| عزيزتـي الجزيرة
عزيزتي الجزيرة:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,,, وبعد:
قرأت بالمزيد من الدهشة والاستغراب ما كتبه الاخ أحمد البدر في العدد 10361 والمعنوان ب(شيئاً من الانصاف والموضوعية واحسان الظن) ردا على ما كتبه في العدد 10356 تحت عنوان (العلم اليقين,, في مطالب المدرسين),, والحقيقة اني انتظرت هذا الرد وتوقعت اسلوبه حتى قبل ان اقرأه وذلك لإيماني التام بأن البعض من المدرسين حساس وحساس جداً امام النقد والمناقشة,, بل ومن خلال قراءاتي ومعايشتي يرى البعض انه الوحيد الكادح العامل المرهق,, اما الآخرون من طبيب اومهندس او محاسب او اداري فإنهم يأتون صباحا إلى المكتب من اجل تبادل الاحاديث وقراءة الصحف وارتشاف الشاي والتوقيع على ورقة أو ورقتين ثم الانصراف، وهكذا,.
وبالمناسبة لا أعلم حتى الساعة هل الأخ البدر مدرس او موظف ولكن يبدو لي انه مدرس عطفا على استماتته في الدفاع عن زملائه حتى وصل الامر إلى اتهام المسؤولين بأنهم ينظرون من برج عاجي.
لن أزيد في التقديم وسأذهب لمناقشة ما كتبه البدر الذي اتمنى ان يتسع صدره وان يقبل بالرأي والرأي الآخر من اجل تفعيل اهم اهداف هذه الصفحة وهو ايجاد الحلول للمناقشات واتاحة الفرصة للاطروحات، وتبادل الافكار.
يقول الأخ البدر انني جنحت كثيرا وأسأت الظن وفسرت كتاباتهم حسب ما أهوى وما أريد!! ولن أرد عليه بأكثر مما قال عندما اتهمني بصرف الالفاظ عن ظاهرها وحملها على غير ما دلت عليه وهدفت له,, وليته طبق ذلك على نفسه وقرر ما كتبه عليها ولكن على ما يبدو أنه يرى الآخرين ولا يرى نفسه، ويتهم بسوء النية والظن وهو لا يملك دليلا عليها,, ولكن حسبي الله وإليه المنقلب!!
بالنسبة لاجازة العيد وطولها واجازة الربيع وقصرها فإن الاحتجاج عليها ليس بحاجة للمزيد من التبيان والايضاح,, وهو سافر للجميع إما من خلال الصحف او المجالس,, وكم بودي لو ان الاخ البدر قد تريث وفكر ثم دبر قبل ان يسارع في الرد وليته يعود مرة اخرى لما كتبت اولا ويقرأه بهدوء وتمعن وبلا انفعال وعندها سيجد ما كنت ارمي إليه ولن يحتاج إلى كل هذا الرد!!
وبالنسبة لغياب الايام الثلاثة الاولى من الفصل الدراسي الثاني وما قلته عن ذلك سأعلق على قول البدر انني سللت قلمي لابداء رأيي,, وكلمة سللت هذه تؤكد ان صاحب الرد كان منفعلا قلقا بشكل غريب,, وأقول أيضا: لن أعلق على غياب الطلاب وأصر على حجب رأيي لان المسؤولين عن التعليم ادرى بمصالحه وبالتأكيد فإن القرارات لم تتخذ جزافا بل بعد دراسات واستفتاءات ومن المؤكد ان من يعجب البعض ويكون في صالحهم لن يعجب الكل فالاهواء والدوافع تتباين وتختلف بحسب طبيعة المرء ونظرته للامور.
اما غياب الطلاب مع نداءات الوزارة بأهمية بدء الدراسة فلا أظن انه سيؤدي إلى تساهلهم مع تعليماتها.
وأشير قبل اغلاق هذه النقطة إلى اني لست ضد أخذ آراء الطلاب خاصة وهم حجر الاساس في العملية التربوية بيد أنني ضد اخذ آرائهم بأسلوب بال عفا عليه الزمن بل بأسلوب تربوي منظم وذي اسس وقواعد متينة يعد عن طريق خبراء ومتمكنين في وزارة المعارف والرئاسة العامة لتعليم البنات ودراسة هذه الاراء وتحليلها ودوافعها واتخاذ القرارات المناسبة بعدها.
وتأكيداً لما قلته في المقدمة من ان بعض المدرسين يرى انه الكادح المرهق وغيره في راحة تامة قال البدر: أيهما أكثر معايشة للطلاب المعلم,,, ام الموظف الذي يقبع خلف مكتبه ويقتصر دوره على ايصال ابنائه للمدرسة دون علم بما يجري فيها!
وفي هذا اتهام عام بأن اولياء الامور لا يعلمون شيئا بل وكأنهم مجرد سائقين يتلخص دورهم في ايصال ابنائهم للمدارس فقط,, ولعمري ان في هذا جناية على اولياء الامور لم يحسب صاحب الرد حسابها، وليته خصص ولم يعمم، ليته حدد ولم يشرع,, بل رماها كلمة لا يدرك ما فيها.
ختاما أرجو كما رجا البدر ان لا يكون لدينا حساسية للنقد ولكن هذه الحساسية ستأتي لا محالة ان كان الرد مشيعا بكيل الاتهامات والرمي بالجهل والاصرار على مصادرة الاراء والذهاب نحو الرأي الواحد والاستماتة في الدفاع عنه.
وقبل ان اقفل قلمي,,, كم اود من الاخ العزيز أحمد البدر ان يترك هذا الموضوع جانبا وان يذهب الى مناقشة مواضيع اخرى ذات صلة بالعملية التربوية وعلاقة الطالب باستاذه وحتى انوره قليلا سأطرح بعض الاسئلة.
لماذا غابت هيبة المعلم في الوقت الحاضر ولم تعد كما كانت سابقا لدرجة انه كاد ان يكون رسولاً؟
وأين هو من بعض المعلمين الذين يسهرون إلى الصباح امام القنوات والنارجيلة ثم يذهبون الى مدارسهم وطلابهم وقد احمرت عيناهم وشانت نفوسهم ؟
وأين هو من تبرم بعض المدرسين لكل القرارات وعدم قدرتهم على تفعيل واجباتهم الوظيفية كما يجب؟
أين هو من غياب بعض المدرسين وتساهل المعلمين في بعض المدارس خاصة في القرى والهجر؟
هنا لن أعمم مثله,, بل سأمنحه فرصة ليدرك ما كنت اقول,, ولنقفل موضوعنا الاصلي فقد اشبع نقداً وطرحا وقرر من يعرفون أين تكمن المصلحة والفائدة قرارتهم التي ستعود على الطلاب بالفائدة بالتأكيد.
والله من وراء القصد وإليه سبحانه المنقلب,, والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
علي العمر
الرياض الربوة
|
|
|
|
|