| القوى العاملة
في المبتدأ أود طرح سؤال مفاده من عساه ان يرضي الجميع!؟ واذا افترضنا جدلاً تحقق ذلك فما هي التبعات!؟ في الواقع من الصعوبة بمكان ان لم نقل إنه مستحيل ان يصل الفرد اي فرد لرضا الجميع ولاحتى في الوسط الذي يتفاعل معه باستثناء العلاقات الاسرية وذلك لسبب جوهري وهو وجود الفروق الفردية وعدم تطابق الميول والاتجاهات والمؤكد ان تحقيق رضا الآخرين له تداعياته على الفرد بما يقدمه من تنازلات قد تطال مبادئه وقيمه وربما الشخصية برمتها وأجزم انها مساومة واي مساومة!؟ وتلك نتيجة حتمية لامفر منها ولامحيد عنها ولن اجانب الحقيقة كثيرا اذا قلت ان الامر لايسلم حتى لو كان المرء ناجحاً وعلى مستوى من الخلق والتعامل الحسن و,,, و,,, إلخ، من قائمة المناقب في وسط بيئة صحية اسوياء فقد يوجد من يختلف معه في التوجه او قد يظهر من يغار منه وتدفعه غيرته لعدم الرضا عنه وربما ابعد من ذلك! لست متشائماً ولا مغالياً فتلك طبيعة النفس البشرية ولاسبيل الا الاعتراف بها وتقبلها فرضا الناس غاية لاتدرك والمغزى من ذلك السياق هو مقدمة للدخول في الموضوع.
بعض المديرين بمجرد ان تطأ قدماه الإدارة وربما قبيل ذلك! يكون هاجسه وغايته كسب رضا جميع مرؤوسيه ظناً منه ان هذا التوجيه هو مفتاح المحافظة على مركزه وإطالة امده! الى ذلك يصبح ودون ان يعي اسيراً للكثير من المغالطات والمفارقات ولاعجب فهو من المؤكد والحالة تلك انه قد حابى الموظف المتملق وتعامى عن ذلك المتسيب! لاريب ان ذلك الخنوع وتلك المداراة يعكسان هشاشة تفكير المدير وضعف شخصيته الامر الذي ينعكس سلباً على الادارة فإلى جانب ان تلك التنزهات تبخس حق الموظفين المخلصين نظراً لمساواتهم بتلك الفئة فضلاً انها تقوي شوكة المتسيبين واشباههم وفي اي حال علينا تشخيص الحالة تلك فمن المفيد الإشارة ان هناك نموذجين من المديرين يلعبان ذلك الدور فبالنسبة للاول لايملك الكفاءة الإدارية ولنقلها بصراحة غير مؤهل لأن يكون مديراً!؟ بالطبع ليس المقصود هنا المؤهلات العلمية فهي ما اكثرها عند البعض وما اقل من بركتها! فالمقصود هو رجاحة التفكير واستقامة السلوك، غاية القول: ان هذا المدير يحاول عبثاً ان يخفي مثالبه من خلال إرضاء جميع موظفيه وفي مقدمتهم المتسيبون ونسي ان هناك موظفين اكفاء مخلصين لايرتضون ذلك التعامل المغلوط مهما حاول المدير استمالتهم فهم يرفضون ان يكونوا الغطاء الذي يستر عيوبه!؟ ومهم التذكير هنا انه حتى المتسيبين الذين يطبلون له في قرارة انفسهم لايحترمونه وان كانوا يوهمونه بذلك طعماً في اشباع نوازعهم، فالحقيقة التي يجب ان يدركها الجميع ان اي مدير يهمل او يقصر في اداء الواجب على الوجه المطلوب لايجد من يرضى عنه حتى ذاته!؟ وآخر من المديرين رغم كفاءته الإدارية يلجأ لنفس الاسلوب! وفي اعتقادي انه تنقصه الثقة بالنفس، وإن شئنا مزيداً من المصارحة فهو يفتقر للشجاعة فما دفعه لذلك خوفه من تلك الفئة المتسيبين والذين من المؤكد لايرتضون بل يرفضون مدير عملي ومخلص يضيق عليهم فهم اذا ما احسوا بتهديد لمراكزهم لايتورعون عن افتعال اي شيء لازاحة ذلك المدير فمن غير المستبعد ان يشتكوه للمدير الاعلى منه! متوسلين شتى الذرائع يفترون عليه وذلك مكمن توجس المدير! مطلق الاحوال صحيح ان ذلك ليس بغريب على تلك الفئة من الموظفين ولكن ذلك لايبرر سلوك المدير لسببين اولهما ان السلوك المستقيم والقويم لابد ان يفضي الى نتائج صائبة وقويمة وإن بعد حين، وتلك حقيقة لاتخفى على عاقل والشيء الثاني انه لمن السخف ان يتصور المدير ان المدير الاعلى سوف يتجاوب مع شكوى مرؤوسيه ضده على عواهنها، ودون تحري الحقائق فالطبيعي والمعتاد انه على دراية ومعرفة بسلوك المدير زد على ذلك انه اي المدير الاعلى لا يحتاج لكبير عناء لمعرفة حقيقة الموظفين المشتكين واكتشاف سوء اعمالهم يبقى ان نقول: ان هناك ثمة ثوابت كالمعايير والمبادئ وواجب العمل لايجب التساهل بها او المساومة عليها فالمدير الحصيف الواثق من استقامته ورجاحة تفكيره لايثنيه سلوك نزق هنا ولامتربص هناك.
|
|
|
|
|