أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 5th January,2001 العدد:10326الطبعةالاولـي الجمعة 10 ,شوال 1421

الاقتصادية

آخر الأسبوع
أفكار صغيرة,, نتائج عظيمة
د, صنهات بدر العتيبي
هناك دائماً لمسات وأفكار صغيرة في محتواها ومتطلباتها ولكنها عظيمة في نتائجها وآثارها، ففي البحوث والتطوير والانتاج والتسويق والتوزيع وادارة الموارد المالية والبشرية,, تكون بعض الأفكار أكبر أثراً وأعظم نتيجة من أصول وموارد وآلات وديكورات تكلف الملايين, ولأن الأفكار الناجحة تتولد في الدماغ البشري أصبحت ادارة الأعمال الناجحة نتاجاً لفكر وابداع ولمسات القائد المبتكر سواء كان مالكاً أو مديراً أو عضو مجلس ادارة مؤثراً أو مستشاراً خارجياً أو حتى مسؤولاً صغيراً في المستويات الادارية المختلفة.
يقول أحد رجال الأعمال ان مستشاراً يعمل في مجال بعيد جداً عن مجال أعماله واستثماراته قد ساعده في توفير أكثر من مليون ريال في أحد المصانع بسبب فكرة تبدو في ظاهرها بسيطة جداً وبديهية للغاية ولكنها في توفير التكاليف خارقة للعادة!! ويقول آخر أنه استفاد من أفكار بسيطة زوده بها صديقه المتخصص في الصيدلة لتحقيق نمو كبير في مبيعات شركته المتخصصة في الخدمات الغذائية, من هاتين الحكايتين نستفيد درسين عظيمين.
الدرس الأول يقول ان ادارة الأعمال تستفيد من الأفكار الناضجة أكثر من اي شيء آخر ليس فقط حالات التجديد والتطوير التي لا تستغني عن الأفكار بطبيعة الحال ولكن أيضاً في حالات الادارة اليومية للمنشأة أو حالات التسيير الاعتيادي للأعمال والنشاطات, ادارة الأعمال التي تبدو مثل شبكة مهولة من العلاقات والتشابكات والتعقيدات هي في حقيقة الأمر وبصورة مبسطة مجرد بحث يومي عن كل ما يساهم في تخفيض التكاليف أو تعظيم المداخيل المبيعات اذن، أية فكرة تنجح في دعم هذا البحث اليومي وتوصيله إلى مبتغاه هي فكرة بمليون فائدة.
الدرس الثاني يتعلق بأهمية المزج في توليد الأفكار الجيدة, فعندما يأتي شخص من مجال بعيد عن نشاط شركة ما أو مصنع معين فانه يملك فرصة ذهبية لعمل ما يسمى بالاسقاط والذي يعني ان هناك دائماً مجالاً لتطبيق بعض الأفكار المفيدة، واستنساخ بعض المفاهيم الجيدة في مجال تخصص شخص أو مستشار يبدو غريباً عن الشركة أو المصنع ولكنه في الحقيقة خبير في المشكلة أو المسألة محل النظر، هناك دائماً عوامل مشتركة في المسائل المعلقة تحفز الاجتهاد وتولد الأفكار للتطوير أو المعالجة.
في مسألة توليد الأفكار، الملاحظ أن شركاتنا ومؤسساتنا الوطنية تعيش حالة من الانغلاق عن المحيط الخارجي وما يعج به من مبدعين ومفكرين ومؤسسات متخصصة فتكون منعزلة في أفكارها التي تقترب من فصيلة الأفكار المعلبة والشطحات التي لا فائدة منها, الفردية في التفكير كما الفردية في الادارة تجعل الوضع رتيباً والأفكار بليدة تمتلئ حد التخمة بالتقليد المفرط وأحياناً الاستنساخ على عواهنه.
ينظر إلى تطوير الاعمال لدى اغلب شركاتنا، ومؤسساتنا كوظيفة داخلية ومهمة شخص بيروقراطي يغرق في الملفات والأوراق والصادر والوارد فيضيع التطوير في معمعة العمل اليومي المرهق، وليست وحدات البحث العلمي ومراكز البحوث والتطوير في بعض الجامعات ومراكز البحث العلمي المعروفة استثناء من القاعدة لذلك نجد اننا في موضوع التجديد والتطوير نأتي في آخر الركب.

أعلـىالصفحةرجوع















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved