| العالم اليوم
حتى الفلسطينيون المعنيون أكثر من غيرهم في مبادرة الرئيس كلينتون لا يعرفون التفاصيل الدقيقة لهذه المبادرة، وإذا كان كلينتون وحليفه باراك متلهفين لانتزاع اعتراف من الفلسطينيين بالمبادرة والتوقيع عليها حتى قبل ان يعرفوا تفاصيلها لأسباب ذاتية بحتة، فإن الفلسطينيين بدورهم لهفتهم أكثر لمعرفة التناقضات سواء تلك التي سمعوها من الأمريكيين ومما قرأوه في المذكرات التي تسلموها من الأمريكيين أو من خلال التصريحات المتناقضة لباراك الذي يصرح بموافقتة في البداية بتمكين الفلسطينيين من السيادة على الحرم القدسي سوى حائط المبكى وعلى القدس الشرقية وبالذات الأحياء العربية، يعود فينقض كلامه ويرفض التسليم بسيادة الفلسطينيين على المسجد الأقصى والقدس العربية، في ظل هذا التناقض والتباين لم يلتزم الأمريكيون ولا الإسرائيليون بنص محدد وواضح للمبادرة الأمريكية.
يقول كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات: إن الإدارة الأمريكية ترفض الرد على الايضاحات التي طلبتها السلطة الفلسطينية منها، وتطلب موافقة مبدئية من الفلسطينيين على الخطة قبل الكشف عن تفاصيلها.
ومن خلال جملة تصريحات واحاديث لعريقات ونبيل ابو ردينة وياسر عبد ربه ان الأمريكيين يرفضون تزويد السلطة الفلسطينية بايضاحات حول قضايا هامة مثل القدس والحدود والمستوطنات واللاجئين، وبدلاً من ان يحددوا الموقف منها، ويقدموا خرائط عن الأرض الفلسطينية التي ستعاد للفلسطينيين فانهم يتكلمون عن عموميات.
عن هذه العموميات يتحدث د, صائب عريقات وعقب كل قضية يطرح تساؤل يدور في ذهن كل فلسطيني وعربى,, إلا أن الأمريكيين ومن خلفهم الإسرائيليون يمتنعون عن الإجابة,,!
يسأل عريقات ونسأل معه,, يقولون ان سيطرة الفلسطينيين ستكون على 95% من الضغة الغربية فماذا سيكون بالنسبة للخمسة بالمئة المتبقية,,؟ كيف ستؤثر هذه الخمسة بالمائة على المياه الجوفية وعلى التواصل بين السكان الفلسطينيين؟ وما هي تبادلية القيمة واين موضعها؟! واين الخرائط التي تحدد كل هذا؟.
والتساؤل عن الخرائط وعن تبادلية القيمة والمواضيع تساؤل له ما يبرره خاصة وان المبادرة تقدم اعطاء الفلسطينيين اراضي داخل حدود 1948 بدلاً من الخمسة بالمئة التي تؤخذ منهم داخل الضفة الغربية.
وتشير العبارة الأخيرة الى اقتراح باعطاء الفلسطينيين اراضي داخل حدود 1948 بدلاً من الخمسة بالمئة التي تعود اليهم داخل الضفة الغربية, والمطلوب فلسطينينا.
اسئلة أخرى بشأن موضوع القدس حسب ما ورد في المبادرة الأمريكية، حول كيفية التواصل داخل المدينة المقدسة، وتواصل القدس مع باقي فلسطين، وما معنى اقرار سيادة اسرائيلية على الحائط الغربي وما هو تعريفه خصوصا ان المبادرة تشير الى احياء عربية في القدس الشرقية تحت السيادة الفلسطينية.
يكشف عريقات أكثر عن غموض في الخطة الأمريكية حول مصير اللاجئين قائلاً: هناك عبارة بشأن اللاجئين الفلسطينيين تشير الى الحق التاريخي بالعودة، ثم يأتي قول آخر يتكلم عن حق العودة غير المقيد وغير المشروط للاجئين الى دولة فلسطين مع تعويضات، ثم تأتي فقرة أخرى لا تشير سوى الى ادخال عدد محدود من اللاجئين الى اسرائيل.
وفيما يتعلق بمسألة الترتيبات الأمنية قال عريقات: بالنسبة الى الاشارة الى انتشار قوات دولية على الحدود، كيف ستكون تركيبتها وولايتها ومداها الزمني؟.
أما امكانية لإعلان انهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي قبل تنفيذ الاتفاقات، فما هي الضمانات الإلزامية بالتنفيذ بعد تجربة السنوات الثماني الماضية في هذا المجال,, وبالذات مع باراك؟!.
لهذه الأسئلة وغيرها والخرائط حاول عرفات وبإلحاح ومن خلال ارسال رسالتين الى الرئيس كلينتون معرفتها فكان رد كلينتون وقعوا اولاً ثم تحصلون على الاجابات والخرائط,,؟!.
أما الموقف الإسرائيلي، وإذا اعتبرنا ان باراك يمثله فلا احد يثق تماماً بهذا الموقف فحتى احد اعضاء وزارته والعربي الوحيد فيها يقول ان تصريحات ومواقف باراك فاجأته بل وفاجأت العالم.
ففي مقابلة مع راديو لندن يوم السبت قال نواف مصالحة نائب وزير خارجية إسرائيل ان تشدد باراك ازاء قضية القدس واللاجئين فاجأت العالم,, وانها لم تخدم عملية السلام، وتعني لكل من يسمحها انه لن يكون هناك سلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين.
ونواف مصالحة الفلسطيني وعضو حزب العمل والنائب في الكنيست الإسرائيلي والذي يعد أقرب لفهم الفكر الصهيوني كونه عضواً في حزب إسرائيلي صهيوني يفهم كفلسطيني العقدة في قضية الصراع العربي الإسرائيلي، إذ يقول: ان العرب لن يتنازلوا عن السيادة على الحرم الشريف,, واصفا مشكلة اللاجئين بانها صعبة للغاية وتعتبر خطاً أحمر لا يجوز تجاوزه.
اما الاغلبية في إسرائيل فلا ترى في تصريحات باراك مفاجأة لان معظم اليهود لا يريدون الاعتراف بحق اربعة ملايين لاجئ فلسطيني في العودة لان ذلك حسب زعمهم يعني تحول اسرائيل الى دولة يهودية عربية بدلا من ان تبقى دولة ذات اغلبية يهودية ساحقة مع أقلية قومية عربية.
ولهذه الأسباب يقول مصالحة بان باراك سيبقى بدون سلام وبدون سلطة لان هذه التصريحات تخدم اليمين الإسرائيلي المتطرف.
وتساءل قائلاً: إذا كانت إسرائيل لن تتنازل عن الاقصى فكيف يتنازل المسلمون والعرب عنه,, وقال ان الرياح الان تهب لمصلحة ارييل شارون.
وإذا كان هذا رأي واحد من جماعة باراك فكيف اذن سيكون رأي الآخرين,,؟!.
غداً,, استمرار الانتفاضة والرد الإسرائيلي
مراسلة الكاتب على البريد الإلكتروني
jaser@al-jazirah.com
|
|
|
|
|