يفرض علينا الهلال ان نتحدث عنه,, و(علينا) هذه شاملة,, عامة.
يفرض علينا ذلك,, سواء تعاطفنا معه,, ام لم نتعاطف,,!!
اتفقنا حوله,, او لم نتفق,,!!
خالفناه الرأي,, أم اختلفنا معه,,؟!
وهذه ميزة الهلال,, ومشكلته في نفس الوقت,.
وما كان بودي ان اتحدث عنه اليوم,, لولا هذه الميزة,,!!
لم يكن بودي ذلك,, لأنني تحدثت عنه كثيرا هذه الايام,, وفي مقالاتي الاخيرة,, ولأن هناك قضايا اخرى كثيرة تستحق المناقشة والطرح غير الهلال,.
لكن (الهلال),, بعض من قضايانا,, خاصة في هذه الفترة التي تحوّل فيها امره ومناقشة هذا الامر الى قضية وطنية شاء الهلاليون ام أبوا؟!
وعليهم ان يتقبلوا كل ما يطرح,, أيّاً كان مستوى الطرح ونوعيته,, وان يقرأوا ما بين سطوره,, ويأخذوا بأحسنه,,!!!
هذه مقدمة,, فرضت نفسها أو فرضها الهلال,, قبل الدخول (في منتصف الاسبوع) لهذا الاسبوع,.
** شخصيا وافخر بذلك ولا ادعيه أحب التفاؤل,, وارفعه شعاراً,, أولاً: كونه سنّة نبوية,, وثانيا,, كطبع ذاتي,.
ولا احب استباق الاحداث في الحكم علىالامور خاصة ما يخضع للتجربة والتطبيق العملي في ظل غياب معلومة متكاملة ودقيقة عن مكوناتها,, وأتحفظ على مقولة (الكتاب يقرأ من عنوانه) في بعض الامور,, وأؤمن في حالتنا هذه وأردد مع عمر الخيام:
(غدا بظهر الغيب واليوم لي,.
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,, الخ).
لكن هذا,, لا يمنع استشراف المستقبل وقراءته واتمنى,, وآمل,, ان لا اردد,, ويردد غيري بعد بضعة اشهر,.
(أمرتهم أمري بمنعرج اللوى
فلم يستبيحوا النصح إلا ضحى الغد,,)
وإذا كانت هناك عوامل تدعم هذا الموقف وتشعل التوجس والخيفة,,، فإن ثمة عوامل أيضاً تفتح ,, الأمل,, لدخول اشعة الشمس,,!!
** اجازة نهاية الاسبوع الماضي,, بالنسبة للهلاليين لم تكن اجازة بالمعنى المفهوم,,، فقد قضوا الاجازة تحت ظرف واحد,, يتناولون موضوعاً واحداً.
(صفوت سوسيك),, المدرب الجديد الذي تعاقد معه النادي,, بعد ماراثون طويل من البحث عن مدرب ورحلة مضنية,, من الخلاف والاختلاف,, (والتوقيع) (والطيران),, ووعود بمدرب عالمي,, يتناسب ومكانة (الزعيم),, ومشاركته في كأس اندية العالم,, يصل خلال ثمان واربعين ساعة,,!!
لم ينتصف عمره بعد (والأعمار بيد الله),, وتحديداً في منتصف العقد الخامس,.
خبرته كلاعب,, تقترب من نصف عمره الزمني,, وخبرته كمدرب تقترب من نصف خبرته كلاعب,, لا يملك أي سجل من الانجازات,, تقنع محبي (الزعيم) بأهليته,, وكفاءته,, بما يرضي طموحاتهم,,!! لكنهم قبلوه مضطرين,, ولم يعد امامهم خيار,, هذا القبول جاء بناء على سببين:
إنه في كل الاحوال لن يكون اسوأ من الموجود,, بل من المؤكد انه سيكون افضل.
وإن باباً كان مفتوحاً,, فتم اغلاقه.
وبقي الأمل، وهو امل مستمد من تجارب سابقة وحيثيات حاضرة,.
لا اريد ان استرسل,, حتى لا يفسر كلامي على انه تقليل من شأن هذا المدرب,, أو ان يأخذ منحى يعود بأثر سلبي على الفريق,, فكما قلت في المقدمة انه من الظلم ان نحكم مسبقاً على وضع كهذا,,!!
