| عزيزتـي الجزيرة
عزيزتي الجزيرة,.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد,.
كتبت الاخت الكاتبة القديرة الدكتورة خيرية ابراهيم السقاف في عدد الجزيرة رقم 10309 وتاريخ 23 من رمضان 1421ه ومن خلال زاويتها اليومية لما هو آت حول النفس, وواضح من مجمل ماكتبته الاخت الدكتورة انها تتحدث حول النفس البشرية وطبيعتها وما يتخللها من أمور وأحداث ومعطيات شتى وما تحاول ان تتوق اليه هذه النفس، ولقد كتبت حول هذا الموضوع بإسهاب، وأحببت ان أضيف على ما كتبته الاخت العزيزة بما في جعبتي المتواضعة حول ذلك، وأقول مستعينة بالله ان النفس البشرية والخوض أو حتى الحديث عن النفس قد يأخذ منا الكثير والكثير من الوقت بل حتى ولو كتبنا مطويات ومجلدات لا نفي بحق هذا الموضوع المتشعب الجوانب، ولاشك ان الانسان مخلوق من نفس واحدة قال تعالى ونفس وما سواها، فألهمها فجورها وتقواها الآية، والنفس البشرية ضعيفة دائما خاصة امام الأهواء، والتي تزج وتلعب بالنفس البشرية كما تلعب الرياح العاصفة بالاشجار والأغصان، وتتلاطم بها الرياح العاتية شرقا وغربا، وهكذا ان لم تكن هذه النفس مؤمنة بربها طائعة له راضية مرضية، فان لم تكن كذلك فإنها سوف تكون أسيرة لتلك الأهواء والملذات وحب الدنيا والذات.
لذلك قال تعالى بل الانسان على نفسه بصيرة ولو ألقى معاذيره الآية، فالانسان مهما تعذر عن أهوائه وأخطائه وأهواء نفسه خاصة فإنه في نهاية المطاف هو الملوم والمحاسب على ذلك التفريط والندم على ما فات وعلى ما قام به من أعمال وخاصة اذا كانت هذه الاعمال محرمة لا سمح الله.
قال تعالى: فألهمها فجورها وتقواها الآية، أي ان الله تعالى قد بين للانسان الخير والشر، فعندما تتغلب التقوى ومخافة الله في السر والعلن على الفجور الشر وتبعاته يكون بذلك الانسان الجدير بالعيش والحياة، وفي آية اخرى يقول عز وجل إن النفس لأمارة بالسوء الا ما رحم ربي فالانسان عندما يكون قلبه معلقا بحب الله وطاعته عن طريق اتباع اوامره واجتناب نواهيه ينزل عليه الرحمة التي تعصمه وتنجيه من كل خطأ او معصية، ولا احد يشك ان الله تعالى قد اودع في النفس البشرية غرائز يجب ان تكون عند حدود ما امر الله به وان تقف وتنتهي عند حدود ما امر الله تعالى به.
وبذلك تكون هذه النفس طاهرة نقية زكية من جميع الشوائب قال تعالى يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي الى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي .
ايضا الله سبحانه وتعالى لم يودع سره لأحد من خلقه في الرزق والمحيا والممات قال تعالى وما تدري نفس ماذا تكسب غدا وما تدري نفس بأي ارض تموت وهذه حكمة ورحمة منه على عباده، وبما ان النفس أمارة بالسوء كما في الآية السابقة فانه يجب على الانسان المسلم ان يدعو ويطلب من ربه ان ينجيه ويعصمه من شرور نفسه وشرور الآخرين، وذلك عن طريق الأدعية المأثورة عن الرسول صلى الله عليه وسلم وببعض الآيات الكريمات التي تحفظ الانسان وتحصنه من شر نفسه وشر غيره من الناس, والله الهادي الى سواء السبيل,.
والسلام عليكم ورحمة الله.
رهف الحزيم
سكاكا
|
|
|
|
|