| مقـالات
يقصد بالملخصات المدرسية هنا أن يقوم المعلم أو المعلمة في المرحلة الابتدائية او المتوسطة بالذات بتلخيص المقرر في صفحات قليلة يوجزها بأسلوبه إما في صفحات مختصرة أو في هيئة أسئلة وأجوبة أو بوضع خطوط تحت ما يريده من المقرر أو بين أقواس ثم يحذف من المقرر ما عدا ذلك في كل الأحوال ويطلب منهم حتى عدم قراءته باعتباره محذوفا بالطبع والاقتصار على تلك الوريقات المملاة عليهم أو المصورة بخطه أو المحددة لهم في الكتاب من قبله.
حتىغدت هذه الطريقة ظاهرة بين الطلاب تزاحم فيها الملخصات المقررات وتفيض بها حقائبهم, فما من مقرر الا وله في الغالب ملخص بصورة من الصور, حتى أصبح كثير من الطلاب والطالبات لا يرجع الى المقررات الرسمية ويستذكر دروسه من خلالها وانما يتركها جانبا ويكتفي بهذه الملخصات والمواجيز البديلة.
ان المقررات في التعليم لدينا أعدت من قبل جهات تربوية متخصصة باشراف دقيق وتوجيه هادف روعي فيه كل الشروط التربوية الملائمة للمرحلة المقررة فيها وبذلت جهود ومراجعات كثيرة وتضمنت الحد الملائم من المعلومات الذي ينبغي ان يتعلمه الطالب في هذه المرحلة أو تلك من خلال مقرراتها المعتمدة وإذ كانت المقررات أعدت بمثل هذه العناية والاهتمام من قبل جهات تربوية ولجان متخصصة في حقولها ومؤلفين أكفاء في مجالاتها, فلنا ان نتصور كيف تهدر هذه الجهود بسهولة تامة بواسطة الملخصات التي يقوم بها بعض المعلمين أو المعلمات وأثر ذلك على العملية التعليمية ومن ذلك مثلا اختزال المقرر الذي يمثل الحد الأدنى من المعلومات الذي ينبغي على الطالب أن يتعلمه بل إن كل فقرة منه روجعت وصححت بعناية لتلائم سن المتلقي ومستوى تحصيله وفي المقابل تمتلئ الملخصات بالأخطاء الأسلوبية غير الملائمة لعمر الطالب والأخطاء الاملائية نتيجة ضعف الطالب عندما يملي عليه الأستاذ أثناء الحصة ولنا ان نتصور تفشي هذه الظاهرة اذا ما كانت بعدد المقررات والمدارس في المرحلتين الابتدائية والمتوسطة على الأقل وأثرها في ضعف مستوى التحصيل عند الطلاب لسببين مهمين هما:
ان المقرر وهو الوعاء المعرفي والمرجع التحصيلي للطلاب في هذه المراحل ترك الاعتماد عليه واستبداله بالملخصات والمواجيز فنجح الطلاب في استيعابها وليس في المقررات الأصلية عليهم فجاء مستواهم تبعا لمستوى هذه الملخصات وتفاوتوا في ذلك وفقا لتفاوت مستواها من معلم الى آخر أما الطلاب الذين لم يعرفوا تلك الملخصات وحصلوا من مقرراتهم مباشرة فانهم متميزون في مستواهم التعليمي لاسيما اذا ما وفقوا الى معلمين ومعلمات يشرحون لهم هذه المقررات ويثرون مادتها.
أما السبب الثاني ضعف بعض خريجي الجامعات والكليات الأخرى وهو ضعف لا يمكن معه لصاحبه الانفراد بالمقرر وحذف وتلخيص ما يراه فالتلخيص عملية صعبة لها منهج وقواعد محددة سوف يؤدي الى تفاوت حاد بين مستوى طلاب المرحلة الواحدة وربما في المقرر الواحد اذا تعدد معلموه أو معلماته ثم ان عملية التلخيص والايجاز للناشئة عملية ذات جوانب متعددة علمية وتربوية لا يستطيع ان يمارسها كل واحد ولا سيما في مقررات اعدت وركزت بعناية ورعاية من جهات الاختصاص والأمر يحتاج الى دراسة شاملة فالطلاب شغلوا عن مقرراتهم وفاضت حقائبهم بتلك الملخصات التي ظهر بعضها في صورة واجبات منزلية أصبحت مرجعا بديلا عن الكتاب انها ظاهرة جديرة بالدراسة حقا.
|
|
|
|
|