| الثقافية
من يتأمل فيما يدور في اعلامنا العربي بشتى صوره المسموع والمقروء والمرئي عبر الفضائيات وما يطرح من ندوات ومقابلات مع العلماء والمفكرين يجد الخلاف والتباين الكبير في طروحاتهم والذي يتضح جليا بين عالم وآخر من حيث القبول والرفض وكل له انصاره ومؤيدوه.
ولكن التطور المذهل الآتي من الغرب في الصناعة والاعلام والفضاء دفع البعض الى الضليل والتشكيك في قضايا العلم والعلماء الذين بقيت آثارهم ومؤلفاتهم شاهدا على عظمة هذا الدين وسماحته ومنهم الاطباء والمهندسون والفلكيون الذين برزوا في شتى العلوم وكانت كتبهم ومؤلفاتهم قناديل تضيء للعالم الغربي الذي عرف كيف يستفيد ويعد البحوث ويبتكر في شتى العلوم حتى صار احترام الفكر لديهم رمزا من سجيتهم انهم عرفوا كيف ينهلون بأيديهم وعقولهم من كنوز لا تقدر بثمن وبقي لنا كعرب ومسلمين التباكي على هذا التراث الضخم من الكتب والعلوم التي عرفها العالم الغربي واستفاد منها وانطلق في نهضته المعاصرة والتي تعم اوجه حياتنا جميعا ولا نملك الا القول بان هذا كان لنا ونبكي على اطلالهم ونحاول عبثا تسديد مالدينا من نقص وخيبة امل حتى تم تصنيفنا بالعالم الثالث ان هذه التسمية لا تليق بنا ولكن مع الاسف مازلنا نرددها اننا لن نتقدم كأمة اسلامية الا اذا تمسكنا باسلامنا الصحيح الحق دون تشدد أو جمود يجرنا الى الوراء حيث نكون كما قال تعالى (كنتم خير امة اخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر) الآية وتمشيا بلغة العلم والبحث بكل جد وعمل حتى نعيد عصر العلماء والمفكرين السالفين امثال ابن رشد وابن الهيثم وابن سينا حيث كان نبعهم من اوطانهم وأمتهم باسمائهم وعلومهم وليس بالاسم فقط ان العالم العربي المصري (احمد زويل) والذي حصل على جائزة نوبل في الفيزياء هو منا ولكن بطاقته غير ذلك ان احمد زويل لو ركن الى امته لزال, ولكنه وجد الفطنة في غير ذلك فسار على المسار الصحيح المعد له ان من اولويات الاعلام العربي والاسلامي بين سماحة هذا الدين ووسطيته وان الاسلام هو الطريق الوسط الذي ارتضاه الله لعباده حيث قال تعالى (وكذلك جعلناكم امة وسطا) ويتحقق هذا او بعضه بالخروج عن التبعية ان هذا المطلب عسير ويحتاج الى تكاتف الجهود جميعا لاننا مضطرون الى الاعتماد بشكل كبير على ما تبثه وكالات الانباء العالمية التي لا سلطان لنا عليها ونحاول نقله بشكل اسلم قدر المستطاع اذا كان هذا من آثار التبعية الفكرية فان العلاج الوحيد الاستقلال الفكري الذي اصبح واجبا علينا السعي اليه بتحقيق نمونا السياسي والفكري ان حريتنا يجب ان تتوافق كذلك مع استقلالنا السياسي ان نظرتنا الطموحة للتطور والرقي ضمن شريعتنا السمحة يتأتي من تسخير هذا الزخم الهائل من البث الفضائي لخدمة قضايانا على هدى وبصيرة وألا يكون هذا التراكم الاعلامي الفضائي عبئا علينا لا نعرف كيف نديره لصالحنا.
عبدالله الصالح الهجرس
عنيزة
|
|
|
|
|