| شرفات
في الوقت الذي نشرت فيه الغارديان الاسبوعية حكاية طبيب كندي يتاجر بالأعضاء البشرية المستأصلة من مئات الأطفال المرضى في مشفى آلدرهاي , حيث تدعو كندا إلى اعتقال ومحاكمة من يسمى طبيب الأعضاء نجد على صعيد آخر مجلة البحث تنشر مقالاً آخر يتحدث عن استخدام عوامل النمو في تخليق قطع غيار للجسم الانساني، مما يطرح أمامنا السؤال:
*هل يحد العلم من انتشار هذه التجارة في السوق السوداء؟ نأمل ذلك، وبانتظار حدوث المعجزة، تابعوا معنا هذه التفاصيل:
ادعى طبيب كندي يشغل منصب مستشار في علم الأمراض ومتهم في قضية أخذ أعضاء من مئات الأطفال المرضى في مشفى آلدرهاي في مدينة ليفربول الانكليزية، بأن الأعضاء المستأصلة من اثنين على الاقل من الأطفال المعنيين كانت لأطفال مجهولي الهوية وقد تم العثور عليهم في بيت كندي خاص بمشردي الحروب وبهذا تعتبر ملكاً خاصاً له شخصياً كونها ضُمت لأملاكه هناك.
ان البرفسور ديك فان فالنرن وهو خبير في علم أمراض الأطفال والذي استطاع الهروب إلى كندا بعد أن أصدرت شرطة نوث سكونيا وهي مقاطعة انكليزية، أمراً بالقبض عليه، قد اعتبر ان انتقاله إلى كندا عبارة عن سوء تفاهم وأصر ان الأعضاء قد أُعطيت له من قبل أهل الأطفال الذين عرفت هويتهم,ولقد قال الطبيب ان النسج التي أجرى تجاربه عليها هي ليست نسج من أعضاء بشرية لأطفال أحياء أو أموات، كما ادعته الشرطة، بل هي عبارة عن نسج مأخوذة من أعضاء ثور ميت والتي تم استئصالها من قبل الجراحين البيطريين كجزء من إجراء روتيني ضمن العمليات الجراحية المجراة في مكان آخر غير بريطانيا .
وأما عن النسج التي أثبت انها بشرية فقد علق الطبيب بقوله: لقد تم أخذ خزعة من النسيج الحي لبعض الأطفال بناء على طلب الوالدين من أجل استخدامها في الفحوصات التي تتطلب إجراء بحث طبي أو استشارة طبية من نوع خاص من أجل التيقن فيما إذا كان أولادهم يحملون مرضا معينا أم لا، (الشيء الذي اكتشف من قبلي مسبقاً) كما أكد الطبيب,ان البرفسور فان فالنرن الذي ترك بريطانيا عام 1995 هو العنصر الأساسي المتهم في ثلاثة تحقيقات حول كيفية استئصال اعضاء ما يقارب ال 800 طفل من دون الموافقة المطلوب إعطاؤها من قبل الأهل, وإن الأبحاث الأخيرة قد أرعبت الأهل في ليفربول، واحدة من أفقر المدن البريطانية، والذين أجبر معظمهم على إقامة جنازات أخرى لأولادهم لحقيقة كونهم دفنوا بدون اعضائهم الرئيسية ولقد عمل قسم التحقيق الخاص في مشفى آلدرهاي ومن جراء الضغط المتصاعد من قبل الأهالي المفجوعين مرتين على متابعة الحالة بشكل دقيق حتى حصل على نتيجة مفادها ان اعضاء هؤلاء الأطفال ربما تكون في كندا,,,ولقد أكدت السلطات الكندية ان المسألة ربما تتطلب ستة أشهر من الفحوصات الدقيقة قبل ان يتم التأكد بأن النسج في الاعضاء الموجودة لديها تتطابق وتلك الخاصة بالأطفال البريطانيين، أما ما أذهل الجميع فهو الاكتشاف الذي قام به العاملون في احد بيوت مشردي الحرب في كندا في مدينة دورت ماوث والذين تحرّوا عن ما يدعيه الطبيب على كونه واحدا من ممتلكاته، وبعد طلب الإذن المباشر من المجلس الطبي الأعلى فقد وجدوا الطبيب مذنباً بما يدعى التصرف غير المهني أو الأخلاقي عندما كان يعمل في ترينيداد قبل العودة إلى بريطانيا، وهكذا تم إدانته وفقاً للقانون الجنائي الكندي بما سمته الحكومة العليا ب التحقير المتعمد لبقايا بشرية والذي من المحتمل أن يقضي وفقاً له ما يقارب الخمس سنوات في السجن.
