|
| عزيزتـي الجزيرة
سعادة رئيس تحرير جريدة الجزيرة وفقه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
المسلم الناضج في فهمه المتأثر تأثراً حقيقياً بمبادئ إسلامه والذي سرى روح الإيمان في دمه، تراه في جميع تصرفاته إسلامي الحركة، إنساني المواقف، رحيماً في المعاملة رقيقاً في المعاشرة، يزن كل شيء بميزان إسلامه وإن لم يوافق عقله، ويبتغي بعمله رضاء الله تعالى مخالفاً نفسه وهواه.
وهو فيض رحمة على الصغير والضعيف والمسكين، وبحر عطف وحنان لكل ذي حاجة من خلق الله تعالى وخير من يبجل الأكبر منه ويعرف حقه عليه, وهو بذلك ينسجم مع إنسانيته المشرقة بنور الإيمان، ومع إسلامه النازل من أجل سعادة الإنسان ورحمته، ومع ارتباطه برسوله صلى الله عليه وسلم حباً وحسن اتباع، فقد جاءت آيات الله سبحانه وأحاديث رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم لتضع أصولاً للسلوك الاجتماعي لا عهد للناس بمثلها في غير دين الله تعالى ومن ذلك الأمر بالعناية بكل ضعيف، وبكل مسكين، وبكل كسير جناح منكوب وكذلك الأمر برحمة الصغير ورعاية مايناسبه ويتفق مع حاله.
فقال تعالى: فأما اليتيم فلا تقهر، وأما السائل فلا تنهر صدق الله العظيم.
وقال تعالى: وأصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ولاتعد عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا ولاتطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمره فرطاً صدق الله العظيم.
وإن الذي يدرس حياة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم وأخلاقه وأسلوب تعامله يجد أنه عليه الصلاة والسلام صورة معبرة تعبيراً كاملاً عن قوله تعالى.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله، وأحسبه قال: وكالقائم لايفتر، وكالصائم الذي لايفطر رواه البخاري ومسلم.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: بئس الطعام طعام الوليمة يدعى إليها الأغنياء ويترك الفقراء رواه الشيخان.
هذا الحمد لله رب العالمين ولله الأمر من قبل ومن بعد ولكم وافر التحية.
سعد مسفر شفلوت
سراة عبيدة
|
|
|
|
|
