| عيد الجزيرة
* أبها محمد السيد:
للطعام علاقة بالحالة النفسية، إذ يؤكد ذلك الدكتور ايهاب رمضان استشاري طب المخ والأعصاب والطب النفسي بالمستشفى السعودي الألماني بعسير حيث يقول:
من المعروف ان شهوة الأكل هي من الغرائز الأساسية في الإنسان ويتساوى في ذلك مع بقية المخلوقات، فغريزة الأكل عند الحيوان تخضع بالدرجة الأولى لأحاسيس الجوع والعطش والعلاقة التبادلية بين الطعام وبين الأحوال النفسية لم تتضح بدرجة كافية إلا في الإنسان فقد تؤثر الحالة النفسية في طريقة تناول الشخص للطعام والكمية التي يتناولها ونوع الغذاء وفي رغبته أساساً للطعام كما ان الأطعمة بأنواعها المختلفة تتدخل بصورة إيجابية وتؤثر في الحالة النفسية للانسان.
أما بالنسبة للنقطة الأولى وهي كيف تؤثر الحالة النفسية في تناول الشخص للطعام فمن المعروف ان فقدان الشهية للطعام هو عرض أساسي من أعراض الاكتئاب النفسي وفيه يفقد المريض رغبته في الحياة ولايحس لها بطعم كلية، كما انه قد يكون عرضاً للتوتر والقلق بل وجميع الاضطرابات النفسية وفقدان الشهية للطعام يكون مصحوبا بنقص في الوزن بدرجة كبيرة,وقد يحدث العكس فقد وجد انه في حالات التوتر والقلق والاكتئاب هناك نوع من الناس يكثرون من الطعام ويزيد وزنهم بشدة.
اضطرابات نفسية
هناك نوع مختلف من الناس مصابون باضطرابات نفسية تؤدي إلى الإقلال الشديد من الطعام مع اتباع رجيم قاسٍ يؤدي إلى نقص شديد في الوزن بالرغم من وجود الشهية للطعام عندهم ويكثر هذا النوع في النساء اللاتي يبحثن عن النحافة والرشاقة بصورة مرضية وتتوتر نفسياتهن بشدة عند أي إحساس بالزيادة في الوزن حتى ولو كان هذا الإحساس وهميا، ومن الناس أيضاً من لا يستطيعون السيطرة على رغبتهم في الأكل ويأكلون بشراهة ثم يحاولون الأكل كله أو محاولة تعويض هذا الإكثار من الطعام باستعمال المسهلات أو بممارسة تمارين رياضية قاسية رغبة منهم في الإنقاص الشديد للوزن.
وهناك مركز في المخ للجوع ومركز آخر للشبع وينشط مركز الجوع عند هبوط السكر في الدم فيعطي إحساسا بالجوع فيدفع الإنسان إلى ان يأكل إلى حد معين ينشط بعدها مركز الشبع فيتوقف الانسان عن الطعام، هذا هو الحال فقط في الحيوانات ولكن يزيد في الانسان تحكم الحالة النفسية في شهية الانسان للطعام والتي قد تدفعه إلى الإقلال والاكثار من الطعام.
وتحدث د, رمضان عن النقطة الثانية وهي كيف يؤثر الطعام في الحالة النفسية للانسان فقال: من المعروف احتواء الطعام على مكونات غذائية هي في النهاية مركبات كيميائية فمثلاً وجد ان الحلويات والسكريات والنشويات أيضاً تحتوي على نسبة عالية من مادة سيريتوفان وهي المكون الأساسي لمادة السيروتونين وهو ناقل كيميائي يتواجد بين خلايا المخ وقد وجد ان نقص السيروتونين بالمخ يزيد الاكتئاب النفسي ولذا فان بعض الناس قد يحسون بهدوء وتحسن في الحالة المزاجية عند تناول السكريات والحلوى وعلى العكس فان اللحوم والبروتينات تؤدي إلى اعتلال المزاج والتوتر لارتفاع نسبة أنواع معينة من الاحماض الأمينية تؤدي إلى خفض نسبة السير ونوتين لذا يوصى بتناول النشويات قبل النوم أما البروتينات ففي الصباح لأن لها تأثيراً جيداً علىالنشاط والحركة والتركيز.
وقد اكتشف ان هناك مواد مهمة تسمى مضادات الأكسدة وهي تلعب دوراً كبيراً في الوقاية من أمراض نفسية كثيرة مثل الاكتئاب والعته وتوجد هذه المضادات في الخضراوات الطازجة الليمون البرتقال البصل الثوم الجزر.
وختم د, رمضان حديثه بالقول: ان اتباع النظام الصحي في الطعام والبعد عن الإفراط في الطعام والبعد عن الأملاح الكثيرة أو الدهون يحسن من الصحة العامة ويقي من الإصابة بأمراض الضغط السكر القلب تصلب الشرايين وهي تكون مصحوبة في كثير من الأحيان باضطرابات نفسية مثل الاكتئاب القلق.
|
|
|
|
|