**على صعيد آخر نشرت البحث مقالاً آخر، عن استخدام عوامل النمو في تخليق قطع غيار للجسم البشري، جاء فيه مايلي:
لقد أتاح اكتشاف عوامل النمو للعلماء التحكم بتكاثر الخلايا المزروعة وتمايزها وقديماً كان الهدف من استخدامها هو تشكيل أنسجة حية اصطناعياً لكن الباحثين اليوم يطمحون إلى تخليق أعضاء كاملة بمساعدتها,ويوضح علماء الأحياء ان التقانات الحيوية التي اتبعت قديماً كانت تتمحور حول تشكيل نسج حية كاملة ومن مختلف الأنواع انطلاقاً من خلايا مستخلصة منها وبعد زرعها في وسط اصطناعي ملائم، وكان أول من اكتشف عامل نمو الجذعات الليفية F.GF هو الباحث /دينس كوسبودارويز/,ومنذ ذلك الاكتشاف تم الكشف عن وجود سبعة أشكال لهذا العامل، وتبين للباحثين ان لطائفة عامل نمو الخلايا العصبية NGF التي استحقت مكتشفتها /ريتا ليفيمونتالسيني/ جائزة نوبل سنة 1986م أشكال كثيرة أيضاً يصل عددها إلى نحو سبعة,وتتالت الاكتشافات بعد هذين الاكتشافين فاكتشف العديد من طوائف الجزيئات الأخرى مثل / IGF. EGF انترلوكين/ وفي غضون عشرين سنة ازداد عدد عوامل النمو المكتشفة وتزامن ذلك مع زيادة في أهميتها إذ تبين للباحثين أنها تتدخل في عدد كبير من العمليات الفيزيولوجية في الجسم فهي تتحكم في تكاثر الخلايا وتمايزها وتشكل هاتان العمليتان جوهر التطور الجنيني لمختلف الأجسام الحية، كما تساهم في تجديد أنسجة الجسم لاسيما في حال تعرضها للتلف وفي تنظيم الاستجابة المناعية وتكاثر الخلايا العصبية وبقائها على قيد الحياة,وقد اعتبر اكتشاف هذه الجزيئات المذهلة ثورة حقيقية في تقانات زرع الخلايا حيث بات من الممكن بفضلها زرع معظم أنواع الخلايا المعروفة كما بات بالإمكان الحصول على نسج كاملة بسيطة كالظهارة التي هي نسيج مكون من عدة طبقات من الخلايا يغطي الجسم أو يبطن التجاويف الداخلية,وأصبح بمقدور العلماء جعل هذه النسج تنمو في المختبر، ففي مرحلة أولى تم الاعتماد على عامل النمو FGF للحصول على طبقة احادية من الخلايا البطانية الوعائية/ المبطنة للأوعية الدموية كما تمت الاستفادة منه في دراسة التصلب الشرياني ومعرفة أسبابه الحقيقية باجراء التجارب على بطانات أوعية دموية اصطناعية,وتوجه العلماء فيما بعد إلى استكشاف تطبيقات الزرع على الشبكية التي تشكل الوجه الأمامي نصف الشفاف للعين، وكانت النتائج واعدة، والشبكية كما هو معروف مؤلفة من ثلاث طبقات هي الظهارة والسداة الستروما والغشاء المبطن.
لقد بينت التجارب أن عامل النمو FGF يتيح الحصول على طبقة أحادية من الخلايا المبطنة للقرنية وبعد ذلك تمكن فريق طبي أمريكي من زرع قرنية مؤلفة من ثلاث طبقات موضعة فوق بعضها البعض، وعلى الرغم من أن هذه الشبكية لم تكن صالحة للزرع في جسم الإنسان فقد قدمت للباحثين نموذجاً صيدلياً ممتازاً لتجريب عدد كبير من المستحضرات الصيدلانية.
وساعدت هذه الشبكية شركة /بروكتروغامبل/ التي ساهمت في تمويل التجارب في الحد من تجاربها على الحيوان فقد تحولت إلى التجريب عليها متجنبة بذلك المتاعب التي كانت تتعرض لها من قبل الناشطين في الدفاع عن الحيوان.
أما فيما يتعلق بأمراض سطح العين التي غالباً ماتكون عمليات الزرع فيها مخيبة للآمال فقد ابتكر العلماء مقاربة جديدة تقوم على تنشيط نمو الخلايا موضعياً, وينبغي لتطبيق هذه المقاربة استخدام خلايا أصل قادرة على اعطاء خلايا بنات جديدة لترميم الشبكية المتضررة على امتداد حياة الانسان.
وقد اكتشف هذه الخلايا الباحث /دينس/ لكنه عبر عن خيبة أمله كون قدراتها في الترميم محدودة عند الرئيسات كما ان عددها القليل يمكن ان يحول دون الاستفادة منها في تطبيقات علاجية.
لكن جهود الباحثين أثمرت عند تذليل معظم هذه العقبات ففي العام الماضي جرت أول عملية زرع خلايا أصل ناجحة في القرنية وقد أجريت بعدها عمليات كثيرة مماثلة لمرضى يعانون من تلف وراثي، وساعد تكاثر الخلايا الذي تم تنشيطه في الجسم الحي باستخدام عوامل النمو في تحقيق زيادة هامة في الحدة الإبصارية عند المرضى,ونتساءل أخيراً هل يستطيع العلماء في المستقبل تخليق عيون كاملة؟ عند هذه النقطة يجمع الخيال العلمي والبحث البيولوجي البدائي والمجموعات الصيدلانية على ما يسميه الأنغلو ساكسون الهندسة النسيجية وفي العام الماضي قام باحثون من هارفارد بزرع مثانة لكلب وقد تم فيها الحصول على هذه المثانة اصطناعياً بمساعدة عوامل النمو وبذلك تحول العلماء لأول مرة من إنتاج خلايا الى تخليق أعضاء كاملة فهل يكملون المشوار ويحققون حلم إنشاء بنك للأعضاء البشرية!!.
|
|
|
|
|