| عزيزتـي الجزيرة
تقيم وزارة العمل والشؤون الاجتماعية ممثلة بوكالة الوزارة للشؤون الاجتماعية خلال الفترة من 19 22 من ذي القعدة 1421ه مهرجاناً خيرياً للايتام يعد الأول من نوعه وذلك تحت شعار معاً لرعايته , ولعل الجميع يدرك ان مشكلة الأيتام في مجتمعنا حتى الآن بحمد الله تعالى ليست كمثلها في البلدان الأخرى لأن الروابط الاجتماعية المستمدة من تعاليم ديننا الإسلامي الحنيف لاتزال قوية ومتماسكة ومتينة، واليتيم يجد من أقربائه العناية والرعاية حتى يستطيع بإذن الله تعالى الاعتماد على نفسه والمساهمة في بناء مجتمعه، لكن الظروف تغيرت والأوضاع الاجتماعية لم تعد كزمن مضى، ولذا كان لابد من التعامل مع الواقع ومحاولة لفت وتذكير الناس ان هناك في المجتمع فئات تعاني من مشكلات وتعقيدات اجتماعية مرشحة للتطور والتعقيد للعمل على تكثيف الوعي في أوساط الأسر إن كفالة اليتيم لاتعني فقط الدعم المادي المطلوب والمهم جداً أيضاً الدعم المعنوي الذي يشعر اليتيم انه لايختلف عن أي شخص آخر سوي يعيش بيننا وفي وسط مجتمعنا.
ان هذا المهرجان المبارك معاً لرعايته يأتي كخطوة متميزة وغير مسبوقة تهدف إلى تعزيز الاتجاه للتكافل الاجتماعي وفتح باب من أبواب كسب المزيد من الأجر والثواب امتثالاً لأحاديث نبوية وردت في الحث على رعاية اليتيم مثل قوله صلى الله عليه وسلم فيما رواه مسلم رحمه الله (انا وكافل اليتيم كهاتين في الجنة وأشار بالسبابة والوسطى).
ان من ضمن الأهداف النبيلة لهذا المهرجان هو تشجيع الأسر على احتضان اليتيم ورعايته والاهتمام به وهذا الاحتضان يعد فرصة عظيمة لتربية اليتيم التربية الطيبة لتكون امتداداً للعمل الصالح، ومن ضمن الأهداف التي حرص عليها المنظمون زيادة عدد الأسر الصديقة والمتعاونة في استضافة الأيتام من خلال تعرفهم على البرنامج الميسر والمعد لذلك من واقع الاتصال بالوزارة أو بدور التربية الاجتماعية للبنين أو دور الحضانة الاجتماعية ولاشك ان هذا المسلك الحميد والمبارك بدوره يحقق هدفاً تربوياً لأطفالنا حيث يدركون عن قرب ومن واقع التجربة نعمة الله عليهم وعندما يربط ذلك بالشكر لله عز وجل يتحقق تعميق إيمان ابنائنا وادراكهم لفضل المنعم جل وعلا، كما ان هذه الاستضافة تحقق لليتيم محبة الآخرين والأسر والمجتمع الذي يعيش فيه بشكل عام حيث اعتبره واحداً من أبنائه بالأفعال لا بالأقوال، ومن الأهداف لهذا الأسبوع دعم الجمعيات الخيرية في كفالة الايتام وذوي الظروف الخاصة وتنوير المجتمع بالدور الفاعل في الأعمال الاجتماعية والخيرية والإنسانية ومن أهم اهداف الأسبوع التعريف بواقع الأيتام في المملكة وبيان الجهود المبذولة في خدمتهم، والدعوة العامة لكفالتهم والوفاء باحتياجاتهم وتنسيق برامج رعاية الأيتام وكفالتهم واحتضان ذوي الظروف الخاصة لدى الأسر البديلة ودعم المؤسسات والجمعيات الخيرية القائمة بهذا الدور من خلال دعوة القطاع الخاص وأفراد المجتمع للاسهام في هذا المجال وتحفيز ذوي الخبرة والاختصاص للمشاركة في تقديم البحوث العلمية المتعلقة بتربية الأيتام وذوي الظروف الخاصة وفتح المجال أمام القطاع الخاص والموسرين في هذا المجتمع المبارك وذلك للاسهام في البرامج والأنشطة المطلوب تنفيذها للأيتام خارج نطاق المؤسسات والدور الايوائية، والتعريف بجهود هذه الوزارة وما تقدمه الدولة من خلالها في مجال رعاية الأيتام.
ان هؤلاء الأيتام لديهم من القدرات والطاقات والمواهب التي تحتاج إلى أمن واستقرار واطمئنان لكي تنمو وتتطور وتكون النتيجة ان ينعم المجتمع بآثارها الطيبة على المنظور البعيد.
