| وَرّاق الجزيرة
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وبعد:
فإن للأستاذ فهد بن منيع الرشيد جهودا رائدة لا تنكر في كتابه شيء من تاريخ الرس من خلال كتابه شعراء الرس النبطيون الذي طبع في جزئه الأول في منتصف الثمانينات الهجرية ومن ثم الجزء الثاني منه الذي ظهر في نهاية الثمانينات ثم جمعه في كتاب شعراء من الرس عام 1405ه ثم أصدر أخيرا كتابه القيم (الرس بين ماضيها وحاضرها) الذي صدر قبل شهر رمضان الماضي لهذا العام 1421ه وقد قمت بقراءة هذا الكتاب قراءة سريعة وتبيّن لي جهد المؤلف الذي يبدو انه جمع مادة هذا الكتاب من سنوات وبالرغم من جودة هذا الكتاب إلا أني لاحظت عليه بعض الملاحظات البسيطة التي لا تقلل من الجهد المبذول في تأليف هذا الكتاب آمل من الأستاذ فهد أن يتسع صدره لهذه الملاحظات وأن يستفيد منها في طبعة قادمة بإذن الله.
أولا: في الفصل الأول: تحت عنوان الرس في العصر الجاهلي وفيه المباحث التالية:
1- منطقة القصيم.
2- الرس في اللغة.
3- الأماكن التي يطلق عليها الرس.
4- سكان الرس قديما.
5- ما قيل عنها في الشعر القديم.
تحدث المؤلف عن القصيم أولا ثم تكلم عن باقي الفقرات ولم يتحدث عن الرس في العصر الجاهلي كما ذكر في عنوانه للفصل الأول، وكان من الأولى الحديث عن الرس حسب عنوان الفصل، أو سمي عنوان الفصل منطقة القصيم ثم تحدث عن الرس بعدها، أو وضع قبل الفصول مدخل أو مقدمة عن منطقة القصيم وأهميتها في القديم والحديث.
ثانيا: في الفصل الثاني عنوانه الرس بعد دخول الإسلام وتحته العناوين التالية:
1- الحركات الاستيطانية.
2- نصوص تاريخية عن الاستيطان.
3- أبناء محمد بن علي المحفوظي.
4- مناخ الظفير وعنزة.
5- حرب الجلاس.
6- الخلاف على الإمارة.
لم يتحدث عن الرس في العصر الإسلامي حيث ذكر القبائل القاطنة فيه في الجاهلية ثم ذكر رحيلها الى العراق للفتوحات الإسلامية وإن كنت أشك في معرفته فيمن كان يقطنها في العصر الإسلامي الأول خاصة بعد رحيل القبائل التي كانت تقطنه قبل الإسلام لندرة المصادر التي تتحدث عن هذا الموضوع، كذلك موضع الفقرة (نصوص تاريخية عن الاستيطان) هو الفصل الأول.
ثالثا: الفصل الثالث وتحته عنوان الرس تحت السيادة السعودية:
وفيه عناوين كثيرة منها : الانضمام للدولة السعودية الأولى لكنه لم يحدد دخول الرس تحت لواء الدولة السعودية الأولى، حيث ذكر بأنها من أوائل البلدان التي انضمت للدولة السعودية وأشار الى مناصرة الرس لبريدة في حصار سعدون بن عريعر لها عام، 119ه بقيادة سعد بن عبدالله الدهلاوي، وإن كنت أعتقد بأن دخول الرس في عام 1183ه وهي السنة التي غذا فيها الإمام عبدالعزيز بن محمد القصيم وحاصر فيها بلدة الهلالية حيث أمنهم وبايعوه وبايعه أغلب بلدان القصيم ومنها الرس(1).
وذكر تحت عنوان الرس في ظل الدولة السعودية الثانية: لم يحدد عودة الرس الى حظيرة الدولة السعودية الثاني بعد عودة الإمام تركي بن عبدالله للحكم بالرغم من انه ذكر بأن أمير الرس محمد بن علي بن شارخ له ذكر في أحداث 1269ه وكان من الأولى تحديد سنة دخول الرس تحت ظل الدولة السعودية الثاني مع شكي من معرفته الدقيقة بذلك ولو فعل ذلك بالتقريب كان ذلك أفضل.
وفي صفحة (54) في الهامش رقم (2) عند تعريفه لبلدة الشنانة أنها تقع على مسافة خمسة أكيال الى الجنوب الغربي من الرس ثم عرفها مرة أخرى في صحفة (82) وذكر بأنها تقع على مسافة عشرة أكيال الى الجنوب من الرس والصحيح أنها تقع على مسافة خمسة أكيال غرب الرس.
