أقضَّ مضجعنا وهالنا الخبرُ
تكاد من هوله الأكباد تَنفَطرُ
يكاد فرط الأسى والحزن يخنقنا
ودمعة الحزن فوق الخد تنهمرُ
يا أمة ثَكِلَت بفقد عالمها
أما لكِ اليوم في مافات معتبرُ
هوى من العلم صرحٌ واختفى قمرٌ
فهل يطيب سُرىً إذ يفقد القمرُ
ذاك الذي عهدت فتواهُ أمتنا
كأنها حين يملي نظمها دُررُ
محمد الصالح الفذُّ الذي رُزئت
بفقده بلدي ومثلها أُخرُ
ابن العثيمين تاجٌ فوق هامتنا
بالعلم والفهم والإدراك يشتهرُ
ابن العثيمين بحرٌ عز ساحله
في كل ناحية من علمه أثرُ
يا شيخ صحوتنا الكبرى ومرشدها
في زمنٍ عمَّ فيه الجهل والخَوَرُ
من ابن سعدي ورثت العلم يا علماً
أفنيت عمرك فيهِ وانقضى العمُرُ
ولابن تيمية في أرضكم قدمٌ
وعند تلميذه ابن القيم الخبرُ
وكلكم وارثٌ للمصطفى خلفٌ
لخير من سبقوا أنعم بهم نفرُ
بمثل منهجكم وعلمكم أبتي
تعطر الكُتبُ والألواح والسيرُ
جاهدت في دعوةٍ للدين في كتُبٍ
وكم شريط به من نهجكم فِكرُ
وكم دحرت عن الإسلام من نفرٍ
رؤوسهم من أباطيلٍ بها دُسرُ
حتى إذا ما خريف العمر حل بكم
وأسقطت عنده أوراقها الشجرُ
عانيت من مرضٍ لعل فيه غداً
كفارة وجميع الذنب يغتفرُ
أعمارنا كتبت من قبل مولدنا
وهذه سُنةٌ في مثلها العِبرُ
لكننا نَذَرُ الأخرى ونرخصها
من أجل دنيا بها الآلام والكدرُ
في كل يوم نواري من أحبتنا
فهل ترانا من الأحداث نعتبرُ