| الاقتصادية
واخيرا رأى قادة مجلس التعاون الخليجي بعد 21 عاما من انطلاقة المجلس ان البيانات التي تعبر عن موقف دوله من القضايا السياسية العامة لم تعد هي الهم الاكبر، وذلك لمحدودية تأثيرها بالقياس لسلطة وتأثير القوى العظمى في المنطقة، وعليه تغيرت مواطن التركيز في الخطاب السياسي للبيان الختامي لقمة المنامة الاخير مما يوحي ببدء دول المجلس في اتخاذ الخطوة الاولى على طريق تفعيله بما يحقق الفائدة التي ترجوها شعوب دوله منه.
وبعيدا عن استعراض هذا البيان وفقراته الايجابية اود الاشارة فقط الى منحى جديد لدول المجلس رافق اجتماع المنامة عبر عنه اكثر من مسؤول خليجي عند الحديث عن هبوط اسعار النفط والآلية المناسبة التي سيتخذها المجلس لاعادة الاسعار عند مستوى 25 دولارا للبرميل الواحد، مما يعطي الاشارة الواضحة الى ان مصالح دول الخليج لم تعد تتجاذبها الاطراف الاخرى بل اصبحت الحالة الاقتصادية لهذه الدول، وازماتها الاقتصادية المتكررة من جراء تذبذب اسعار النفط واختلال ميزان المدفوعات مقابل الدول الاخرى باعتبارها المتضرر الوحيد هي الشغل الشاغل لتلك الدول,, من هنا يمكنني القول بأن الخطوة الاولى لمجلس التعاون الخليجي قد انطلقت من المنامة قبل ايام ولم يعد بمقدور اي من قادة مجلس التعاون التراجع عنها، فقد اصبحت قدرا ومصيرا مشتركا تفرضه الثروات النفطية الهائلة التي تختزنها المنطقة واعتماد اقتصادياتها عليها ومعيار تواجدها وحضورها على المسرح السياسي العربي والدولي.
لا اريد الاغراق في التفاؤل كثيرا ولكن حين يكون التعاون حتميا، بين الدول فان كل ما عدا ذلك يصبح ضربا من المجازفة والتخبط، وهذا ما حدث فعلا في قمة المنامة فنبرة البيان الختامي وما بين سطوره توحي بأن لا مناص من زيادة وتفعيل آليات العمل المشترك وبخاصة ضخ المزيد من الاستثمارات، وزيادة تبادل السلع والخدمات بين دوله، وان كنت ارى ان مأسسة هذا التعاون يعطيه الحماية المطلوبة اذ لا اعتقد ان الهيئة الاستشارية التي انشأها المجلس في قمته العام الماضي ستكون قادرة على توفير هذه الحماية نظرا لفقدها صفة التشريع وسن القوانين الملزمة فلم تكن دول الاتحاد الاوروبية قادرة على تمرير قوانين الاتحاد لو لم تنشىء برلمانا اوروبيا منتخبا ومحكمة اوروبية عليا، فهل نرى شيئا من هذا القبيل لحفظ وحماية المجلس، وتسهيل تنفيذ الاتفاقيات المشتركة خاصة اتفاقية الدفاع المشترك التي وقعت اخيرا ناهيك عن التنقل والاستثمار والتملك بين الدول الاعضاء.
سعود بن عبدالعزيز اليمني
|
|
|
|
|