لكن ما يجب على الهلاليين فعله الآن,, هو التعامل مع الامر الواقع,, وبلغة المنطق,, فالأمر الآن قد تجاوز مرحلة المشورة,, والبحث,, ودخل منطقة الأخذ والعطاء,.
ان الواقع الهلالي الآن,, هو احوج ما يكون الى الرأي السديد,.
والمدرب الهلالي الآن,, هو احوج ما يكون للدعم المعنوي,, والمساندة,.
والمسؤولية الكبرى تقع على (البيت الهلالي الصغير) في هذه النقطة بالذات,, اكثر من وقوعها على (البيت الكبير) الذي يتحمل هم الصبر,, والانتظار وهو عبء معنوي ثقيل.
وإذا كان البعض يرى ان المدرب لا يحمل سجلاً يرتقي به الى العالمية,, و,, الخ!! فإن ثمة نواحي إيجابية اخرى ربما تغيب عن اذهان الكثيرين قد تنعكس بأثرها على عمل المدرب,, ولها دورها في نجاحه.
ولعل من ابرز هذه الامور كون المدرب مغموراً,, وبلا سجل حافل من الحضور الدولي,, والبطولات,.
نعم,,!
ان نظرة للسيرة الشخصية ل (صفوت سوسيك) تعطي رؤية واضحة على انه ليس ذلك المدرب المطلوب للهلال (نظريا),, لكن هذه السيرة تشير إلى انه يملك رصيداً لا بأس به,, من التعامل مع مختلف اللاعبين كمدرب وآخر مشرفاً في تاريخه كلاعب,, وانه مؤهل ليعمل شيئاً ما.
وكونه لم يحقق اي بطولة,, فالبطولات لم تكن يوما هي المحك الحقيقي لامكانات وقدرات المدرب,, خاصة عندما يكون تاريخه التدريبي مثل (صفوت سوسيك),.
ثم ان هذه الناحية,, قد تعطيه الطموح,, والنظرة المستقبلية للنجاح مع الهلال في كأس اندية العالم ولاشك انها محطة ينظر لها (سوسيك) بكثير من الاهتمام إذ ربما نقلته الى عالم النجومية,, خاصة وان عقده,, كما يؤكد سينتهي بعدها مباشرة.
فهو يملك روح الشباب,, وطموحه,, وافكاره,, وهذه عوامل ايجابية في النجاح.
واذا ما رجعنا الى التاريخ الهلالي مع المدربين نجد انه تعاقب عليه كم كبير منهم بمختلف مستوياتهم وقدراتهم التدريبية.
منهم من صنعه الهلال,, وكان مغموراً.
ومنهم من اسقطه الهلال,, وكان مشهوراً,.
ومنهم من عجز عن صناعته الهلال,, او حالت الظروف دونه,, ليقدم عصارة خبراته,!
ومنهم من حال (البعض) دونه,, ليحقق النجاح المطلوب.
ان في الهلال لاعبين شئنا أم ابينا ونجوما,, وقدرات,, بامكانها ان تصنع المدرب متى شاءت,, وان (تسقط) المدرب (أنّى) شاءت!!
ولنا في كندينو,, اوسكار يوزيك,, يوردانيسكو,, بلاتشي (مرتين),, وغيرهم,, عبرة نسقيكم مما في تاريخها مع الهلال ذكرى سائغة,, لمن اراد ان يعتبر!!
والهلال الآن,, يملك ذخيرة من النجوم,, ويملك ما هو اهم,, الجمهور الوفي المخلص,, وقبل اولئك اعضاء الشرف القادرين على الارتقاء بالهلال الى المكانة اللائقة,, يجمعهم (حب الهلال) وان اختلفوا في بعض الأحيان,, او اختلف بعضهم في سبل الوصول اليه.
وطالما ان (الحب) يجمعهم,, فإن توحيد السبل لن يكون صعباً عليهم,, للوصول الى ذلك المنتهى! الذي يأملونه,, ويتفقون في النهاية عليه!
المهم,, هو ادراك اهمية هذه المرحلة وخطورتها,, ومن ثم كيفية التعامل معها,.
وحسبي ان الهلاليين مدركون لذلك.
والله من وراء القصد.
raseel@La.com
|