أمسٍ حدرت السوق عجل أسيان
والفيت كل الناس بالسوق يبكون
على الفقيد الشيخ موفور الإحسان
اللي رفع للدين راية وقانون
قلت الخبر هل القمر غاب مازان
بعد الكسوف اللي به الخلق يدعون
قالوا قمرنا الشيخ ودع وما بان
والكل من حولك معنى ومحزون
شيخ جليل وطد الدين باركان
ما نشوف مثله بالبرية يخلصون
من نشأته معروف يفتي ببرهان
من مغربه لشرقها الناس يدرون
أحسن إلى ناس تفتش عن احسان
وأشعل لأنوار بها الناس يمشون
ما قط يوم ابتغى عرش وإيوان
ربيع قلبه ينفع اللي يدرسون
كرس حياته للشريعة والإيمان
مشيه بهون والخلايق يهذبون
يمشي بطريق ما امتطى صهوة احصان
وهاله تحفه من أخيار يطلبون
ليله نهاره بالتليفون تعبان
يشرح ويغني للمخاليق مرهون
اسمه يردد بالمفاوز والأوطان
في كل بيت له تلاميذ يقرون
طودٍ كبير مشبه طود ثهلان
في رفعة المقدار للعلم مركون
ينهل من اعلومه ضعيف وعطشان
من كل قطر جوا إلى العد يروون
قلت انتقل للحق حبر وحنان
في ذمة الله والمخاليق يفنون
علينا نرضى ما نعارض ولو كان
فينا من اللوعات ما صاب ذا النون
وحنا على دربه ولا تنفع أعوان
إذا لفا بالحق مرسل وما مون
أيامنا هذي دقايق بها أحزان
والظافر اللي ما يشابه لقارون
يبذل من المعروف ما دام ريان
ويكثر من الأعمال يلقى بها العون
فرصة عمر من يهتبلها لقى إحسان
ومن لا عمل فيها يسعر بكانون
عسى جنان الخلد للشيخ مسكان
مع مسلمين وطيبين يشكرون
ثواب ما شيد وقدم للأوطان
وثواب ما صابه من البأس والهون
ولكم العزا يا صابرين بإيمان
ولنا الرجا بخالفين يحسنون
هذي هي الدنيا تفاجى بالأحزان
والظافرين الله وصفهم يصبرون