وذكر في صفحة (56) في موضوع ترميم السور القديم: ذكر أن الأهالي قاموا بترميم السور القديم الذي بناه هديب العويصي والواقع أن قضية السور الثاني الذي سماه ترميم هو في الحقيقة بناء سور جديد إذا كان يعتقد ان سور هديب في حوطة الجو (الحوطة فيما بعد) والتي تبعد عن السور الجديد حوالي كيلو متر والمعروف ان السور القديم الذي ذكر ان هديب بناه هو في الرفيعة جنوب شرق الرس أما السور الذي بني بعد حملة طوسون استعدادا لحرب إبراهيم باشا هو السور الثاني والذي بناه الأمير سعد الدهلاوي وهو داخل السور الحالي والذي بناه ناصر بن خالد الرشيد في إمارة صالح الرشيد وأما ما ذكره بأن هديب بنى السور القديم فقد ذكر كبار السن بأن الذي بناه هو الأمير عبدالله الدهلاوي، وقد سبق ان سألته قبل طباعته الكتاب من بنى السور الحالي فذكر لي بأن الذي بناه الأمير سعد الدهلاوي، ولم يذكر كبار السن بأن هديب بنى أي سور.
كما ذكر تحت عنوان تشييد المرقب (مرقب الرس) انه تم تشييد المرقب مع سور الرس سنة 1232 ه وبرج الشنانة بعده بعام وقد ذكر في مقاله في جريدة الرياض عدد 10445 في 17 رمضان 1417ه بأنه تم بناء مرقب الشنانة عام 1050 ه .
وذكر في هامش ص (57) من الكتاب بأنه في عام 1345ه تعرضت الرس لأمطار غزيرة عرض المرقب للخطر مما اضطر الأهالي الى هدم جزء منه بينما ذكر في جريدة الرياض الآنفة الذكر أنه في عام 1335ه هطلت الأمطار على الرس خشي الأهالي من سقوطه فقام والده بهدم عشرة أمتار من المرقب وذكر أن هدم المرقب نهائيا عندما تم فتح الشوارع الجد من قبل البلدية كان عام 1395ه بينما ذكر في الجريدة بأن ذلك كان عام 1397 ه.
والصحيح ان الهدم تم عام 1397ه.
ذكر في ص (74) دور الشعر في مقاومة الشعراء: عند إيراده شعر الشاعرة موضي بنت سعد الدهلاوي أشار في الهامش إلى أنها زوجة الشيخ قرناس بن عبدالرحمن (قاضي الرس والقصيم في زمنه) والصحيحة والمعروف أن أختها رقية هي زوجة الشيخ قرناس وهي أيضا شاعرة والمشهور أن موضي قد تزوجت من جديح بن هذال العنزي وبعد طلاقها تزوجها مسلط الرعوجي، والغريب أنه ذكر بأن رقية زوجة قرناس في صفحة (109) عندما ذكر والدها من ضمن أمراء الرس.
رابعا: الفصل الرابع تحت عنوان مجالات التطور:
تكلم عن عدة عناوين منها: النمو والتطور ذكر بأنه كان يقطن الرس - بعد رحيل بني أسد وغيرها من القبائل التي حلت محلها - أسرة آل صقيه الذين قدموا من أشيقر، والحقيقة ان العبارة غير صحيحة وفيها نقص وتحتاج الي تفصيل فالقبائل التي خلفت بني أسد غير معروفة والمسافة بينهما سنوات طويلة أكثر من تسعمائة سنة، وبنو صقيه الذين قدموا من أشيقر للرس كان عام 950 ه فكيف يستقيم الكلام؟
وفي صفحة (76) عند تعليقه في الهامش على شعر مبارك البدري (وفتى الجود حماد ومحمد) علق في الهامش رقم (1، 2) بأنهما من أبطال الرس المشهورين وكذا علق على الشطر الآخر عند ذكره أبو عايد بالهامش رقم (2) قال أبو عايد من المشهورين بالرس, وفي صفحة (140) عند حديثه عن التطور الزراعي في الرس ذكر أن المردود الزراعي كان شحيحا ومتواضعا في ذلك الزمان والحقيقة أن كلامه ليس على إطلاقه فالرس كانت كغيرها من بلدان القصيم منطقة زراعية، فقد ذكر عبدالله الرشيد في كتابه الرس عند حديثه عن الزراعة في الرس قال: (حدثني والدي(2) رحمه الله أنه في عام 1359ه سافر الى الرياض فلما ذهب للشيخ محمد بن إبراهيم رحمه الله لقصد السلام قال له: مبروك إن بلدة الرس خرصت الذرة فيها لهذا العام (300000) ثلاثمائة ألف صاع واعتقد ان مثل هذا العدد الكبير في ذلك الوقت الذي ليس فيه مكائن ولا آبار عميقة، على النواضح والأيدي العاملة لأكبر برهان الى مدى اهتمام أهالي الرس بالزراعة) ا،ه (3).
وهناك ملاحظات مطبعية بسيطة لا تخفى على فطنة القارئ منها:
في صفحة (58) وقول رقية بنت سعد الصاحلي والصحيح الصالحي.
هذا ما تم ملاحظته على هذا الكتاب القيم آملا أن أكون قد وفقت في ذلك وأن تكون هذه الملاحظات محل عناية المؤلف للاستفادة منها في طبعة لاحقة بإذن الله.
والله ولي التوفيق
* وزارة المعارف
الهوامش:
1- تاريخ نجد لابن بشر - ج - 1 - ص113.
2- الشيخ محمد بن عبدالعزيز الرشيد (1304 - 1395 ه ) قاضي الرس والخرمة ورنة.
3- الرس عبدالله الرشيد منشورات الرئاسة العامة لرعاية الشباب - ط 1403 ه .
|
|
|
|
|