ان من علامات تحضر وتقدم أي مجتمع انساني ودليل غناه النفسي والثقافي عنايته بذوي الظروف الخاصة وحمل قضيتهم وتبنيها والدفاع عنها، ومن الضروري ايجاد السعادة المناسبة لمثل هؤلاء مثل الجميع, وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (خير بيت في المسلمين بيت فيه يتيم يحسن إليه، وشر بيت في المسلمين بيت فيه يتيم يساء إليه) وهذا توضيح بيّن فالخير نقيض الشر والشر بعيد كل البعد عن الخير ومصير الخير إلى الجنة ومصير الشر إلى النار وقد قال صلى الله عليه وسلم (من مسح رأس يتيم لم يمسحه إلا الله كان له بكل شعرة مرت عليها يده حسنات ومن أحسن إلى يتيمه أو يتّم عنده كنت أنا وهو في الجنة كهاتين وفرق بين اصبعيه السبابة والوسطى) هذا إذا كان بمسح الرأس فما بالك بالأفعال الحميدة والكبيرة الأخرى فالثواب لايعمله إلا الله سبحانه وبالطبع فالويل كل الويل والثبور لمن يتعدى على حقوق اليتيم او على نفس اليتيم يقول تعالى (ولاتقربوا مال اليتيم إلا بالتي هي أحسن حتى يبلغ أشده) ويقول سبحانه وتعالى (ان الذين يأكلون أموال اليتامى ظلماً إنما يأكلون في بطونهم ناراً وسيصلون سعيرا),, نعم تلك هي النار بانتظارهم وتلك هي السعير وبئس المصير والعياذ بالله.
أما من قام برعاية الأيتام فيقول عنه رسولنا صلى الله عليه وسلم (من عال ثلاثة من الأيتام كان كمن قام ليله وصام نهاره وغدا وراح شاهراً سيفه في سبيل الله وكنت أنا وهو في الجنة أخوين كهاتين اختان وألصق اصبعه السبابة والوسطى) ويالها من خير صحبة وخير مكان انها جنة الخلد برفقة خير الأنام في النعيم الدائم الأبدي الخالد والسعادة غير المنقطعة ولا الممنوعة, ونحن الآن على أبواب المهرجان الخيري الأول لرعاية الأيتام المزمع إقامته في مدينة الرياض برعاية كريمة من صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض أمير الخير والإحسان والبر والعطاء الذي تشاهد أياديه البيضاء حاضرة في كل مكان للخير والعطاء والبذل السخي.
فعاليات المهرجان ستكون خلال الفترة من 19 22 من ذي القعدة 1421ه, ان أملنا وطموحنا ان يشهد مركز الأمير سلمان الاجتماعي بالرياض حيث سيكون موقع المهرجان فعاليات كبرى حول هذه القضية الحيوية والأساسية في حياتنا الاجتماعية.
المهرجان به فعاليات ثقافية ورياضية ستسبق الافتتاح أهمها مسابقة القرآن الكريم وحفظ بعض أجزائه والمسابقة الثقافية الأولى والمهرجان الرياضي والحلقات العلمية والسوق الخيري وسيصاحب المهرجان بمشيئة الله معرض خاص باليتيم والمكاتبات وجناح الاصدارات والمطبوعات وجناح الصور والمجسمات وجناح انتاج واسهامات الأيتام الثقافية والعلمية والفنية والعملية ورغبة من وزارة العمل والشؤون الاجتماعية في انجاح هذا المهرجان الخيري الأول فإننا نأمل ونطلب من الخطباء والأئمة والوعاظ في المساجد والعلماء وأهل الفكر والكتاب ورؤساء تحرير الصحف المحلية وكتابها ومحرريها وجميع الزملاء في وسائل الإعلام بمختلف قنواته المرئي والمقروء والمسموع في الصحف والمجالات ان يساهموا في دعم هذا المهرجان وقضية اليتيم ونأمل منهم مأجورين ان يساهموا كلٌّ بجهده كما نأمل من الصحفيين ان يجروا اللقاءات والحوارات مع الأيتام المبدعين والمبرزين والفاعلين الذين لم يمنعهم فقدهم لأمهم وأبيهم من متابعة دروب الخير والمجد والسؤدد والفلاح والتقدم علماً أنهم سوف يجدون من قبل جميع الزملاء العاملين في اللجان العاملة وفي اللجنة الإعلامية تحديداً للمهرجان كل عون ودعم ومساعدة حيث سيتم توفير المطبوع التعريفي (نشرة التعريف بالمهرجان) وكتاب رعاية الأيتام في المملكة ورسالة اليتيم اليومية الموافقة لفعاليات المهرجان والملاحق الصحفية في الجرائد المحلية والصفحات التي سوف تخصص للاسبوع بالإضافة لمجلة وزارة العمل والشؤون الاجتماعية وجميع النشرات والمطويات والكتب والتقارير الاحصائية التي سوف يعمل على توفيرها لانجاح هذا المهرجان اعلامياً متمنين من الله سبحانه وتعالى التوفيق والسداد للجميع.
والله الموفق.
محمد بن علي العاصمي
مدير العلاقات العامة بوزارة العمل والشؤون الاجتماعية /الرياض
|
|
|
|
|