بيوتٌ من الأشعار خطت مسارها
تمعنت فيها فافتهمت حوارها
فلا كنتُ للأشعار بالذوق قارئاً
إذا كنتَ عبدالله لست شعارها
كما أنت أحكمت القصيدة أحكمت
عليَّ حياتي بالمآسي حصارها
تُعنّي فؤاداً كلما ضجّ بالأسى
يُسهّد عيني ليس يرعى جوارها
وثغري يراعي ما يُراعي تضايقي
لأوراق ذاتي إذ كشفتُ ستارها
ولي خلدٌ ما انفكّ عن غيه، فقد
رمى الكأس كي تهدي إليه بخارها
تبدَّت له الدنيا كعذراء ناهدٍ
تثنّى دلالاً ثم تُبدي احورارها
تعلّقتُها والعزم درعي وخنجري
وأحسب أني صرتُ جهلاً سوارها
فلما وقفتُ القلب في حبها، أتت
تلمّح لي بالصد تبغي ظهارها!
لمن أشتكي الدنيا؟ وكلٌّ بمقلتي
سيحثو تراباً إن شكوتُ غبارها!
أتعرف من في نجد قبليَ ثاوياً
حرامٌ عليه أن يشم عرارها؟!
سل الغيم عني، من يحاكي بقطره؟
سل الأرض عني من يسير قفارها؟
فلولا سحوبي ما عرفتم قفارها
ولولا دموعي ما عرفتم بحارها!
أأستاذُ، نفسي خانها أملُ الصبا
وجاءت إليك اليوم تشكو انكسارها
أمانيّها نجوى حديثٍ عن الصبا
فهلا حديثاً كي تردّ اعتبارها
فمن مشرط الجرّاح جرّحها الجوى
وجاءت جنود الوجد تجتاح دارها
وكم طغمةٍ جاءت لتُسكت طائري
إذا غرّد الشكوى لتُعلي خوارها
فلا تعذلنّي، خلِّ عذلك للدنى
فقد أركبَت إذ أنزلَتنا حمارها!
فلن أبرح الأشعار أنظم لوعتي
عسى غيمة الأشعار تطفئ نارها
كذاك بأحزاني أحبُّ قصائدي
أرى الحزن واليأس المريح نُضارها!