| الريـاضيـة
اتصل بي أحد الإخوة ظهر الخميس الماضي بأن أخي في الله عبدالله السويلم صار له حادث ثم رقد ميتاً, لم اصدق ما سمعت وكنت واقفا فجلست لما له من مكانة في قلبي, لم يخطر في قلبي تلك الساعة الا تغيره العجيب حيث قبل سنوات حفظ كتاب الله وصار يحرص على مجالس العلماء وصحبة الاخيار فقلت بعد الاتصال: غفر الله لك يا أخي وأسكنك فسيح جناته، وكل شخص عرفه يتعجب مثل عجبي في وقاره وهدوئه وسمته وعدم خوضه مع الناس, كان كثير الصمت متواضعاً لا يحقر احداً هذا ما أحسبه فيه والله حسيبه.
رأى في بداية استقامته أن لا يُكمل مشوار الكرة حيث كان يلعب في نادي الشباب وكأنه بذلك يُعد للموت عُدّته.
أتدرون ماذا قلت بعد سماع الخبر: إن شاء الله انه محظوظ كيف لا وقد صلى عليه عدد ليس بالهين وتبع جنازته كثير من طلبة العلم وأهل التقوى والصلاح ولم يكن لي في هذه السطور (ان سمحت لي الجزيرة) ان أعزي أهله وأولاده وأحبابه فيه وعلى مثله فلتبك البواكي, يا له من مشهد عظيم عندما صليت عليه في الجامع وحمل على الاكتاف وكان معه غيره من الاموات فقلت لعلي أحمل معهم بعض هذه الجنائز ولكني لا أدري اين جنازة صاحبي عبدالله فرأيت جنازة قد دنوت منها فقلت في نفسي: لن أعدم الخير كله إن شاء الله فلو حملت او شاركت في حمل هذه ثم بحثت عن جنازة اخي بعد ذلك وبعد إيصالها إلى السيارة تبين لي أنها جنازة صاحبي فحمدت الله على هذا ودعوت له بأن يعيذه الله من عذاب القبر وعذاب النار,, والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
محمد بن جريِّد
الرياض
|
|
|
|
|