمون مع الحليب (المائدة المفضلة لغزاة البر) لأن كلا المادتين مهيمنتان على الجهاز الهضمي ولايقلان ضرراً عن الثوم او البصل.
وإن نسينا فلن ننسى ان نذكر بأن التمارين الرياضية الصباحية في الهواء الطلق لها منافعها الصحية المتعددة والمهمة لنشاط الجسم طوال اليوم.
النوم الهانىء متعة
وأردف قائلاً ان الملاحظ على هواة البر السهر الطويل حتى الهزيع الأخير من الليل وهذا ضرره متعد لاعلى الجسم البشري فقط بل ربما على جو الخيمة ككل, اعداد مكان النوم اعداداً جيداً بحيث يكون الفراش معزولاً كلياً عن سطح الارض بمعنى ألا يفترش الارض فلربما كان سطح الارض دافئاً أول الليل لكنه يصبح قطعة ثلج آخره, ويجب ان يكون الغطاء شاملاً لجميع بدنه ماعدا رأسه مع لف رأسه بلفافة خاصة تقيه من الصقيع اثناء ساعات الليل الباردة وبفعل ما تقدم تقي نفسك بعد توفيق الله من تعرض عضلات جسدك لبرودة الجو والتي ربما تسبب لها آلاماً تدوم فتنكد عليك صفو رحلتك.
وقال: ان الكثير يتساءل عن سبب اسمرار لون البشرة خاصة الوجه واليدين اثناء الرحلات البرية الشتوية, ولعل بمعرفة السبب يبطل العجب.
فإن الاسمرار الذي يعلو بشرة الوجه عبارة عن نوع من انواع حروق الشمس، ويحصل الحرق بدون ألم، بسبب التيارات الهوائية الباردة التي تلطف البشرة وتمكن الرحالة من تحمل اشعة الشمس لمدة اطول، ومن المعلوم ان البرودة تعمل على شكل مخدر موضعي إضافة الى كونها مجففة (لاحظ منطقة الأنف) وبهذه الميكانيكية تحرق اشعة الشمس طبقة الجلد الادمي دون ان يشعر المتنزه بذلك.
ويمكن تفادي هذه الحروق وذلك باستخدام كريمات الشمس المانعة والعاكسة للأشعة الشمسية.
احذر تسلم
وفي نهاية حديثه اشار الحميدان الى ان مما ينبغي إليه عدة امور منها:
أ عدم النوم في العراء لاي سبب كان تحدٍ أو قوة أو استعراض وغيرها خاصة وان مهرجانات التحدي لها رواج كبير اثناء هذه الرحلات, وفعل مثل هذا الامر قد تكون كلفته الصحية والبدنية تساوي عشرين بربرياً!!!
ب عدم النوم في خيمة او غرفة أي مكان يمكن غلقه مع وجود النار مشتعلة وعليك ان تعلم ان غاز اول اوكسيد الكربون غاز خانق بدون تنبيه عصبي.
ج ان تختار موقعاً مناسباً لنصب الخيام لئلا تكون على طريق سريع ،والحذر من الهوام والحشرات والقوارض أثناء الاحتطاب!!
وقال ليس عيباً ان تصطحب صيدلية مصغرة تحتوي على بعض مسكنات الآلام وبعض المطهرات وبعض الضمادات, تكون عوناً لك لمواجهة ما قد يعرض لك ولن ابخل عليك بما قد يكون اسعافا اوليا اخذته معك غصباً عنك.
فالماء البارد,, يعتبر الاسعاف الأولى لجميع انواع الحرق.
والقرنفل المسمار مخدر موضعي لآلام الاسنان وما عليك الا ان تضغط باسنانك على قطعة صغيرة على السن المراد تهدأتها وورق الشاي (محتويات أوراق الشاي) مطهر درجة اولى ويساعد على الالتئام بمجرد وضعه على الجرح وضماده,والحليب لعلاج ارتفاع الحموضة, وتناول البصل البري كمادة طاردة للبلغم من الدرجة الاولى والتهام كميات من الفدالين لعلاج الامساك ولو كان المجال يسمح لاستطردنا في هذه الموضوع أكثر وأكثر, سائلا الله ان يوفقنا وإياكم الى قضاء اجازة هانئة حافلة بالعطاء والمتعة والمرح.
|
|
|
|
|