| تحقيقات
* تحقيق عليان آل سعدان
تشكل الألعاب النارية بمختلف أنواعها واشكالها خطراً كبيراً على مستخدميها في العيد وخاصة الأطفال بالدرجة الأولى وأشارت احصائيات الدفاع المدني وأقسام الحوادث بالمستشفيات الى أرقام مذهلة جداً لعدد الأطفال الذين تعرضوا لحوادث حريق في الأعوام الماضية منهم من فقد حياته ومنهم من فقد البصر كلياً ومنهم من لا يزال حتى اليوم يعاني من أعراض الحريق ولا تقتصر تلك الآثار الخطيرة لهذه الألعاب النارية على الأطفال وحدهم بل ويمتد خطرها لتدمير الممتلكات العامة واحراق المنازل والسيارات وتشكيل مصدر ازعاج كبير للمواطنين.
تجارة خطرة
وتنشط تجارة بيع الألعاب النارية بالطائف منذ دخول شهر رمضان المبارك وتشهد توسعاً أكبر في الأيام الأخيرة من الشهر الكريم الى درجة ان محلات الألعاب والموزعين يمارسون البيع علناً في الأسواق بصورة عامة وفي برحة القزار أكبر سوق بالطائف وامام العيون كافة دون خوف من رقيب او حسيب.
نفتقد التعاون
الجزيرة قبل ان تدخل أسواق الطائف وتلتقي بالسماسرة وأكثرهم من الشباب الذين لم تتجاوز أعمارهم الثلاثين عاماً التقت بمدير الدفاع المدني بالطائف العميد سعد الحارثي وطرحت عليه العديد من الاسئلة حول كيفية معالجة هذه الظاهرة التي تنتشر بصورة مكثفة في شهر رمضان, وقال العميد سعد الحارثي ان محافظة الطائف تعتبر حالياً مدينة كبيرة جداً ويوجد بها أسواق متعددة وهذه الظاهرة التي تحدثتم عنها منتشرة في عموم مناطق المملكة والطائف يعاني من هذه الظاهرة كثيراً لكن للأسف الشديد لا نجد أي تعاون من قبل أولياء الأمور وبعض أصحاب المحلات التجارية خاصة تلك المحلات الخاصة بالألعاب المختلفة ونحن في مديرية الدفاع المدني بالطائف نكثف كثيراً من جهودناً منذ دخول شهر رمضان المبارك والقيام بجولات مكثفة على تلك المحلات التي يشتبه في انها تقوم بعملية المتاجرة بالألعاب النارية ونكشف كثيراً من هذه المحلات حيث نقوم فعلاً بمصادرة هذه الالعاب واخذ التعهدات اللازمة عليهم وإذا تكرر منهم ذلك يتم إغلاق محلاتهم لفترات زمنية وهناك تعليمات من إمارة منطقة مكة المكرمة حول هذه الظاهرة التي لاشك انها تشكل خطراً فادحاً وكبيراً على الجميع لعدة أسباب وعوامل تؤدي الى وقوع الخطر والحوادث ومنها ان هذه الألعاب النارية تجاوزت حجم تلك الطراطيع الصغيرة ووصل الأمر الى الألعاب النارية الأكثر خطراً ومنها الصواريخ وغيرها واستخدام مثل هذه الألعاب في وسط أحياء سكنية وبالقرب من السيارات وداخل المنازل او بالقرب من محطات الوقود وغيرها او المستودعات لا شك سيؤدي الى وقوع حوادث كبيرة لا تحمد عقباها، ومن هذا المنطلق فإن إدارة الدفاع المدني بالطائف تأمل من الجميع الإدراك والوعي لهذه الخطورات البالغة والتوقف كلياً عن ممارسة بيع تلك الألعاب النارية أو شرائها من قبل الجميع, ووصف هذه الألعاب النارية بأنها خطر على الجميع وحذر بشدة تجار الجملة لهذه الألعاب من تطبيق عقوبات اشد عليهم مشيراً الى ان فرقا مختلفة للدفاع المدني بالطائف تقوم باستمرار بمتابعة هذه الظاهرة وان لدى هذه الفرق كل الصلاحيات الكاملة لمصادرة أي كميات يعثر ليها والقبض على من تكون بحوزته وتطبيق العقوبات اللازمة الصادرة من مقام وزارة الداخلية.
