| ملحق المحكمة الكبرى
الحمد لله الذي قضى بالحق على الخلق والصلاة والسلام على من أُنزل عليه العدل وحكم بالحق بين الخلق صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه الذين عرفوا الله حق معرفته وقاموا بطاعته وجاهدوا لمرضاته أما بعد: فإن إنشاء المحاكم والدوائر الشرعية من أهم الوسائل للحكم بين الناس بالعدل, فالمكان المناسب يهيئ النفس للفهم والبحث والدرس والأخذ والعطاء وهي أمور لازمة لقضاء عادل صحيح، والقضاء العادل المرتكز على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وعلى القواعد الشرعية الصحيحة المستنبطة من الوحيين الشريفين هو من أهم الركائز والأصول للأمة المسلمة التي همها رضى الله وراحة عباده ولأن القضاء في غاية الأهمية وفي قمة الاهتمام أمر الله به الأنبياء فكانوا يقضون بين الناس فيما اختلفوا فيه يا داود إنا جعلناك خليفة في الأرض فاحكم بين الناس بالحق ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله، إن الذين يضلون عن سبيل الله لهم عذاب شديد بما نسوا يوم الحساب وقال تعالى: وداود وسليمان إذ يحكمان في الحرث إذ نفشت فيه غنم القوم وكنا لحكمهم شاهدين ، وقال تعالى: وان احكم بينهم بما أنزل الله ثم بعد الأنبياء تولاه خلفاؤهم وكان الخلفاء الراشدون والأئمة المهديون يولون القضاء والقضاة وأعوانهم من الاهتمام ما يتمكنون به من أداء هذه المهمة العظيمة وفق ما يريد الله سبحانه من الحق والعدل والشواهد والأدلة لا تحصى كثرة وليس هذا مقام بسطها وإنما المراد هو بيان أن اهتمام حكومتنا الرشيدة بالقضاء إدراكاً منها لمكانته في الدين ولمعرفتها أن القضاء العادل الواضح الصريح أهم وسائل الأمن وهو القاضي على الجريمة والفوضى وهو من أسباب الاستقرار والازدهار الاقتصادي فأصحاب الأموال لا يستثمرونها إلا في بلد واضح في تشريعه عادل وسريع في قضائه، فإذا كان القضاء ضعيفاً أو جائراً في بلد ما هاجرت منه العقول والأموال فتزعزع اقتصاده ونظامه, ولهذا اهتم الملك عبدالعزيز بقضاته ورعاهم رعاية تامة علماً وخلقاً وهيأ لهم الأسباب كلها فكان له ما أراد من أمن الناس وراحتهم واطمأنوا على حقوقهم ثم ورث أبناؤه هذا الاهتمام وطوروه بما يتماشى مع العصر الحديث وخاصة هذا العهد الزاهر عهد خادم الحرمين الشريفين الذي ازدهر فيه كل شيء ونالت المحاكم ودوائر العدل كل ما تريد من المباني والتجهيزات الإدارية والفنية والطاقة البشرية المدربة ولا تزال كل يوم في جديد فهذه مباني محكمة الرياض قد انتهت بعد أن جهزت أعظم تجهيز ووضع فيها كل ما يلزم للقضاء والقضاة وأعوانهم من الإداريين والخبراء والفنيين فكان مبنى شامخاً شاهداً على اهتمام الدولة وعنايتها بالحق والعدل ورغبتها في إيصال الحقوق إلى أهلها في أسرع وقت وأهون وسيلة ثم توجوا هذا العمل العظيم بأمر هام وجسيم وهو افتتاح صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله للمبنى فكان يوم الافتتاح من أيام القضاء والقضاة وسوف يتوافد على العاصمة لهذه المناسبة القضاة ورؤساء المحاكم في المملكة وغيرهم من المهتمين بهذا الأمر ليشهدوا هذه المناسبة المباركة وإني في هذا المقام أدعو الله مخلصاً له في الدعاء أن يحفظ خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز ويمد في عمره ويغمره بالصحة والعافية لقاء ما قدمه لأمة الإسلام من خير في كل مجال كما أسأله أن يحفظ سمو ولي العهد الأمين الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ويجزيه خير الجزاء على أعماله المتواصلة لنصرة الأمة الإسلامية وقضاياها وأسأله أن يحفظ صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز ويجزيه خيراً على خيره للعباد والبلاد كما أسأله سبحانه أن يحفظ صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض ويجزيه الجزاء الأوفى على ما قدمه للمحاكم في الرياض من دعم ومؤازرة وأسأله سبحانه أن يحفظ معالي وزير العدل الشيخ عبدالله بن محمد بن إبراهيم آل الشيخ وأن يجزيه خيراً على عمله الدؤوب في الاعتناء بالدوائر الشرعية واهتمامه بكل العاملين التابعين للوزارة وحرصه على أن تكون دوائر العدل على أفضل وجه إنجازاً وإتقاناً وعلماً وخلقاً، وأسأله سبحانه أن يجزي الخير كل من تقرب إلى الله تعالى بخدمة هذه البلاد التي هي قبلة المسلمين ومهوى أفئدتهم وإليها تشرئب الأعناق للعودة بالمسلمين إلى عزهم وسلطانهم لأن العز فيها بدأ وإليها يعود عجل الله للمسلمين مرادهم وصلى الله على محمد وعلى آله وسلم,
د, صالح بن عبدالرحمن المحيميد
|
|
|
|
|