| محليــات
مني الصديق العزيز أبو عبدالله محمد العميل، بمصيبة عظيمة فقد فيها ولدين نبيهين تحليا بكريم الصفات وعالي الأخلاق تغمدهما الله برحمته وأسكنهما فسيح جنته، وألهم والديهما وأهلهما واصدقاءهما جميل الصبر، وجعل في عقبهما خير خلف.
إنا لله وانا إليه راجعون , وقد نظمت هذه الأبيات تعبيراً عن عميق الأسى في هذا المصاب الجلل.
عذيرك في البكاء وفي النحيب
وداعك للعزيز وللحبيب
وداعك فلذتي كبد أصيبا
بسهم قاتل شرس مصيب
رمى نجلين قد نجبا وصارا
مثالاً للمهذب والأديب
رمى نجمين قد كملا ضياء
وإشراقاً وسارا للمغيب
أجابا داعي الله امتثالاً
لأمر الله غفار الذنوب |
***
لعمرك إن فقدهما مصاب
يشيب الرأس من قبل المشيب
ويشعل بالفؤاد لهيب نار
يذيب القلب ما أقسى اللهيب
مصابك يا محمد لي مصاب
كما هو للأحبة والقريب |
***
محمد لا ألومك حين تبكي
فخطبك فاق فادحة الخطوب
وخطبك بز قدرة من تحلوا
بصبر المؤمن البر المنيب
مصاب موجع فظ غليظ
وفيه فظاعة الخطب الرهيب
له وقع الأسنة في التراقي
وضرب الرأس في حد القضيب
أتى كرباً لنا أهلاً وصحبا
وكان لنا به أقسى الكروب |
***
فمعذور إذا أسبلت دمعاً
على نجليك في اليوم العصيب
ولكني عرفتك ذا ثبات
وفيك شجاعة الرجل الأريب
فكن للأهل والأحباب رمزاً
يشير لرحمة الله القريب
وقل لهم اصبروا صبراً جميلا
وأوبوا للرحيم المستجيب
ليُعظم أجركم ويكون عوناً
على هذا المقدر والنصيب |
***
وانت ونحن نعلم ان هذا
قضاء الله علام الغيوب
سقى قبريهما ربي سحاباً
لطيفاً في الصباح وفي الغروب
سحائب رحمة ورضاً وعفو
معطرة بريحان وطيب |
|
|
|
|
|