| مقـالات
دقائق فقط كانت تفصلها عن موت يكاد يكون محققاً وقد نجاها الله تعالى.
فقد وقفت أمام باب منزلها وقتاً طويلاً تقوم باتصالاتها باحثة عن وسيلة لفتح الباب إذ لم يكن المفتاح بحوزتها هذه المرة وبعد ان تمكنت من ذلك سمعت دوياً هائلاً خلف الباب أو في الباب نفسه,,,!!
وحين استطلعت الأمر وجدت سيارة قد التصقت بالباب بعد ان اعتلت مرتفعاً أمام البيت وقد سقطت إحدى عجلاتها والبنزين يقطر منها,, وبعد لحظات تصوروا من خرج منها,,,؟ وهي لاتزال منقلبة.
ستة مراهقين صغار تقول خرج الواحد تلو الآخر وكأنهم قطط متسللة ليس بهم أي إصابة والحمد لله تعالى فقد يبدو فزعاً يعلو شحوب وجوههم,,,!
بالتأكيد سبب هذا الحادث لايدعو للتساؤل هو التفحيط تلك الهواية الخطرة أو المغامرة المحببة للمراهقين والتي لم تعد تزاول في الفضاءات والشوارع الفسيحة بل وحتى داخل الأحياء كما في موقف تلك الأخت حتى أن ذلك الشارع تقع عليه عدة مدارس,,,! مما يزيد الخطر,,, وحتى تكمل فصول المأساة ولتعلموا أن هؤلاء يجدون فعلاً من يساعدهم من قبل الذين يفترض منهم أن يردعوهم ويعاقبوهم,,,!
تقول حين أتى زوجي كانت شرطة المرور قد سبقته وقبل ان يتم دهشته مما رآه اندهش أخرى من رجل المرور الذي رفع يده مشيراً له وبأقصى درجات الحماس قال صدقني لم يكونوا من المفحطين بل هناك من أجبرهم على هذا الانعطاف الخطير,,,!
المفزع أن آثار التفحيط لاتزال ماثلة شاهدة على الطريق,,,؟!
والسر في ذلك ان اولئك المراهقين كانوا قد التفوا حول رجل المرور يستعطفون رحمته,,,؟!
لا أدري متى سنتخلص من هذه الطيبة والشفقة التي هي في غير محلها بل هي تعتبر تهاوناً وقصوراً وليس خلقاً ورحمة,,,!
فرجل المرور يجب ان يقف بحزم أمام أولئك المتهورين حتى يكون لهم رادعاً لا مشجعاً على اقتراف ذلك,, ببساطة التهاون الذي قوبلوا به في المرات السابقة؟!
فالمشكلة الآن لم تعد فردية أو على نطاق ضيق بل أصبحت ظاهرة أكثر من ذي قبل فلها متميزون وجمهور بل وأشرطة تباع في الأسواق,,,!!
وكذا أماكن معلومة وأوقات محددة يتجمع لها جمهور كبير ويقضون ساعات عديدة لاتخلو من حوادث كثيراً ما تكون مفزعة فأين المرور من كل ذلك؟
لماذا يأتي دائماً متأخراً برغم انهم يعرفون الزمان والمكان,,,؟!
ثم ماذا لو كان منهم من يرتدي زياً مدنياً حتى يتمكنوا من معرفة المذنبين لا أن يأتي صوت سياراتهم منذراً من بعيد ليُمكنوا الهاربين من اتمام اختفائهم,,,؟!
إن ما نخشاه ان تستفحل تلك الظاهرة أكثر مادام ان رقابة الاهل غائبة والسيارات في متناول القاصرين وبعض المسؤولين رحماء جداً,,,!
وكثير من المراهقين غاب وعيهم برغم المآسي التي واجهوها سواء هم او زملاء المغامرة فمن نجا من الوفاة لم ينجُ من عاهة أو كسر أو ندم,,,!
مرفأ آخر:
ذكرني موقف رجل المرور السابق بأمثاله ممن يظنون ان التساهل خلق يحبب الناس فيه متناسياً دوره الأساسي وواجبه الذي وظِّف لأجله,,,!
ففي أحد الأسواق التي يمنع فيها الشاب الدخول إلا مع عائلته قال أحد الحراس لأحدهم الذي مُنع لتوه من الدخول: انتظر إحدى العوائل وامش خلفها وستستطيع الدخول,,,؟!
|
|
|