| محليــات
لا أدري لماذا أوغل النَّاس في حب الحياة,, فلهثَ من لهث، وتسابقَ من تسابق كي تزداد أرصدته في البنوك، ويمشي على أرضه وقد فرشها بأوراق النَّقد، وعُمَلِهِ المختلفة,,
ومن أجل هذه الشهيِّة وسدِّ نهمها,, وإلقامها ما لذَّ وطاب,, فلقد نسي كيف يصل,, وأصبحت نظرية الغاية تبرر الوسيلة ,, هي أقصر الطرق وهي أحبها وإن كان لها ما يشوبها,.
من ضمن وسائل الغايات آنفة الذكر,, لجأ الناس إلى التجارة الرابحة في حدود غاياتهم إلى كل ما يبرق ويجذب مهما تفاوتت نتائجه من خسائر على الآخرين,, وأول هذه الوسائل الألعاب النارية التي انتشرت وبشكل مخيف ومحيِّر ومذهل، بين الكبار والصغار,,، ولعلَّ نتائج استخدامها بعد ما أشير إليه في الصحف، وعاشه الناس في الحارات والشوارع وأماكن الفسح والشواطىء والبراري في أثناء فترة عيد الفطر، خير ما يؤكد النتائج المتناقضة على صعيدي التاجر والمستهلك,, فالتاجر غالى في الأسعار ولوَّن ونوَّع في الأنماط النارية للألعاب على اختلافها شكلاً وسرعة ودويَّاً وخطورةً وسعراً، والمستهلك تمتَّع أبناؤه متعةً وقتيةً مع خسارتي الجيب ، و(أولئك) الواقع عليهم أثر هذه الألعاب من الناس,,، والوقائع تؤكد أن كثيراً من الناس فقد أبناؤهم أعينهم، ومنهم من تأثر جزء من جسده كقدمه أو يده أو صدره بأثر تعرُّضه لمروق صاروخٍ ناريٍّ عابث، أو توهج ناريٍّ عابر,,، ناهيك عن الكبار الذين قُضَّت مضاجعهم وجافى عيونهم النوم، أو المرضى الذين رجفت قلوبهم في صدورهم، أو الأمهات الهلِعات من هذه الألعاب المراقبات بحذر أبناءهن فلا نوم ولا راحة ولا متعة بعيدٍ أو عبادة أو عمل.
والأمر لا مبالغة فيه، فلقد شدَّ الانتباه وأثار التساؤل: كيف تُباع مثل هذه الألعاب وعلى هذا المستوى على الشواطىء وفي الشوارع وفي كل مكان؟ ومن الذي تولى تزويد السوق التجارية بها على هذا الاتساع وعلى هذه الشاكلة دون ضوابط ودون روادع؟
لا أنسى أن هناك من يوقف العربات كي يروِّج لبيعها عند المحطات في الطرق الطويلة بين مكة وجدة مثلاً أو بين الرياض والثمامة مثلاً,.
لقد تحولت المناظر الطبيعية في العيد على شواطىء الخليج أو الأحمر جوقة صواريخ نارية وإشعاعات مزعجة وتلوث بيئي أثَّر كثيراً على من كان قد رصد لمتعته قيمة إيجار الشاليهات أو الكبائن أو حتى الاستراحات والمزارع أو طاف يجوب أماكن اللعب والفسحة والمتعة فلاحقه جهلة الناس بفرحاتهم الغبيَّة الموغلة في قصور إدراك لأبعاد التأثير في قناعات الناس بكيف يفرحون ,,,,,ذلك لأن الفرح أيضاً أحد وسائل التعبير عن مستوى وعي الفرد والجماعة، فكيف لا نوظِّف أفراحنا فيما يؤكد الوعي برفض ما يجب رفضه، وبإباحة ما يجوز إباحته؟!.
إن التُّجار الذين هم وراء استيراد هذه الألعاب بحاجة إلى وقفة عقاب صارم من قبل المسؤولين كي لا تتحول الأفراح إلى مآتم على اختلاف مستوى المآتم,.
وكي لا تُستغل هذه الوسائل في دخول سلوكات جديدة لمجتمعنا لعلَّ من أمثالها الشغب العفوي أو المقصود بمثل ما حدث أول أمس عند أسواق اليورومارشيه في الرياض.
لعلَّنا بحاجة إلى انتباه لكل سلوك جديد بدأ يطرأ ويحتاج إلى علاج بعد تحليل قبل أن تكون له روادع خارجية تكون له روادع ذاتية.
ونسعى إلى التفريق بين التجارة الرابحة وبين التجارة ذات المردود المتناقض ونرجح كفة الربح الأبقى والأشمل بين اللاهثين في مجتمعنا.
|
|
|
|
|