| مقـالات
من منكم يتذكر قصة (عبدالفتاح؟)، صاحب الغنم الذي كذب على قومه مراراً وتكراراً مستنجداً بهم على الذئب، ومع ذلك استطاع الذئب فيما بعد أن يغير على غنمه ويفتك بها أيما فتك؟ أين كان قوم عبدالفتاح من عبدالفتاح، ولماذا لم ينقذوا غنمه هذه المرة؟ لعلك تتذكر من خلال القصة أن عبدالفتاح استنفد ما له من مصداقية لدى قومه وذلك حين كرر عليهم كذباً صيحات الاستنجاد من الذئب، وحينها لم يعودوا يصدقونه حتى والذئب يرتع ويعيث قتلا بغنمه! إن الحق في الحقيقة مع قوم عبدالفتاح لأن الأمر إذا زاد عن حده، انقلب إلى ضده! ، مما يفرض علينا ألا نكون كعبدالفتاح فنستهلك (ما لدينا) من أفكار حتى العدم, إن السكر رغم حلاوته يحوله استهلاكه الزائد عن حده إلى مرض قاتل، بل إن الماء (يبهت!) الإنسان إلى حد الغرق، بل (يشرقه) وعلى غرار قول الشاعر: والماء يشرق في الزلال البارد , إذاً فالأفكار (مثل السكر والماء تماما!) يقتلها العبُّ منها ترفاً واستهلاكاً ووعيداً وتوعداً وترديداً بمناسبة وغير مناسبة، مما يهدر قيمتها إلى حد الامتهان، ويستنسخ من جمالها قبحاً، ويفرغها من مضامينها الجميلة,.
,,, لكل مقام مقال : فالاسراف في كل شيء يقود إلى الجفاف في كل شيء فالاستخفاف,, في كل الاشياء,,.
|
|
|
|
|