| مقـالات
لا توجد دولة عربية واحدة قادرة على حماية نفسها من الآثار السلبية للعولمة، هذه حقيقة وهذه تقودنا إلى السؤال التالي:
كيف سيصبح حال الدول العربية الاقتصادي ازاء التكتلات الاقتصادية العالمية؟
وكيف سيكون في مقدور دول جامعة الدول العربية السيطرة الفاعلة على مواردها الاقتصادية وهي في وضع عالمي ضاغط تمثله الشركات العالمية المختلطة وخلفها دول عالمية في الاقتصاد والارادات السياسية ,,؟
لا يمكن لأي دولة عربية بمفردها مواجهة الاحتواء الاقتصادي بآليات العولمة القادمة الجارفة لمعظم الحدود والخصوصيات القطرية,.
فالعالم مقبل على قلب موازين القوى المتعارف عليها بالقوى العسكرية الى موازين جديدة هي الاقتصاد والمال.
إن الدراسات الاقتصادية الاستراتيجية تكشف أن لا دولة عربية واحدة ضمن الدول التي سوف تقود العالم في القرن الواحد والعشرين فالعالم الجديد هو عالم العولمة الذي لايعترف بالحدود أو الخصوصيات أو المصالح القطرية فأين موقع عالمنا العربي من عالم هذا القرن، الذي يسيطر على التقنية العالمية والشركات التي تدير الاقتصاد العالمي؟!
لقد ارتفعت الأصوات العاقلة التي تطالب الدول العربية بتوحيد الارادات الاقتصادية حتى ولو اختلفت الارادات السياسية ليتشكل منها مجتمعة عملاق اقتصادي في مواجهة العولمة والتكتلات الاقتصادية العالمية لا بهدف مناهضتها وإنما للوقوف كأمة حية قادرة على حماية كياناتها من مؤثرات الابتلاع، والوقوف كعملاق اقتصادي مساو للدول التي بدأت تقود عالم القرن الواحد والعشرين وهي الولايات المتحدة الامريكية، واوروبا، واليابان، واسرائيل والصين مستقبلاً.
الجامعة العربية عبر مجالسها الاقتصادية دعت ومنذ سنوات الدول العربية إلى تنفيذ العديد من الدراسات الاستراتيجية للتكامل الاقتصادي.
لقد كانت الاختلافات السياسية هي معول هدم لمعطيات التكامل الاقتصادي بين الدول العربية.
هذا التنافس والتوترات السياسية غير المبررة دفعت بمعظم الدول العربية إلى التماثل في انشاء الصناعات الاقتصادية مما تعذر معه التكامل الاقتصادي واثر سلباً على اقتصادياتها مجتمعة, حيث لاتصلح احداها لتكون سوقاً للأخرى.
فقد اختفت النظرة الاستراتيجية الشمولية التي تأخذ بمصالح الدول العربية نحو الرقي والتعاون والتكامل الاقتصادي الذي يفضي إلى الخير على شعوب المنطقة.
إن معظم الدول العربية مازالت في دائرة غياب التكامل الاقتصادي العربي حيث اعتلت المصالح القطرية فوق المصالح القومية، ما يجعلها في النهاية خاسرة أمام غول العولمة.
إن المطالبة بالتكامل بين الدول العربية ليست دعوة ضمن نسق الرفاهية وانما هي دعوة مصير ووجود مما ينبغي عليها مجتمعة وفرادى توفير أسس التنمية الشاملة التي تتجاوز الحدود الضيقة والنظرة القاصرة اذا ما ارادت حماية أمنها القومي بمعناه الشامل الإنسان والتراب والموارد وثرواتها الطبيعية والمجسدة لكل حدود السيادة فمن يبدأ وعينه على مستقبل الأجيال,, ووجود الأمة ,,؟!!
والسؤال الأخير: هل مازال في الوقت بقية,,؟!
|
|
|
|
|