| عزيزتـي الجزيرة
أحيانا يدهش ويستغرب المواطن عندما يقرأ تصريحاً لمسؤول او خبراً نقله مراسل لجريدة ما فأما ان يقابل هذا التصريح او الخبر بنوع من الارتياح ويمزج بالاشادة والثناء او العكس يقابل بنوع من التذمر والسخط لانه خالف الواقع جملة وتفصيلا وخصوصا عندما يكون هذا التصريح او الخبر يتعلق بجهة رسمية ذات علاقة مباشرة بالمواطن التي تقدم خدماتها مباشرة للمواطن بشكل يومي.
اطلعت على الخبر المنشور بجريدة الجزيرة بالعدد (10350) الذي كتبه الاخ عبدالعزيز العيادة والذي لم ينسبه الى احد المسؤولين في بلدية حائل وحقيقة استغربت هذا الخبر كما استغربه غيري لان الخبر لا يمكن بأي حال من الاحوال ان يخفي حقيقة واقعة ومشاهدة يوميا وخصوصا فيما يتعلق بمستوى النظافة بحائل وهذا لا يعني انه ليس للبلدية جهود ولكن جهودها لا ترتقي الى مستوى طموحات المواطن بمنطقة حائل.
وقد اطلق الاخ عبدالعزيز عبارات المدح والثناء والاشادة بمستوى النظافة بمنطقة حائل والذي بنى هذا التعميم ربما على الحي الذي يسكنه او الشارع الذي يرتاده بشكل يومي ولكن لا يحق له ان يجعل حديثه في هذا الحي او الشارع ان البلدية لها جهود عظيمة استطاعت ان تميز حائل من ناحية نظافتها وأجوائها الصحية غير الملوثة.
وبما ان الحديث عن البلدية وكما يقولون الشيء بالشيء يذكر فإنني اسطر بعضا من الملاحظات التي آمل ان تقابل بصدر رحب من قبل المسؤولين في بلدية حائل.
(1) مستوى النظافة يعد اقل من المتوسط والذي يؤكد صحة هذا الكلام هو انتشار مخلفات البناء بشكل مخيف داخل الاحياء المأهولة بالسكان التي تشاهد اكواما كبيرة جدا وبشكل يومي هذه المخلفات ليست وليدة اليوم بل انها موجودة منذ اكثر من عام كتب عنها اكثر من مرة ولكن لا حياة لمن تنادي ولم يتوقف الامر عند هذا بل وصلت الجرأة الى اصحاب المصانع الخاصة بالخرسانة الجاهزة ان تفرغ ما تبقى من حمولتها الاسمنتية داخل الاحياء ناهيك عما يرمى من مخلفات الترميم داخل تلك الاحياء مما شوه واساء الى نظافة تلك الاحياء أضف الى ذلك ان الساحة المجاورة لسكن عمال البلدية تحولت ايضا الى مرمى لبعض النفايات الدسمة لتشاهد اكواما كبيرة من اجل ان يستفيد عمال النظافة من نبشها امام المارة واستخراج ما تحتويه تلك النفايات من اجهزة كهربائية تالفة او تجمع العلب الفارغة ليتم بيعها للجهات التي تعيد تدويرها والاستفادة منها وهذا يعني ان جزءاً من جهود عمال البلدية ينصب على الاستفادة من هذه النفايات وهذا يتم على حساب العمل الاساسي.
(2) ذكر الاخ عبدالعزيز ان عمال النظافة يتم الاشراف عليهم من قبل مراقبين اقول هذا صحيح ولكن ما هي جنسية المراقبين؟!
الجواب ان المراقبين من بني جلدة عمال النظافة الذين يمتطون تلك السيارات ومزودون بأجهزة لا سلكية يجوبون الشوارع والاحياء ذهابا وايابا ولذا أمن هؤلاء جانب المحاسبة والمعاتبة واني اتساءل اين اعين المراقبين عن تلك الاكوام الكبيرة من مخلفات البناء المنتشرة داخل الاحياء السكنية؟!
(3) لازالت بعض الاحياء السكنية والشوارع الرئيسية والداخلية تعاني من مرض التشققات والتصدعات والحفر المنتشرة بسبب رداءة الطبقة الاسفلتية التي تزداد المعاناة منها في مواسم الامطار وما قد يحدثه من تلفيات في بعض المركبات حيث يفاجأ صاحب المركبة وقد هوت بتلك الحفرة ولذا نتساءل اين اعين المراقبين عنها؟!
(4) احيانا تكون المؤسسة الوطنية التي وقع عليها اختيار المناقصة لعملية سفلتة بعض الاحياء والشوارع غير مؤهلة لهذه المهمة التي تنكشف حقيقتها ويتضح امرها عند هطول الامطار او في فصل الصيف فمثلا في موسم الامطار تنكشف حقيقة مكونات الطبقة الاسفلتية ومدى مطابقتها للمواصفات والمقاييس العالمية,, احد الشوارع الرئيسية بحائل لم يمض على سفلتة اكثر من عام حتى ذابت مكونات الخلطة الاسفلتية وأدى في النهاية الى وجود تشققات وتصدعات وحفر في ذلك الطريق وهنا نتساءل اين الضمير اين الاخلاص اين الاتقان في العمل؟ من المستفيد من هذا الغش والتلاعب؟ وعلى حساب من يتم ذلك؟! واين أعين المراقبين عنه؟! واما في فصل الصيف ان الميادين الدائرية تحول تلك الطبقة الاسفلتية كأنها خلطة أسمنتية تتلاعب بها اطارات السيارات يمنه ويسره فتشاهد مرتفعات ومنخفضات وتعرجات في تلك الميادين.
