| تحقيقات
* جازان تحقيق يوسف حكمي
تذخر منطقة جازان بمواقع سياحية متعددة ومعروفة مثل جزر فرسان وجبال فيفا وبني مالك وهروب والعيون الحارة المنتشرة في أماكن متفرقة من المنطقة وهذه المواقع السياحية اصبحت معروفة لدى المواطنين, ولكن تبقى مواقع اكثر جمالا حيث الخضرة تغطي المكان والامطار على مدار العام وقمم الجبال تعانق السحاب ومن هذه الاماكن جبال سلا والتي تبعد عن مدينة جازان 70كم شرقا وتبعد عن محافظة العارضة حوالي 15كم شرقا ولكن هذه المسافة البسيطة لكي تقطعها للوصول إلى جبال سلا تحتاج إلى ساعتين من الزمن وذلك لصعوبة الطريق ووعورته حيث الصخور تغلق الطريق خاصة بعد هطول الأمطار ولكن جمال المنظر وسحر الطبيعة يجعلانك تنسى صعوبة هذا الطريق حيث الشلالات المتدفقة من اعالي الجبال مشكلة منظرا جماليا يعجز اللسان عن وصفه,, وبعد الوصول إلى قمة الجبل يبدأ هطول الامطار بغزارة وهو من الامور المألوفة لدى السكان وعند هطول الامطار تصبح الحركة مستحيلة على الجبل.
وللوقوف على معرفة حياة هؤلاء السكان على هذا الجبل ونقل معاناتهم وآمالهم كان لنا في البداية لقاء مع أحد ابناء هذا الجبل وهو سلمان أسعد الودعاني والذي يعمل وكيلا لمدرسة القرعة الابتدائية والمتوسطة والثانوية بجبل سلا فقال ترتفع جبال سلا لمسافة 1500م عن سطح البحر ويحدها جنوبا جبال العبادل وشمالا بني حريص وشرقا جبل قيس وغربا التخيف وتقدر مساحتها بأكثر من 60كم 2 وعدد سكانها يربو على 10,000 نسمة ومناخها معتدل صيفا بارد شتاء والامطار تسقط على مدار العام.
واضاف الودعاني ان سكان هذه الجبال هم ثلاث قبائل بني ودعان وبني معين وآل جابر ويعتمدون في حياتهم المعيشية على تربية المواشي والزراعة حيث يزرع البن والليمون والذرة بنوعيها الرفيعة والشامية وذلك على المدرجات الجبلية.
لا تكاليف في الزواج
وعن العادات والتقاليد الموجودة في هذه الجبال والتي حضرت الجزيرة واحداً منها تحدث لنا جابر محمد الودعاني فقال: ان الزواج في هذه الجبال غير مكلف حيث تتراوح جميع تكاليف الزواج من 30,000 إلى 50 ألف ريال شاملة جميع التكاليف, وتبدأ مراسيم الزواج بعد ان يتقدم الشاب لخطبة الفتاة تتم الموافقة ويقوم العريس بطلب مجموعة من افراد جماعته ويقوم بتجميعهم في منزله ويعد لهم وجبة عشاء وبعد العشاء ينتقل العريس ومن معه إلى بيت الزوجة وسط اطلاق النيران بكثافة عالية وعند وصولهم إلى منزل الزوجة يخرج إليهم ولي أمرها ومعه مجموعة من جماعته وشخص لديه فهم بأمور الزواج وهو عادة من كبار السن ويخرج ايضا شخص من أفراد جماعة الزوج فيقوم الطرف الاول بالطرح وهو رد السلام ثم يرد عليه الطرف الآخر ويعرف بالترحيب ثم يدخل الضيوف المنزل ويتبادلون الاحاديث في تفاصيل الزواج وتعرف هذه السعادة باسم (المغَمله) وفي الصباح يضعون اهدافا يقومون بالتنافس عليها فيما بينهم وذلك باطلاق الأعيرة النارية عليها حتى موعد الغداء الذي يكون قد أعده العريس لهم.
وبعد صلاة العصر يقوم احد الشعراء بالقاء ابيات شعرية وسط ضرب الدفوف وإطلاق النيران واداء الرقصات الشعبية حتى صلاة العشاء وتعرف هذه العادة (بالتكثيرة) بعدها يقوم الجميع باطلاق الاعيرة النارية اعلانا بانتهاء مراسم الزواج ويذهب كل فرد إلى منزله ويذهب العريس بعروسه الى منزله الذي يكون قد أعده مسبقا.
إطلاق الأعيرة النارية
وعن العادات التي يمارسها السكان في هذا الجبل عند حلول العيد وإعلان موعده يقومون باطلاق الاعيرة النارية وغالبا ما تكون حمراء حتى يشاهدها من في الجبل الآخر فيقوم بنفس العملية حتى يعرف جميع سكان الجبال بحلول العيد وتمارس هذه العملية ايضا عند دخول شهر رمضان المبارك, وفي صباح العيد يخرج الجميع لاداء صلاة العيد وتتم المعانقات والمصافحات فيما بينهم ثم يعودون الى منازلهم فيقوم كل شخص باحضار وجبة العيد وهي عادة من العصيد أو المقالت او أكلة شعبية ويجتمعون في مكان واحد لتناول هذه الوجبة ثم تتم زيارة الأهل والأقارب.
أين الخدمات؟
وعن الخدمات الموجودة في هذا الجبل تحدث المواطن سعد علي الودعاني فقال: لا توجد بهذه الجبال سوى الكهرباء التي تم ايصالها مؤخراً كذلك توجد 6 مدارس ابتدائية ومدرستان متوسطة وثانوية واحدة للبنين أما البنات فتوجد اربع مدارس ابتدائية ومتوسطة واحدة ويتوقف تعليم الفتاة عند هذه المرحلة.
أما الخدمات الاخرى فهي غير موجودة ونحن نناشد المسؤولين بتوصيل الاسفلت إلى هذه الجبال كذلك توفير مركز للرعاية الصحية الاولية ليخفف علينا مراجعة مستشفى العارضة حيث ان هناك حالات مرضية كثيرة قد تضاعفت بسبب صعوبة الطريق.
كثرة الثعابين
وهناك مشكلة يعاني منها السكان وهي كثرة الثعابين السامة الموجودة في هذا الجبل, وعن توفر مياه الشرب في هذا الجبل تحدث المواطن جابر عبدالله الودعاني فقال نعتمد على مياه الامطار في الشرب وإذا تأخر نزول المطر نضطر إلى جلب مياه الشرب من محافظة العارضة مما يكلفنا سعر الدبة 20 لترا أكثر من 10 ريالات وهذا من الاسباب التي جعلت السكان يرحلون من هذا الجبل إلى القرى المجاورة طلبا للماء لهم ولمواشيهم وإذا استمر الوضع كما هو عليه فسوف يصبح هذا الجبل خاليا خلال السنوات القادمة,
وأضاف جابر الودعاني بأن الجمعيات الخيرية تقوم مشكورة بايصال المعونات والارزاق إلى السكان في هذا الجبل ولكن الحاجة لا تزال قائمة وملحة في توصيل الطريق إلى هذا الجبل لانه سوف يسهم كثيراً في حل كثير من المشاكل التي يعاني منها السكان.
|
|
|
|
|