|
| ملحق المحكمة الكبرى
القضاء ينظم شؤون الحياة ويضبط العلاقة فيما بينها من أعلاها إلى أدناها، والقضاء معيار يشف عن فساد أو صلاح هذا المجتمع او ذاك، أو هذه الدولة أو تلك أو هذه الأمة وسواها ,,,فمتى صلح القضاء في مكان ما كان ذلك أمارة صلاح هذا المكان بشتى شؤونه.
والقضاء على اختلاف تشريعاته وتفاصيل جزئياته يرمي إلى تحقيق غايات نبيلة تكرس القيم الإنسانية من خلال حفظ حقوق الإنسان بالإنصاف والعدل, وقد داعبت هذه القيم مخيلة البشرية منذ بداياتها فانبرى مفكرون وفلاسفة وحكماء يسنون القوانين وفق مرئياتهم ومعطيات عصرهم، فأصابوا وأخطأوا,, فأنزل الله سبحانه وتعالى تشريعاته على الرسل عليهم السلام لينشروها في الأرض في أزمنة وأماكن مختلفة، إلا أن تعاقب الحقب وتواكل البشر على ضعفهم من حيث ظنهم القوة في آرائهم ، وسع الهوة بينهم وبين سداد التشريع الإلهي.
وفي عصرنا الراهن تكاثرت الأمم وتباينت تشريعاتها وكل يرى نفسه الأقرب إلى الحقيقة في حين أن حقيقة واحدة تضمنها آخر التشريعات الإلهية والقرآن الكريم، وسنة آخر نبي مرسل (محمد صلى الله عليه وسلم) ستظل هي المداد إلى أن تقوم الساعة لأنها ليست اجتهادات بشر أو آراء حكيمة تصلح لزمان ومكان ولا تناسب مكاناً وزماناً آخرين.
ومن نعم الله سبحانه وتعالى على هذه البلاد أن كانت المكان الأول لتلقي الشريعة الإسلامية وتطبيقها ولا زالت تحتل الصدارة في هذا الشأن, ومن نعم الله أيضاً أن قيض لهذه البلاد ولاة أمر يأتمرون بشرع الله ويلتزمون بتطبيقه منهجاً وقانون حياة ,, ويلحظ كل من وطىء أرض المملكة آثار تطبيق الشريعة على كل نواحي الحياة ، فمن يسير من أقصى المملكة إلى أقصاها لا يخشى إلا الله آمناً يتمتع بمعطيات حضارية أفرزتها طبيعة القوانين المنبثقة عن شرع الله في شتى نواحي الحياة إدارية واجتماعية واقتصادية وكل تلك المعطيات كانت ثماراً لغراس نما وترعرع في كنف كوادر نزيهة مجتهدة تشربت بصفاء العقيدة وأحكام الشرع، أولئك هم رجال القضاء الذين يُحتفى اليوم بافتتاح صرحهم العملاق(مبنى المحكمة الكبرى) فدائماً تأتي على قدر الكرام المكارم.
عبيد الشحادة
|
|
|
|
|