وانني اتساءل اين اعين المسؤولين عن تلاعب تلك المؤسسات بشوارعنا ومياديننا يأخذون حقهم كاملاً غير منقوص بينما تبقى اعمالهم يشوبها الغش والتدليس اين هم من حديث الرسول صلى الله عليه وسلم (ان الله يحب اذا عمل احدكم عملا ان يتقنه) او كما قال:
(5) ابتكرت البلدية طريقة الطبقات وليس المقصود بالطبقات هو ذلك العصير اللبناني الشهير ولكن اقصد بالطبقات هي عملية سفلتة الشوارع بأكثر من طبقتين.
وهي انها تضع الطبقة الجديدة على الطبقة القديمة وهكذا حتى أدى الامر الى اختفاء ما نسبته 80% من معالم الارصفة الجانبية التي تختفي معالمها تماما في وقت الامطار ونستشهد بميدان السنبلة كنموذج للطبقات وايضا للتعرجات والمنخفضات والمرتفعات ولا تعلم هل طريقة الطبقات يتم اقرارها نظاميا ومتعارف عليها عالميا؟!
(6) لازالت البلدية تحتفظ بالمركبات (الخردات) كقطع تراثية على الرغم ان عمرها الافتراضي انتهى ولا يمكن ان تؤدي الخدمة المنوطة بها على اكمل وجه ولذلك تعيش في بيات شتوي دائم هذه المركبات مخصصة لعمليات الرش ولذا فهي تحتاج اصلا لعملية الرش بسبب هذا العمر الطويل علما ان عددها لا يتجاوز اصابع اليد واحدث موديل فيها 81.
(7) تعاني بعض الاحياء السكنية من تصريف مياه السيول في داخلها حتى شكلت تلك الشوارع الداخلية جداول مائية وأدى في النهاية الى تكوين بحيرات ومستنقعات مائية داخل تلك الاحياء وهذا يخلق بيئة صالحة ومناسبة لتكاثر البعوض والحشرات المائية والروائح الكريهة مما يهدد سكان تلك الاحياء بالاصابة بالاوبئة التي يسببها هذا البعوض وتلك الحشرات.
(8) أحد الاحياء السكنية يعيش حالة من القلق والخوف بسبب مجاورته لملوثات البيئة والجو معا فجاره من جهة الجنوب مصنع خاص للكسارات وتتصاعد من فوهته سحب كثيفة من الغبار والاتربة في الصباح الباكر ليتم استنشاقه من قبل سكان ذلك الحي.
واما جاره من جهة الشمال فهو مصنع خاص للبلك وهو لا يقل خطرا عن شبيهة مصنع الكسارات ولذا يعيش سكان هذا الحي في قلق مستمر خشية ان تحل بهم كارثة صحية لا سمح الله اذ قد يصابون بأمراض مزمنة بالصدر والجهاز التنفسي وملحقاته.
(9) لازال تأخر منح القطع السكنية مستمرا ولا نعرف سببا مقنعا للتأخر على الرغم من وجود العديد من الاراضي الحكومية الكثيرة وهذا ادى الى معاناة المواطنين من جهتين: الاولى: انهم يعيشون تحت رحمة اصحاب الفلل أو الشقق اما بإخراجهم او برفع السعر عليهم وليس امامهم الا الرضوخ لمطالب هؤلاء, الثاني: انهم وقعوا تحت وطأة اصحاب المخططات الاهلية التي استغلت ظروفهم السكنية ليكونوا كبشا سميناً لهم, من خلال الاسعار العالية للقطعة السكنية الواحدة التي تحتاج الى اكثر من اربع سنوات وهؤلاء يقسطونها وعندما نسوق تلك الملاحظات فإنها تندرج تحت بند المواطنة وعندما نذكر تلك السلبيات فاننا نضعها تحت المقولة رحم الله امرأً اهدى إلي عيوبي وعندما نوجه هذا النقد فانه ينظر اليه من زاوية النقد الهادف.
بلدية حائل نحن ننتظر كمواطنين حلولا وردودا تبرهن بافعال لا بأقوال,, والان فليس امامكم عذر وحجج فقد كان لكم نصيب وافر من ميزانية الخير والعطاء والتي تحتاج الى تخطيط سليم مبني على دراسة علمية وعملية في كيفية تصريفها على الوجه الصحيح للقضاء على تلك السلبيات التي ذكرتها وربما كان لديكم اكثر منه لتعود حائل عروس الشمال كما عهدناها وتتوافق مع مسماها.
وفق الله الجميع لما فيه خير العباد والبلاد.
ناصر بن عبدالعزيز الرابح
حائل
|
|
|
|
|