|
| القوى العاملة
ليس من الغلو إذا قلت إن فشل العديد من الاجتماعات الإدارية في نظر البعض يعود الى الزمن الذي عقد فيه الاجتماع او حتى عدم اشراك البعض فيه ومن يعتقد ذلك فإن له حظاً قليلاً من الاطلاع والدراية الإدارية.
فشل الاجتماعات الإدارية يعود الى اسباب عديدة وليس لسبب واحد او اثنين كما يعتقد البعض، ويصح لنا ان نقول ان هذا الموضوع المهم تم تناوله من خلال العديد من الدراسات الإدارية المتخصصة التي لا أحسبني اضيف لها جديداً فيما لو تناولت الموضوع من ناحية إدارية بحتة حيث ان من الأولى ان نترك ذلك الى ذوي الاختصاص، الا ان لي بعد هذا كله ملاحظات عابرة أحسبها لا تضيف جديداً لذوي الاختصاص ولكن يبقى البعض منها اضاءات بسيطة او التفاتات حول ما تم تناوله تذكيراً لا تجديداً بل اجتهادات شخصية.
ومن الحق ان نجاح هذا الاجتماع او ذاك يعتمد على تحديد الأهداف بشكل واضح، وتسمية اعضاء الاجتماع الذي يكون لهم دور ملموس في فعالياته، بغض النظر عن المرتبة الوظيفية، ولست انسى ايضاً مكان عقد الاجتماع وزمانه اضافة الى التحضير المسبق للاجتماع بشكل جيد من قبل اللجان او الاجتماعات الاولية او التحضيرية.
كثيرة جداً تلك الاسباب التي أدت الى تأجيل العديد من الاجتماعات او تأجيل بعض الموضوعات المطروحة في الاجتماع نظراً لعدم اتضاح الصورة المطروحة، وكثير من الاجتماعات الإدارية استنزفت الكثير من الوقت وهذا يدلنا على ان اعضاء الاجتماع اضطروا الى مناقشة الموضوعات المدرجة على جدول الأعمال مرة اخرى مما يلغي دور الاجتماعات الأولية السابقة او حتى القائمين على البحث والدراسة والتقصي، ومن الحق ان هذا الإلغاء لم يكن هدفه تناسي الجهود المبذولة بقدر ما هو نتيجة لعدم اسناد الموضوع اساساً لمختص على دراية تامة به وبخلفياته مما يجعل الوقت والجهد المبذول من قبل هؤلاء مجرد اجتهادات اولية لم ترق الى الهدف المطلوب من اعضاء الاجتماع!!
وكثيرة تلك الاجتماعات التي لم نرها كفيلة بتحقيق النتائج المتوخاة نظراً لان من ادارها كان لهم حظ قليل من الخبرة والممارسة والقدرة الإدارية!!
ولعلنا نجزم بالقول انه كثيراً ما يعزى نجاح الاجتماعات الى الكيفية التي يدير بها مدير الاجتماع ذلك التدفق من المعلومات المطروحة على بساط البحث، اضافة الى الاشخاص المشاركين وتوزيع الحوار بشكل يتناسب مع الموضوع المطروح واستمطار الافكار التي تدعم بعض الجوانب وتغيير اتجاه الحوار لصالح الاجتماع وإثارة الأفكار البناءة لإثراء الموضوع المطروح.
وإن كنت لا اضن بالثناء على بعض الذين كثيراً مايتحدثون في الاجتماع ذلك انه يصح القول ان البعض من الاشخاص قد يستغل الاجتماع وسيلة للحديث والتعليق ليس إثراءً للموضوع وانما ليكون في الصورة امام مدير الاجتماع والذي قد لايلتقي به كثيراً الا من خلال الاجتماع فقط!
كما ان هناك البعض ممن يشاركون في الاجتماعات وتكون العبارات والألفاظ الرنانة والاستعانة ببعض الجمل الفكرية وسيلتهم في التغيير دون الدخول في صلب الموضوع او تقديم افكار جديدة ظناً منهم بانهم سيحظون بالمتابعة والاهتمام!
هناك ايضاً ممن يجيبون عن سؤال مطروح اجتهاداً دون اعتمادهم على حقائق ثابتة او ارقام او احصائيات موثقة ليحسب لهم ذلك مشاركة وهناك ايضاً من يحاولون استمالة اعضاء الاجتماع من خلال طرحهم بعض الطرائف او القصص والمواقف حتى لايقول عنهم غيرهم بانهم لم يشاركوا إضافة الى العديد من الأمور التي يضيق المكان بذكرها، وحتى تكون للاجتماع فرصة للنجاح فإن دور رئيس الاجتماع يبقى مهماً في معرفة ذلك، فالاجتماعات الناجحة دائماً ما تعتمد على ماسبق أن أسلفنا إضافة الى رئيس الاجتماع وأسلوبه في إدارة المشاركين والموضوعات المطروحة.
AAMM9@hotmail.com
|
|
|
|
|
