| متابعة
ما نكتبه هذه الأيام في رثاء شيخنا الراحل وما كتبناه من قبل في رثاء من سبقه من أئمة ديننا وولاة أمورنا وأهل الفضل فينا لا نغلو فيه ولا نقول على ربنا الا الحق, لا نبتدع بل نتبع ما ورد في مشروعية ذكر محاسن موتانا.
لقد قيل الكثير والكثير جدا في رثاء فقيد الأمة العالم الرباني الشيخ محمد بن صالح العثيمين حتى لقد أحصيت في جريدة الجزيرة وحدها ما يقرب من 1000 كلمة رثاء لفضيلته يرحمه الله حتى اعداد هذه السطور ولا أجدني بقادر أن أزيد شيئا على ما ذكر عن علمه وزهده وخصاله الحميدة ولكنني لن اعجز عن ان اوصي نفسي وأوصي إخواني بأن يكثروا من الاستغفار له والترحم عليه وأن يسألوا الله الكريم الذي منَّ عليه برفعة درجته في حياته ووهبه كل هذه المحبة والقبول لدى عامة الناس وخاصتهم أن يمنّ عليه بالرضا والقبول في الملأ الأعلى وان يرفع درجته في عليين.
ولو حاولنا ان نحصر ما قيل في رثاء فضيلته في كل وسائل الاعلام وفي خطب الجمع التي بكى لها جموع المصلين لاحتاج تدوينه الى عشرات المجلدات ليبلغ رقماً قياسياً عالمياً يمكن ضمه الى موسوعة العالم الشهير موسوعة غينيس فيا له من اهتمام شعبي وإكبار رسمي قل ان يحظى بمثله أي نجم من نجوم العالم ورموزه الذين ملأوا الدنيا وشغلوا الناس, وأجدها مناسبة لتذكير كل الباحثين عن الشهرة والنجومية, اذكرهم بفضل العلم والإخلاص في العمل والنصح للامة وكيف ان النجومية والشهرة ليست فقط في الكرة أو الطرب أو الثراء وجمع المليارات او في الوصول الى أعلى المناصب ولكنها تكون أيضاً في تقوى الله والفقه في الدين الذي يوصل صابه الى مكانة تتضاءل أمامها كل اشكال الشهرة والنجومية، كما اذكر بصفة خاصة طلبة العلم الشرعي بأن يقتفوا طريقة هذا الامام الفذ في العلم والتعلم وبسط نفسه للناس، ونصحه لولاة الأمر والدعاء لهم وتمسكه الشديد بمبدأ سد الذرائع ومبدأ تقديم درء المفاسد على جلب المصالح وغيرها من خصائص نهجه السليم الذي حاز به رضا الجميع حاكمين ومحكومين, سائلا الله ان يبارك فيمن يخلفه في مسجده وفي دروسه وفي أعماله الخيرية حتى لا تنقطع كما أسأله تعالى ان يوفق ولاة أمرنا يحفظهم الله الى ان يستوصوا خيرا بذريته وبالبلدة الطيبة التي انجبته وأنجبت مشايخه من قبله وانجبت ولا تزال تنجب اجواد الرجال في كل مجال.
محمد الحزاب الغفيلي
محافظة الرس
|
|
|
|
|