| مقـالات
تم التركيز في قمة المنامة التي عُقدت نهاية ديسمبر أوائل شوال في إطار القمة الخليجية الحادية والعشرين لمجلس التعاون الخليجي الذي يضم ست دول خليجية يجمعها مصير واحد وأهداف متجانسة على بناء قوة استراتيجية دفاعية موحدة، يعتمد عليها الخليج ارضاً وشعوباً ودولا في حماية أمنه ووجوده وهذه الدعوة المباركة جاءت في الوقت المناسب فقبل التنسيق الاقتصادي والسياسي، وسوق العمل لابد من قوة دفاعية توفر الأمان لنمو كل تلك المعطيات, والقوة الخليجية المشتركة كانت لها نواة سابقة بدأت ثمرتها مشتركة في البحرين وبمباركة المملكة العربية, وهي قوة درع الجزيرة التي تم إنشاؤها عام 1981م وفي كتب الضوء الأول وهو الكتاب الذي أصدره سمو الأمير حمد بن عيسى حاكم البحرين الحالي، وكان باللغة الانجليزية )The First Light( ثم تُرجم إلى اللغة العربية, وفيه يوضح أن الغاية من تشكيل تلك القوة تأكيد إلى أن مسؤولية أمن الخليج تقع على عاتق أبنائه، ربما أنه من غير الممكن أن يكون لدى كل دولة خليجية عربية القدرة الكافية على تحقيق قوتها الذاتية بصورة منفردة, وإيمانا من قادة الدول الخليجية على وحدة الهدف والمصير.
ورغبة في تنسيق التكامل والترابط الذي سيؤدي إلى الوحدة الشاملة مستقبلا، فقد تم الاتفاق على تشكيل قوات درع الجزيرة لدول المجلس كخطوة أولى على طريق توحيد الجهد العسكري المشترك لهذه الدول لحماية المنطقة والحفاظ على استقرارها, لقد فرضت الظروف السائدة في المنطقة عام 1981م تشكيل قوات درع الجزيرة من دول مجلس التعاون الخليجي, وذلك لأغراض التدخل الفوري لدعم الدولة التي تتعرض للعدوان, ان الكفاءات العلمية والثقافية موجودة في أبناء دول الخليج مما ساعد على إنشاء جهاز قوة الدفاع دون عوائق.
وكان بناء ذلك الكيان العسكري المقتدر يبرز من خلال دور المملكة العربية، وان ما قامت به المملكة العربية تجاه البحرين بشكل عام وقوة الدفاع بصورة خاصة لا يأتي إلا ضمن روح الاسرة الواحدة, فكانت المبادرة قبل تكوين الدرع العسكري مباركة وزير الدفاع الأمير سلطان بهذه الخطوة وأبدى استعداد المملكة للمساهمة في بناء قوة دفاع البحرين وتطويرها, وقد أُخذ في تكوين القوة النظامين العسكريين، أي التجنيد الاجباري، ونظام خدمة المتطوعين.
أي دولة خليجية لا يمكن مطلقاً أن تعيش في معزل عن الدول الشقيقة الأخرى سواء في مجال الاقتصاد والسياسة والاجتماع ايضاً، في كتاب الضوء الأول من تأليف الشيخ حمد أمير البحرين هناك حقيقة واضحة تقول: في عصرنا هذا لا يمكن لأي قوة كانت أن تعتمد كلياً على نفسها، فالحاجة للعمق والساحات الواسعة ضرورة لابد منها, والعالم اصبح صغيراً بفعل مدى الأسلحة الحديثة، وسرعة الاتصالات والتنقل، لذلك كان علينا الارتباط مع اخواننا في الخليج باستراتيجية موحدة والالتزام مع بقية الدول العربية.
بتعاون الجميع والرغبة الصادقة في التكاتف يمكن مواجهة الصعاب، ان التحديات عديدة وموجودة ولكن الثقة بالنفس وبقدرات بلداننا الخليجية نستطيع إثبات وجودنا.
|
|
|
|
|