الجزيرة بالموقع
وفي داخل احد الأسواق الرئيسية بالطائف دخلت الجزيرة أكبر موقع تتم فيه عملية بيع وشراء الألعاب النارية والتقت بعدد كبير من تجارها الذين يعترضون الزبائن ويقدمون لهم انواعاً مختلفة من الألعاب النارية وعندما تقدمنا وسألناهم عن المصادر التي يحصلون منها على هذه الألعاب جاءت اجاباتهم أكثر شدة علينا وعندما تبين لهم المهمة التي نحن هنا من اجلها، نصحونا بأن نذهب لمعالجة هذا الوضع في المواقع التي تعتبر أكبر مصدر لهذه الألعاب في محافظة جدة ومنطقة جيزان جنوب المملكة, من هناك تأتي هذه الألعاب النارية وكانت زمان تأتي عادية عبارة عن طراطيع اما اليوم فكل الألعاب النارية متوفرة باشكال والوان واحجام مختلفة لو جمعتها لدمرت مدينة كاملة، هكذا يقول هؤلاء التجار الذين يعملون بحرية مطلقة داخل السوق.
الباعة بالآلاف
أحدهم ويدعى جلال قال معترضاً: يوجد بالطائف أكثر من ثلاثة آلاف شخص يبيعون الألعاب النارية وتوزيعها وانا واحد منهم حصلت على بضاعة تقدر قيمتها بأكثر من 25000 ريال منذ دخول شهر رمضان وحالياً انا على وشك الانتهاء من بضاعتي الخطيرة وتقدر فائدتي او مكسبي الصافي من هذا المبلغ بأكثر من 50000 ريال, انه مبلغ كبير للغاية وفيه مكاسب خيالية لا يصدقها العقل, وعن الطريقة التي يحصلون بها على هذه الألعاب النارية الخطيرة قال جلال: يوجد سماسرة أكبر منا بكثير نعرف منهم بعض التفاصيل لمصادر هذه الألعاب بأنها تأتي بصورة أكثر من منطقة جيزان ولكن أي تفاصيل أخرى لا نعرفها ونقوم بشراء كميات كبيرة بالجملة من هؤلاء السماسرة الأكبر منا ونقوم نحن السماسرة الصغار ببيعها بالكرتون او الحبة وهنا ترتفع الفائدة لدينا ونكتشف اننا حققنا ارباحا كبيرة جداً تدفعنا في المناسبة القادمة الى مضاعفة الكميات التي نحصل عليها من هؤلاء السماسرة الكبار وبالتالي تتضاعف الارباح بصورة أكبر بكثير.
نخادع رجال الأمن
وعن الطريقة التي يستطيعون ان يوزعوا بها بضاعتهم الخطيرة بعيداً عن عيون الأمن بالدفاع المدني تحدث جلال وقال: نحن نقف في الأسواق خالي اليدين تماماً لا يوجد معنا أي شيء اطلاقاً ونشاهد رجال الدفاع المدني وهم يمارسون عملهم لملاحقة الذين يقومون ببيع هذه الألعاب ونقوم بخداعهم احياناً عندما نلاحظ زبائن قادمين ونلفت انتباه رجال الدفاع المدني بأن هناك أشخاصاً يبيعون هذه الألعاب في موقع بعيد عن الموقع الذي يتواجدون فيه حالياً ويتجه رجال الدفاع المدني من واقع بلاغنا لهم ونحن في هذه اللحظات نستغل الفراغ الذي يتركه رجال الدفاع المدني بالموقع ونقوم في ساعات قليلة ببيع كميات كبيرة جداً ورجال الدفاع المدني لا يتواجدون في كل المواقع بصورة دائمة, هناك فترات غير معروف وقتها يترك فيها رجال الدفاع المدني تلك المواقع وتنشط فيها عملية التجارة وبيع الطراطيع والألعاب النارية.
عمليات كروفر
اما محمد شاب في الثامنة عشرة من عمره فيقول: أحياناً يتمكن رجال الدفاع المدني من القبض على احد منا وهو يقوم ببيع ما معه من الألعاب النارية, وتتم مصادرة الكمية فوراً لكن تلك الكمية التي تصادر تعتبر قليلة جداً والاكثر نحتفظ به في موقع قريب من الموقع الذي نمارس فيه البيع, وصحيح نحن في عملية كر وفر مع رجال الدفاع المدني بالطائف لكن صدقني القول إذا قلت لك ان عدد السماسرة الذين يقومون بممارسة بيع الألعاب النارية بالطائف يتجاوزون عدد قوة الدفاع المدني البشرية بالطائف, لهذا من الصعب جداً السيطرة علينا بهذه السهولة.
وتساءل محمد قائلاً: ان الكميات التي يقوم الدفاع المدني بالطائف بمصادرتها كثيرة جداً وبرغم ذلك لم نلاحظ ولم يعلن اطلاقاً عن أي عملية إتلاف لهذه الطراطيع والألعاب النارية فأين تذهب الألعاب النارية التي تصادر منا؟
|
|
|
|
|