| وَرّاق الجزيرة
يتساهل كثير من الباحثين والمعتنين بجرد الكتب المطولة والأمهات التراثية بتقييد ما يمر بهم من الفوائد والمعلومات المتفرقة في مظانها أو غير مظانها بعذر أنها محفوظة في الذاكرة وبعد مدة من الزمن وحينما يكون بأمسّ الحاجة الى هذه المعلومة التي مرت به في قراءة سابقة يعض أصابع الندم على عدم تقييده لهذه الفائدة والشاردة والواردة في سجل أو دفتر او كناش علمي.
ومن اجل هذا كان بعض المؤلفين القدامى يقيد كل ما يمر به من روائع المسائل والأبحاث في الكتب في مكان مستقل حتى يسهل الرجوع إليها عند الحاجة؛ بل بعضهم يسجل ما يمر به على غلاف الكتاب الداخلي أو بأي طريقة يراها مناسبة؛ والمهم في ذلك كله ان يحتفظ بهذه المعلومات النفيسة حتى يضعها في موقعها المناسب من كتبه وأبحاثه العلمية أو من خلال أحاديثه.
ولعل اصدق دليل على ذلك ان بعض العلماء ألفوا من جراء هذه الطريقة مؤلفات كثيرة من اشهرها الفنون لأبي الوفاء ابن عقيل الحنبلي؛ وبدائع الفوائد لابن القيم وغير ذلك الكثير والكثير قديما وحديثاً.
وهنا أليس من حق كل واحد منا أن يسأل نفسه: لو كنت أسجل كل معلومة لطيفة تمر بي في كتاب أو أسمعها في محاضرة لو كنت أسجل هذه المعلومات في مكان واحد لكان خير سمير لي في أسفاري وإقامتي.
وقديما قيل لمن يسجل كل ما يمر به ولو كان قليلا:
اليوم شيء وغدا مثله من نخب العلم التي تلتقط يحصل المرء بها حكمة وغنما السيل اجتماع النقط |
والأروع من هذا كله لو كان القارىء للكتب يجعل الى جواره مذكرة يصنفها على أبواب ليقيد فيها المعلومات على حسب موضوعاتها؛ فمن معلومة تاريخية أو أدبية او طرفة وغير ذلك لحصل مادة جيدة يستطيع بعد ان يهذبها ويرتبها ان يجعلها في مصنف مستقل قد يكون مناسبا للنشر إذا كانت المادة الموجودة به مناسبة للنشر والعرض على القراء كمّاً وكيفا؛ وليس ذلك بغريب؛ بل هو أمر مشاهد لدى الكثير من المعاصرين من الكتاب والمؤلفين.
* بريد الوراق
الأخ نايف البراق العتيبي من الدمام أرجو التنسيق مع صفحة وراق الجزيرة بخصوص بعض الكتب المخطوطة التي أشرت اليها في مقالك المنشور في (وراق الجزيرة يوم الأحد (28/9/1421ه).
|
|
|
|
|