| العالم اليوم
* تايبيه ق,ن,أ
أقر تشين شوي بيان رئيس تايوان ولأول مرة منذ توليه الحكم في مايو الماضي بأن مبدأ (الصين الواحدة) لا يتعارض مع الدستور التايواني,, كما تعهد بتخفيف القيود المفروضة على الاستثمارات التايوانية في الصين.
وذكر الرئيس التايواني في كلمة له بمناسبة مطلع العام الجديد ان (صين واحدة) ليست مشكلة أصلا وأعرب عن أمله في أن تتفهم بكين القلق الذي يشعر به شعب تايوان,, وقال إن لم يتفهم الجانب الآخر ويحترم إرادة الحكم الذاتي ل 23 مليون تايواني فإن ذلك سيؤدي إلى فجوة لا داعي لها في التفاهم بين الطرفين.
وعلق المراقبون على هذا التصريح بانه تبني غير مباشر من الرئيس تشين لاقتراح قدمته مجموعة استشارية على مستوى عال بأن تدقق تايوان في دستورها لمحاولة إيجاد سبيل لإرضاء إصرار بكين على مبدأ الصين الواحدة كشرط لاستئناف محادثات التوحيد بين الطرفين.
وكانت مجموعة مكونة من 25 عضوا من اعضاء الأحزاب التايوانية المختلفة قد أوصت في الشهر الماضي بمحاولة لإيجاد مخرج دستوري في هذا الصدد وبإنشاء آلية جديدة لتولي العلاقات مع الصين بدلا من الآلية السابقة.
وعلى الصعيد الاقتصادي ذكر الرئيس تشين ان تايوان سوف تعدل سياستها السابقة التي تقضي بالالتزام بالتروّي فيما يتعلق بالاستثمار في الصين وبدلا من ذلك فإنها سوف تتبنى رؤية جديدة تعتمد على انفتاح نشط وإدارة فعالة بينما هي تستعد للانضمام لمنظمة التجارة العالمية.
وعلى الرغم من البادرة المحدودة من قبل الرئيس التايواني لإحداث رد فعل إيجابية قوي لدى الصين إلا أن المستشارين في بكين أبدوا عدم تحمسهم لما تضمنته كلمته,, وذكروا أنها لن تكون كافية للعودة لمائدة المفاوضات.
واضاف المستشارون أن بكين سوف ترقب خطوة تايوان التالية خاصة في مجال إصلاح الجهاز المتولي للعلاقات مع الصين (مجلس التوحيد القومي) الذي يعتبر من وجهة نظرهم جهازا حكومياً باليا.
ومن ناحية أخرى أبحر أمس مركب يقل مجموعة من التايوانيين المشتغلين بصناعة السفر والسياحة متوجهين من جزيرة (كينمن) التايوانية الصغيرة إلى مدينة (شيامين) الصينية ومفتتحين بذلك أول تبادل مباشر منذ أكثر من نصف قرن من الزمان بين تايوان والوطن الام عبر المضيق الفاصل بينهما والبالغ طوله 160 كيلو متراً.
ويأتي هذا في إطار الخطوة التي اتخذتها تايوان لرفع الحظر الذي كان مفروضا على التبادل التجاري المباشر والنقل البحري والخدمات البريدية ,, ويعد ذلك جزءا من الجهود الرامية لتقليل التوتر الذي ساد العلاقات بين الطرفين منذ الحرب الأهلية التي انتهت باستيلاء الشيوعيين على الحكم في بكين وهزيمتهم لقوات شيانج كاي شيك الوطنية وفرارها لجزيرة تايوان عام 1949.
وكانت الاتصالات والمبادلات المباشرة بين تايوان والصين قد قطعت منذ عام 1949 وتتم فقط من خلال طرف صيني ثالث مثل هونج كونج وماكاو,, ورغم ذلك الحظر إلا ان حجم المبادلات بينهما في تزايد مستمر حيث تقدر قيمة التجارة غير المباشرة المتبادلة هذا العام بحوالي 30 بليون دولار أمريكي.
وقد كان رد الفعل الصيني لإعلان تايبيه عن رفع الحظر الذي كان مفروضا على التبادل التجاري المباشر والنقل البحري سلبيا في البداية,, وقلل المسؤولون الصينيون من شأنها حيث تقتصر على جزيرتين صغيرتين في المياه الإقليمية التايوانية وتستبعد جزيرة تايوان الرئيسية الكبيرة.
إلا أن بكين عادت وعدلت موقفها فيما بعد ووافقت على بدء تشغيل هذه الروابط الصغيرة مع ترديدها بأنها غير كافية للوفاء باحتياجات التجارة والسياحة الفعلية للجانبين ولدعوتها لإنهاء المقاطعة بالنسبة لكل تايوان.
تجدر الإشارة إلى ان هاتين الجزيرتين التايوانيتين الصغيرتين (كينمن و ماتسو) تعتبران من المعاقل العسكرية التايوانية المدججة بالأسلحة لوقوعهما في خط الدفاع الأمامي لتايوان وبالقرب من الساحل الصيني.
|
|
|
|
|