|
| القرية الالكترونية
لأول مرة في تاريخ الانسانية اصبح الحب فيروسا مدمرا بعد أن دخل في دائرة الاجرام, هذا ما حدث بالفعل إثر انتشار رسالة عبر البريد الالكتروني على مستوى دولي تقول أحبك .
باسم الحب تم تدمير شبكات الكمبيوتر في نحو عشرين دولة من أشهرها وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة واقتحم الفيروس العاطفي الرقيق تماما كما يقتحم فيروس الايدز جسم الانسان شبكة البنتاجون في أمريكا واصاب أيضا شبكة الاستخبارات الأمريكية المركزية وكذلك شبكة مجلس العموم البريطاني ليدمرها ويأتي عليها من الداخل, وباسم الحب تتسرب الرسالة الرقيقة أحبك لتخرب أحدث الاختراعات البشرية في أوج عصر التقنية وازدهار ثورة الاتصالات, وبعد دخول العالم قرنا جديدا أو ألفية ميلادية ثالثة هي في بدايتها حيث القرن الواحد والعشرين في وقت يتطلع فيه العديد من دول المعمورة الى الأمن والأمان والمزيد من العدالة والسلام، من شعوب الأرض التي لا يزال معظمها يرزح تحت مشكلات المخدرات وتلوث البيئة والجفاف والتخلف والحروب الأهلية والمجاعات والكساد والانقسامات ولا يملكون في أحسن أحوالهم غير اللجوء والنداء إلى العالم المتقدم المتحكم في كثير من مقدراتهم ومكتسباتهم.
6 مليارات من الدولارات ضاعت في لمح البصر نتيجة تلقائية سريعة لهذا التخريب العلمي الاجرامي المتعمد تحت عنوان مثير واغراء سافر أحبك لم يتوقع أحد أن يكون الحب يوما سببا في التخريب والحاق الضرر حتى ولوكان الحب كذبا!! لكنها الحقيقة المرة التي أفسدت على الناس حياتهم العصرية الجديد حياة التكنولوجيا والانبهار وأصبحت هاجسا مخيفا.
ويبدو أن مسلسل الحب المدمر سيستمر ولن يتوقف فقد بدأت الحلقة الثانية من هذا المسلسل تحت عنوان جديد ومسمى آخر فيروس عالمي جديد الذي ضرب شبكات أجهزة الكمبيوتر للمرة الثانية ويسبب أضرارا خطيرة لأنظمتها وهو أخطر من الفيروس الأول إلا انه أكثر عدوانية وأكثر اتساعا وأبلغ ضررا كما ان له القدرة على التبدل والتحول مثل كثير من قلوب الأحبة والعاشقين مما يعقد طرق العثور عليه وتدميره ويمكنه ازالة البيانات.
أما الفيروس الثالث فهو السيرة الذاتية القاتلة ويصل هذا الفيروس داخل ملف مرفق بالبريد الالكتروني موجه واذا أقدم مستخدم الجهاز على فتح المرفقات ينتشر كبريد الكتروني لكل عناوين البريد في الجهاز وعندما يغلق المستخدم الوثيقة يمسح الفيروس الملفات المهمة الموجودة في الجهاز وتتلاحق الفيروسات وتسمى بأسماء مختلفة ومن هنا بدأت الشركات المتخصصة في الكمبيوتر تفكر جديا في انتاج برامج مكافحة الفيروسات كما أن معظم الدول التي انتشرت فيها شبكات أجهزة الكمبيوتر ولاسيما في أجهزتها الرسمية والعلمية والبنوك والمصارف والشركات العالمية, بدأت في سعيها الحثيث تستشعر أهمية الحماية من مهددات هذا الفيروس خاصة ان مسلسل الحب المدمر لم يعد مجرد ألعاب تقنية أو حركات صبيانية مراهقة, لكنه أصبح أفعالاً اجرامية متعمدة وجرائم علمية لابد من مواجهتها أولا بأول وابطال مفعولها بأسلوب علمي تجريبي, لأنها أصبحت ضرورية تعتمد عليها المجتمعات المعاصرة في معظم شؤون حياتها العملية والعلمية والميدانية ولنقل وداعا أيها الحب النقي,, فقد مضى عهدك القديم وأصبحنا نستقبل في عصر التقنية بديلا آخر لك، وبديلا يدمر كل المعاني الجميلة والكلمات والبيانات الجميلة عبر شبكات الاتصال الانساني المعاصر ليزداد الانسان حسرة على صفاء ونقاء سنوات وأيام خلت من قبل, فلم يعد ينبهر ولا يفرح لخوفه وتوجسه من هذه المخترعات وهذا يؤكد لنا حقيقة ضافية على كثير من الناس وهي أن الانسان مهما بلغ من العلم ومهما اكتشف من مكتشفات واخترع من مخترعات فعمله يسري عليه النقصان وهذا دليل على عظمة الخالق المنان, دلالة على كمال الخلق لله جل وعلا.
|
|
|
|
|
