** عندما تجلس في أوساط مجموعة من المنظرين,, وبالذات متى كان أحدهم أو بعضهم,, قادماً من أمريكا أو الغرب عموماً بعد أن أخذ نصيبه من العلم,, فإنك ستسمع تنظيراً يستحيل أن توافقه عليها.
** يقول إحدهم قبل سنوات إن الطريقة التقليدية للقراءة قراءة الصحف والكتب والمطبوعات عموماً ستنتهي خلال سنة أو سنتين,, وستتوقف المطابع,, سواء مطابع الكتب أو الصحف والمجلات,, وسيتجه الناس للكمبيوتر,, ليجدوا فيه بغيتهم,, فالكتب والأخبار والمقالات والنشر موجود في الانترنت وفي الكمبيوتر,, ولن يلتفت أحد للصحف والمجلات,, لأنها أصبحت طريقة تقليدية مستهلكة,.
** ويقول,, إن الصحف والمطبوعات عموماً,, ستتوقف أولاً,, في العالم المتقدم,, ثم ينسحب ذلك على العالم الثاني فالثالث فالرابع وهكذا,.
** وكنا نتطلع إلى إعلان صحف نيويورك تايمز وواشنطن بوست والتايمز والجارديان وما شاكلها,, ننتظر إشهار توقفها أو تحولها القسري إلى الانترنت والغاء البيبر؟!! كما يقول سعادة هذا المتحدث,, غير أن السنوات والأشهر,, مرت دون أن تتوقف صحيفة واحدة,, بل إن الصحف تزداد,, وعدد صفحاتها يزداد,, والمجلات تزداد,, والكتب ودور النشر تتضاعف,, ولم يصدق شيء من حدس أو عدس صاحبنا,, الذي احتفى بالانترنت بطريقة مغايرة,.
** أما برفسور التنظير الآخر,, فكانت شطحته أخطر وأبعد,, عندما تحدث عن اكتشافاتهم في الهندسة الوراثية وعلم الجينات,, وأكد أن هناك ثورة ستحصل في هذا الشأن,, ونقل كلاماً لا أستطيع نقله كله,, لكن سأنقل ما يمكن هضمه ولو أنه عسير الهضم,,!!
** قال,, إن عمر الانسان سيطول من مائة عام الى ألف عام أو أكثر,, ذلك أنهم مع هذه الاكتشافات,, سيكتشفون السبب الرئيسي لضعف وموت الخلايا الجسمية,, وسيكتشفون علاجا لهرم الخلايا,, فتستمر الخلايا حية نشطة,, ويعمر الانسان الى مئات السنين,, وسيعود الانسان الى سابق عهده,, عندما كان معدل عمره,, حوالي الألف سنة أو أكثر,, وسيكون طوله ستين ذراعاً هكذا قال المنظِّر .
** وحقيقة,, لا نستطيع أن نقول شيئاً,, فالأمر بيد الله وحده جلت قدرته,, والأمر بين الكاف والنون = كن فيكون ولا يمكن لأحد أن يعرف شيئاً من ذلك,, غير الخالق وحده.
** ويقول وخذ وخل,, فالحكي ببلاش إن اكتشافاتهم تلك,, ستقضي على كل الأمراض ومسبباتها,, والفيروسات ومضاعفاتها,, ولن يكون هناك سرطان ولا إيدز ولا التهاب كبدي ولا ضغط ولا سكر ولا زكام,, ولا شيء من تلك الأمراض,, لأنهم سيكتشفون مسبباتها ويقضون عليها,, كما سيكتشفون لها دواء ينهي وجودها متى وجدت.
** الحقيقة,, إن مجلس هؤلاء المنظرين,, أشبه بفيلم هندي,, كاتبه أبله,, ومعده للسينما غبي,, ومخرجه متخلف,,
** لقد دخلنا في دوامة طويلة وعريضة من التنظير,, ولن أنسى ذلك اليوم الذي جلست فيه عدة ساعات مع تلك السِّباحين التي لا يمكن أن نقول عنها,, إلا أن الله وحده,, هو العالم بها,, لأنه وحده,, العالم بالمستقبل.
|