| محليــات
** في أول يوم من رمضان,, وفي أكثر المساجد اضطر الذين كانوا يصلون في منتصف المسجد أو في الربع الأخير منه إلى تقديم الصفوف إلى الصف الأول من المسجد,, لاستيعاب تلك الحشود التي زحفت على المساجد في رمضان,, وبدل الصفين والثلاثة لم تكن الزيادة الضعف فقط,, بل أربعة اضعاف أو أكثر في بعض المساجد,, بينما كانت قبل رمضان لا تصل إلى ثلاثة صفوف,.
** وعند الانتهاء من الصلاة,, يصعب عليك مغادرة المسجد في رمضان,, حيث ان هناك حشودا كبيرة تريد مغادرة المسجد تشبه يوم الجمعة,, لكن هذه الحشود أخذت في التناقص والتراجع يوماً بعد آخر وقلنا,, لعلها إجازة المدارس,, لعلها إجازة العيد,, لعله السفر إلى مكة المكرمة,, لعله السفر إلى بعض المناطق والمدن,, لعل وعسى,, وكنا نطمع أن تبقى هذه الصفوف إلى اليوم لكن امنيتنا فشلت,, حيث تحولت الصفوف العشرة إلى صف واحد أو صفين,, واختفت وجوه عرفناها وعايشناها في رمضان,, وذهبت تلك الجموع التي تسر الخاطر عندما تشاهدها تملأ المسجد,.
** كنا نشاهد بعض الآباء ومعه أبناؤه,, صغيرهم وكبيرهم,, يحرص على اصطحابهم في رمضان في الفرائض وفي التراويح والقيام,, وبعد رمضان,, غاب الأولاد,, وربما غاب الأب معهم مع الأسف الشديد,.
** لماذا لا يستغل هؤلاء شهر رمضان المبارك ليكون عودة صادقة إلى الله وترك العادات السيئة قبل رمضان,, ومن أبرزها عادة هجر المسجد وصلاة الجماعة,, حيث أن هذا العمل من أسوأ الأعمال التي يقترفها المسلم,, ولا أدري كيف يهنأ له العيش,, وكيف ترتاح نفسه,, وكيف يقبل وكيف يرضى لنفسه هذا المسلك المشين؟
** مؤلم حقاً,, أن تلتفت هذه الايام بعد صلاة الفريضة فلا تشاهد بعد صلاة الفجر إلا ربع صف فقط بعد أن كانت خمسة صفوف متكاملة,.
** هذه المشكلة التي نتحدث عنها,, هي مشكلة سنوية نعايشها في كل عام وليست جديدة هذا العام,, لكنني لاحظت خلال السنوات الماضية ان الكثير من الناس يبدأ تواصلهم مع المسجد في شهر رمضان ثم يستمر في هذا التواصل المحمود بعد رمضان بعد أن كان هناك جفوة بينه وبين المسجد.
** إن مشكلة البعض,, أنه يملك قلباً قاسياً صلباً كالحجر,, ومثل هذا القلب قد يقوده إلى المهالك,, وكلنا يعلم أهمية ومكانة وفضل صلاة الجماعة,, والخطر المحدق الذي قد يقع على من يفرط فيها,.
** ولست هنا بصدد الحديث عن فضل صلاة الجماعة وخطورة تركها,, لأن ذلك شأن علمائنا الأجلاء,, لكنني أتحدث عن واقع سنوي مؤلم للغاية,, عندما تشاهد هذه الجموع الكبيرة تحضر في رمضان وتغيب بعده,, وعندها,, تتمنى لو أن هذه الجموع تستمر طوال أيام السنة,.
** إننا نشفق على هؤلاء الإخوة الذين فقدناهم بعد رمضان,, ونخشى عليهم من العقوبة.
عبدالرحمن بن سعد السماري
|
|
|