| عزيزتـي الجزيرة
ازدحام الفصول الدراسية في المدارس ذات المباني الحكومية هي مشكلة حقيقية يعاني منها المعلمون والطلاب على حد سواء وهي مشكلة مهدت لها سياسة التعليم التي تقضي بجواز ان يصل عدد الطلاب في الفصل الواحد الى اكثر من 40 طالبا اي بمعدل متر مربع لكل طالب فأخذت بعض ادارات التعليم ومنها الرس هذه التوجيهات باعتبارها قضية مسلماً بها فراحت تحشر الطلبة في فصول المدارس ذات المباني الحكومية حشرا ولا تفكر في استحداث مدارس جديدة الا بعد تعبئة المدارس الموجودة وقد كان لهذا التنظيم غير السليم متاعبه وآثاره السلبية على مستوى أداء المعلمين وعلى مستوى التحصيل لدى الطلبة والدارسين ومن هذه المصاعب والسلبيات ما ذكره احد الاخوة المعلمين في متوسطة حطين بالخرج حسن سالم الفيفي فيما كتبه للوطن والمواطن بتاريخ 12 رجب 1421ه وكلها مما رآه ولمسه بنفسه اشير الى بعضها باختصار.
1 صعوبة في تطبيق نظام التقييم المستمر من جانب المعلم خاصة وان بعض المواد ليس لها سوى حصة واحدة في الاسبوع.
2 صعوبة في شمولية المناقشة على جميع الطلاب وفي حل التمارين الفصلية وتصحيح المشاركات اثناء سير الدروس.
3 صعوبة في التوفيق بين الاجابة على اسئلة الطلاب والشرح والتمارين والتصحيح الى جانب ادارة الفصل التي هي من اصعب مهام المعلم في وقتنا الحاضر.
4 اجهاد المعلم في ايصال صوته المبحوح الى جميع الطلبة خاصة مع وجود المكيفات العادية كثيرة الهدير قليلة التبريد.
5 في اوقات الحر ومع ضعف صيانة المكيفات او انعدامها يصبح الفصل مخنوقا ويظل كل من المعلم والطلبة يتململون انتظارا لصافرة الخروج.
6 جو الفصل الدراسي المزدحم بالطلاب جو غير صحي بسبب اختلاط الانفاس والابخرة الضارة والمؤذية.
ويخلص الاخ حسن الى القول بأنه مهما كانت مهارات المعلم التعليمية وامكاناته النفسية والعقلية فان الاعداد الكبيرة في الفصل الواحد تعوقه عن تنفيذ مهمته على الوجه المطلوب هذا من جهة المعلم اما الطلبة واولياء أمورهم فإنهم صاروا يبحثون عن المدارس ذات الاعداد القليلة من الطلبة او الدراسة على حسابهم الخاص,وأجدني أشاطر الأخ حسن وجهة نظره وأدعو بدوري المسؤولين إلى إعادة النظر في هذا التنظيم نفعا لابنائنا الطلبة وتحبيبا لهم في الدراسة والاقبال عليها ومساعدة للاخوة المعلمين في اداء مهمتهم على خير ما يرام وألا يدفعنا الحرص على تقليل التكاليف الى التقصير في توفير الضروريات كما هو حاصل الآن في محافظة الرس التي شحت عليها ادارة تعليم البنين ببعض احتياجاتها الضرورية من المدارس حيث لا يوجد في المدينة حاليا سوى مدرستين ثانويتين من جملة اربع مدارس كان يفترض وجودها مقارنة بوجود خمس ثانويات للبنات كذلك لا يوجد سوى خمس متوسطات لأن المتوسطة السادسة التي استأجرتها ادارة التعليم في بداية العام الدراسي لم تفتتح حتى الآن وهناك الكثير من الاحياء المحرومة حتى من المدارس الابتدائية كحي الشفا وحي الجندل ولا يقتصر هذا النقص في المدارس على احياء المدينة فحسب بل تعداها الى القرى التابعة للادارة واخص بالذكر بلدة الفضيا التي انقطع بعض ابنائها عن مواصلة دراستهم بسبب عدم وجود مدرسة ثانوية لديهم ومعروف ما يترتب على انقطاع الشباب عن الدراسة من اضرار بمستقبلهم واضرار بالمجتمع الذي يتسكعون فيه واستمرار بقائهم عالة على اسرهم وزيادة اعباء الحياة على هذه الاسر.
ولا أدري لماذا يرضى المسؤولون في ادارة التعليم بان ينقطع ابناؤنا في بعض القرى عن مواصلة دراستهم بسبب نقص المدارس ونرضى ان يترك بعض ابنائنا الدراسة في بعض مدارس المدينة التي يزدحم فيها الطلبة للدراسة خارج المحافظة او على حسابهم الخاص بحثا عن الجو الدراسي المناسب بل لا ادري لماذا يلتزم المسؤولون في مقام الوزارة الصمت وكأن الأمر مجرد مشكلة بين المواطنين وادارة التعليم,ارجو ان يعيد المسؤولون في مقام الوزارة النظر في قضية حشر الطلبة في الفصول الدراسية بصفة عامة وفي مدارس الرس بصفة خاصة وان يتوسعوا في إنشاء المدارس كما تفعل رئاسة تعليم البنات التي لا تفعل ذلك على حسابها الخاص ولكن على حساب الدولة التي اعطت ولا تزال تعطي للوطن والمواطنين كل ما تملك عبر مختلف قنوات البذل والعطاء.
محمد الحزاب الغفيلي
محافظة الرس
|
|
|
|
|