أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Wednesday 3rd January,2001 العدد:10324الطبعةالاولـي الاربعاء 8 ,شوال 1421

مقـالات

مركاز
الدخان
حسين علي حسين
ما هو شعورك وأنت ترى مدرباً لكرة القدم يوجه لاعبيه أثناء سير المباراة التي تعرض في كافة أجهزة الإعلام وفي يده سيجارة مشتعلة؟ ما هو شعورك وأنت تدخل على طبيب مشهور وترى في يده بايب نفيساً ينفث منه الدخان على مهل، وعلى مكتب الطبيب غير البايب الذي في فمه، حامل عليه مجموعة البايبات الفاخرة، أما بعض المصلحين فإنهم يلقون توجيهاتهم عبر التلفاز أو الصحف حول اضرار التدخين، في الوقت الذي ينسفون بين كل موعظة وموعظة سيجارة!
هؤلاء الذين ترتبط رسالاتهم بصحة الناس البدنية والعقلية، ليسوا بقادرين أو هم لا يرغبون في الإقلاع عن التدخين، خاصة وأنهم غالباً يدخنون علناً وأمام من يوجهون لهم نصائحهم الصحية والسلوكية,, كيف تستطيع أن تقنع مريضاً بأضرار التدخين الفادحة، وعدة التدخين أمامه يراها ويتملى في ملامحها، كيف يستطيع المصلح الاجتماعي أن يقنع الناس بالأضرار الصحية والاقتصادية للتدخين وهو يدخن، إنها حالة محيرة، فلا هؤلاء بدءوا بأنفسهم ولا من يزورونهم اقلعوا عن التدخين خوفا على صحتهم أو فلوسهم او صحة أبنائهم أو أسرهم! أما إذا تركنا هؤلاء واتجهنا إلى التعليمات التي تصدرها منظمة الصحة العالمية والتي تلزم مصانع التدخين بوضع عبارة تحذر من وجود أضرار فادحة على صحتهم من إقبالهم على التدخين، فقد أصبحت هذه العبارات وكأنها مكتوبة على الماء وليس على علب السجائر والجراك والمعسل وغيرها، فلا يراها أحد ولا يأخذ بها أحد بطبيعة الحال، حتى الدول التي أصدرت قرارات بمنع الإعلان عن السجائر، في صحفها ووسائل إعلامها، نجدها تجيز دخول صحف عربية وأجنبية تحتوي على إعلانات مثيرة عن التدخين، إعلانات تضم أجساداً ناعمة ومثيرة وشباناً في غاية الصحة والعافية وبعضهم يجري وبعضهم يلعب وبعضهم يفكر، كل هؤلاء يقبلون على السجائر والمعسل، الرسالة واضحة في هذه الاعلانات: التدخين قرين الصحة والشباب والحياة العصرية,, فمن نصدق؟
هناك إحصائية من بلد عربي تقول إن عدد المدخنين يتزايد فيه بمعدل 8% سنوياً بينما كان هذا المعدل لا يتجاوز 2,5% وهذه الدولة العربية سجلت بين ست دول في العالم تشهد هذه الزيادة السنوية المخيفة في أعداد المدخنين,, ماذا تعني هذه الاحصائية؟ معناها ببساطة أن الجميع يحرثون في الريح: المدخنون والذين يحثونهم على ترك التدخين، لأنهم جميعاً تنقصهم القدوة!

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved