| عزيزتـي الجزيرة
لا أدري ماذا اصاب بعض مسؤولي إدارات العلاقات العامة في القطاعات الحكومية والاهلية عند الرد على بعض الملاحظات والسلبيات التي تنشرها الصحف المحلية عن بعض المرافق الخدمية التي لها علاقة وثيقة بالجمهور, فمعظم هذه الملاحظات تتمحور حول التعقيدات والاجراءات الروتينية المطولة التي لا داعي لها، بالاضافة إلى عدم تواجد بعض الموظفين في مكاتبهم وما ينتج عن ذلك من تعطيل أمور المراجعين وضياع أوقاتهم الثمينة في المراجعات غير المجدية في ظل التسيب الاداري, وبما ان هذه السلبيات وأوجه القصور في الأداء وتدني مستوى انتاجية العاملين لا يتفق مع تطلعات ولاة الامر في بلادنا الغالية, يضطر أحد الكتّاب أو المواطنين من باب التعاون على البر ورفع الضرر عن المواطنين لعرض تلك الملاحظات والسلبيات على الجهة المسؤولة لتصحيح الوضع المزري الذي يكتنف ذلك المرفق والعمل على تيسير امور المراجعين وتخفيف الاجراءات الروتينية التي لا تخدم المصلحة العامة, وبعد مضي شهر أو أكثر من نشر تلك الملاحظات يصل الرد والتعقيب من مسؤول ادارة العلاقات العامة بالنفي القاطع لتلك السلبيات ويتهم المواطن والصحيفة بعدم تحري الدقة ومجانبة الصوات وإن ما نشر عار من الصحة شكلاً ومضمونا.
اننا نقول لذلك المسؤول المتحمس للدفاع عن المقصرين في اداء الواجبات المنوطة بهم، إن هذا المواطن ليس له مصلحة شخصية يرجوها ولم يتهم شخصا بعينه وإنما أراد احاطتكم كمسؤولين بما يجري على أرض الواقع من سلبيات لاتخاذ ما يلزم لتصحيح وتحسين مستوى الأداء في ذلك المرفق, وكان الأجدر بالمسؤول المكلف بالأمر تقصي الحقائق والقيام بزيارات مفاجئة لمعرفة مدى صحة تلك الملاحظات خاصة في حالة تكرار الشكوى عن مرفق معين, اما الاسلوب العقيم الذي يتخذ في مثل هذه الأمور والمتمثل بالاستفسارات الكتابية (المفكسة) عن صحة تلك الملاحظات، وانتظار الرد من الجهة المتهمة بالقصور والتسيب الاداري فليس بمستغرب ان يصاغ الرد بأسلوب وعبارات منمقة تنفي كل السلبيات وان ما ذكر مجانب للصواب، هذا بالاضافة إلى تقمّص المثالية في الانضباط الوظيفي وما يقدم للمراجعين من تسهيلات في انجاز معاملاتهم وتكثيف الجهود لخدمتهم وراحتهم, وكأن صاحب تلك الملاحظات أتى بكل تلك الشواهد من السلبيات وأوجه القصور من جعبته, ونحن لا ننكر وجود شيء من المبالغات في بعض الاحيان فيما ينشر، ولكن يجب على الجهة المعنية صاحبة السلطة اتخاذ اساليب جادة وفاعلة لتقصي الحقائق بدلا من الاستفسارات الخطية العقيمة التي لا تخدم المصلحة العامة وتشجع المقصرين على تمردهم وعصيانهم على الانظمة والتعليمات, اننا نقول لهؤلاء المسؤولين (اتقوا الله في ردودكم واحذروا العاقبة من المولى عز وجل الذي يعلم السر وأخفى),, والله ولي المتقين.
عبدالرحمن سراج منشي
مكة المكرمة
|
|
|
|
|