|
| مقـالات
طلاب واحد فاصلة المشار اليهم في العنوان أعلاه هم شريحة من طلاب الجامعات والكليات ممن إذا سألتهم عن معدلهم الدراسي أجابوا بانكسار واضح والبعض منهم يجيب بدون اكتراث بالقول واحد فاصلة ,, أي واحد وجزء من مائة وهو ما يمثل معدل راسب , وقد تتصور انه ليس في الأمر ما يستحق التمعن، فالرسوب أمر طبيعي على كل حال, ولكن دعني أقول من واقع الخبرة فقط أن الأمر لا يبدو طبيعيا على الاطلاق, فهناك اعداد مقلقة من الطلاب يتم طردها كل فصل دراسي من الجامعات والكليات, ويصبح وقع هذا الطرد أشد ايلاما على الطالب وعلى أسرته عندما يحدث والطالب علىمقربة من التخرج من الجامعة ولا تظنن ان هذا أمر نادر الحدوث , إن تسريح مثل هؤلاء الطلاب يعني أننا نهدر الملايين بل ونفقد قدرات شابة مقبلة على الحياة كان يمكن أن يكون لها اسهاماتها ومشاركتها الايجابية في البناء والتطوير.
والسؤال الذي يثور الآن هو: ما الذي أدى الى هذا الواقع الذي لا يسر؟ في اعتقادي ان جذور المشكلة تكمن في ان البعض يتصور ان التعليم الجامعي يجب أن يتاح لكل فرد مثله في ذلك مثل التعليم الاساسي والحق ان المنافسة على دخوله هي التي يجب ان تتاح لكل فرد , التعليم الجامعي تعليم نوعي يتطلب قدرات ومهارات عقلية خاصة لابد ان تتوفر في كل من يتقرر قبوله في التعليم الجامعي, ولكن ما بال هذا الضعف والهزال الأكاديمي لا يزال يضرب أطنابه بين طلاب الجامعات في وقت لا يقبل في التعليم الجامعي إلا من حقق نسبة عالية في التعليم العام؟ في ظني ان تجنب مثل هذه الاشكالية لابد وأن يدفع بالجامعات نحو التفكير في بناء مقاييس علمية ذات اعتمادية عالية ترشد قرارات قبول الطلاب في التعليم العالي, ويجب ان يسير بموازاة مثل هذه الجهود جهود أخرى تستثمر في تقديم برامج ارشادية وعلاجية داخل كل جامعة لتأخذ بيد الطالب وتقدم له التوجيه والمساعدة عندما يكون في أمس الحاجة اليها.
والسؤال الذي لابد أن نبحث في اجابته هو: ما الدور الذي يمكن ان تؤديه وزارة التعليم العالي حول كل ما أشرنا إليه؟ هل تقوم الوزارة ببحث مشكلات القبول والهدر والتحصيل والتعلم الطلابي من خلال مراكز متخصصة تنسق مع الجامعات, ثم هل نحن مطمئنون الى كفاءة التعليم الجامعي؟ مثل هذه الأسئلة لابد من التفكير فيها الآن، خصوصا وان الوزارة قررت فتح مجال التعليم الجامعي أمام القطاع الخاص.
E-mail:alomar20@yahoo.com
|
|
|
|
|
