| شرفات
المزودة: من الادوات التراثية القديمة التي كانت في الماضي, وهي تندرج ضمن المنسوجات التراثية الصوفية القديمة المنتجة بواسطة فن (السدو) وحرفة المزودة تندرج ضمن الحرف النسائية القديمة في البادية.
وقد كان للمزودة شأن في الماضي أثناء الاسفار على الابل وقد استمرت الى وقت قريب في بداية عصر معرفتنا للسيارات ثم انقرضت المزودة وحلت بدلا عنها الصناديق الحديدية التي كانت تعمل محليا من صفائح البراميل القوية, ثم انتهت الصناديق وحلت بدلا عنها الحقائب المعاصرة المختلفة الاحجام والاشكال والاثمان والخامات وذلك لتتلاءم وزمن الكونكورد والبوينج بعد ان اصبح العالم قرية صغيرة كما يقولون او حيا صغيرا من احياء المدينة الواحدة كما اقول, والمزودة عبارة عن كيس ينسج من الصوف الملون محليا كالأسود والأحمر وفق زخارف جميلة من البيئة كالمثلث والمستقيم والمتعرج وهذه الاشكال الزخرفية ذات مسميات محلية متعارف عليها بين اجدادنا وجداتنا وقد أتيت على ذكر بعض هذه الاسماء ضمن التعريف بالساحة من المفروشات القديمة المنسوجة بواسطة فن (السدو) اليدوي كما سبق وذكرت, وهناك أيضاً نوع من المزاود التي تبطن على استدارة فوهتها بالجلد ثم تقفل بواسطة عراوٍ من الحبل المجدول بحيث تدخل العروة في الاخرى ثم تقفل في العروة الاخيرة بواسطة القفل ويسمون هذا النوع من المزاود (مقفلة) وذلك للمحافظة على ما بداخلها.
والمزودة هذه مثلها للمسافر مثل الحقيبة في وقتنا الحاضر وذلك ليحفظ الشخص مستلزماته بداخلها الخاصة والثمينة كالنقود والملابس وما هو بنحو ذلك من متاعه الشخصي المهم,, وردت في شعر الرضي بقوله:
وتمكننا من مائها كلُّ مزنةٍ
وتمنعنا فضل السحاب المزاود |
وجاء في شرحها بأن المزاود، الواحدة مزادة ما يوضع فيه الماء والزاد,وفي المثل الشعبي نقول: حجت المزاود للأمر او للفعل يقوم به شخص ترى انه دونه, اي: بصورة أدق يعبر به العامة للسخرية والاحتقار,ووردت في شعر صرّ درّ على انها المزادة وهي وعاء خاص بالماء وفي ذلك يقول:
لي في بطون اليعملات مزادةٌ
تروي اذا غدرا لغدير الظامي |
واليعملات هنا هي الابل ووردت في موضع آخر لصرّ درّ على انها المزاد بقوله:
لم يستطع اطفاءها
دمع كما انخرق المزاد |
وزاد عليها الشارح بأن قال المزاد: وعاء يوضع فيه التمر وغير ذلك كثير، واوردت هذه الاشارات المتواضعة للفائدة العلمية, (انظرالصورة).
هذا ما تيسر لي من معلومات وانا أوثق لهذه الاداة التراثية الشعبية القديمة (المزودة) واحدة المزاود، حقائب سفر اجدادنا ايام اسفارهم في الماضي على اكوار الابل, رحم الله من مات منهم ومتع من بقي منهم بالصحة والحياة المباركة والعمل الصالح، إنه سميع مجيب.
* ص,ب 31187الرياض 11497 .
|
|
|
|
|